تركت باريس لخدمة قريتها.. تونسية وضعتها “فوربس” بين أفضل 30 شاباً في العالم

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/22 الساعة 08:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/22 الساعة 08:09 بتوقيت غرينتش

سارة التومي، تونسية لم تتجاوز 28 عاماً، لكنها استطاعت أن تقيم مؤسسة للأعمال الاجتماعية تضم جمعيتين خيريتين هما: "أكاسيا للجميع"، و"حلم في تونس"، ومن خلالهما تفتح أبواب الأمل والرزق أمام آلاف النساء والرجال في مسقط رأسها بأحد أرياف محافظة المهدية بالساحل التونسي وتحديداً منطقة بئر صالح.

أعمالها صنفتها بين أفضل 30 مؤسساً لجمعية خيرية دون سن 30 عاماً في العالم، حسب ترتيب مجلة "فوربس" الأميركية للمال والأعمال.

بداية العطاء في سن الثامنة

بداية الحلم كما توضح الشابة التونسية لـ"عربي بوست"، كانت "منذ نعومة أظافري وجدت والدي ناشطاً في مجال المجتمع المدني، وأذكر أنه كان يأخذني معه في رحلات إنسانية للعراق والسودان، ورغم حياتي في باريس كنت أحرص كل سنة على العودة لمسقط رأسي بمنطقة بئر صالح، التي تفتقد للماء الصالح للشرب وللكهرباء ولوسائل النقل المدرسي، ما اضطر فتيات المنطقة حينها للانقطاع عن الدراسة ومن بينهن بنات عمي".

وتضيف سارة: "فكرت حينها وأنا في الثامنة من عمري ماذا يمكن لي أن أقدم لبلدتي وأقربائي وقررت مساعدتهن بما أقدر عليه، وكانت أولى الخطوات عبر جلب عشرات الكتب والألعاب الفكرية، وجعلت من بيت جدي فضاءً للترفيه لأطفال الجهة، وقد وجدت تفاعلاً منقطع النظير، ومن هنالك كبرت الفكرة والطموح".

من "السوربون" إلى قريتها

المثير أن سارة التي تحمل الجنسية المزدوجة التونسية والفرنسية بحكم هجرة والدها منذ سنين لفرنسا واستقرار أسرتها هناك وتعليمها في جامعة السوربون، اختارت بعد إنهاء دراستها العودة لمسقط رأسها نهائياً حتى تساعد أهل قريتها في البحث عن موارد عمل من خلال بعث مشاريع بتمويل ذاتي ومساعدة بعض الجمعيات الفرنسية والشركات الخاصة، عبر تعليم نساء القرية المهن اليدوية والحرف ومساعدتهن على الترويج لهذه المنتجات وبيعها.

وفي ذات الإطار الاجتماعي قامت سارة بدعم استراتيجية زراعية لمقاومة التصحر الذي يهدد منطقتها ويأتي على أشجار الزيتون التي تمثل المصدر الوحيد للأهالي، وأقنعت الفلاحين بزرع المئات من مشاتل "الأكاسيا" و"المورينغا"، وهي أنواع من الأشجار المعروفة بمقاومتها للتصحر.

سارة قدمت في 2004 ما يقارب 300 ألف كتاب، و500 حاسوب، وخصصت مكاناً للمطالعة حتى يستفيد منها مئات الأطفال.

التخلي عن دراسة الطب من أجل استكمال الحلم

سارة تقول إنها تخلت عن دراسة الطب في باريس رغم تفوقها في السنوات الأولى، وانتقلت لدراسة علوم الاتصال بجامعة السوربون، وبالتوازي الانكباب على البحث العلمي في مجال الزراعة والبحوث المتعلقة بها؛ حتى تكون مطلعة أكثر على هذا المجال في إطار استكمال نشاطها الاجتماعي والإنساني بمنطقتها.

علامات:
تحميل المزيد