للموت حضوره ورهبته عند الجميع، ولكن كان لهذا الأمر وقعاً أكبر عند الفلسطينيين الذين هزتهم جريمة المستوطنين بحق عائلة فلسطينية في قرية دوما قضاء نابلس في الضفة الغربية المحتلة فجر يوم الجمعة الماضية 31 يوليو والتي أدّت إلى حرق جميع أفراد العائلة الأربعة واستشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة 18 شهراً، الفنان والشاعر كلّ عبّر عن غضبه بطريقته الخاصة.
"حرقوك يا طفلي المدلل والأصابع من ضغينة فجفوا حلقاً ينام الفجر" هي مطلع قصيدة كتبتها الشاعرة الفلسطينية كفاح الغضين تقديساً وتقديراً لروح علي وحول الجريمة التي ارتكبت بحق هذا الطفل تقول لـ"هافنغتون بوست عربي "كان من الصعب علي وصف الجريمة لحظة وقوعها، صدمت من هذا الفعل الذي يدلّ على تجرّد المرتكبين من الإنسانية، لم أستطع أن أقول شيء فور سماعي الخبر لأن حجم المصيبة أكبر من أن يوصف".
رمال البحر تودّع روح الطفل أيضاً
رمال بحر غزة أيضاً كان لها رسالتها لروح الطفل والتي رسمها الفنان التشكيلي أسامة سبيته وعنها يقول لـ "هافنغتون بوست عربي "أنّه فور سماع خبر حرق الرضيع علي ومشاهدة صوره المؤلمة التي ملأت الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي جاءت فكرة رسم اسم علي دوابشة على رمال البحر".
العمل الذي استغرق من سبيته أكثر من ثلاث ساعات لم يكن الأول، فقد سبق له رسم عدد كبير من اللوحات الرملية تعبيراً عن موقفه اتجاه مختلف القضايا الفلسطينية والتي يعتبرها "رسائل للعالم الخارجي أعّبر من خلالها عمّا أريد قوله للعالم وأؤكد أننا هنا باقون على أرض فلسطين ولن ننسى جريمة حرق الطفل علي".
الكاريكاتير خبر عاجل
تصريحات ومقالات وكلمات كثيرة عبّرت عن استنكارها ولكن كان رسم الكاريكاتير أكثرها تعبيراً وأسرعها تأثيراً، وهذا ما دفع رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة إلى رسم أكثر من 6 كاريكاتير آخرها كان صورة الطفل وهو في سريره والعدو يشعل النار فيه وبهذه الرسمة "ربط بين حرق داعش للطيار الأردني وهو في قفص وبين الرضيع علي وهو في سريره" كما أوضخ لـ "هافنغتون بوست عربي" وأضاف " أردت أن أوصل رسالة وهي أن الإرهاب واحد في العالم من يرتكب الجريمة يكون مجرّد من الإنسانية إنّ داعش والجماعات الصهيونية هي ذات فكر متطرف إرهابي".
وتابع "نحن كرسامين كاريكاتير في فلسطين نعمل كمراسل صحفي ينقل الحدث عبر رسماته للعالم وليس عبر الحروف فالرسمة نرسمها بشكل عاجل تتحدث عن حدث حصل في فلسطين ولابدّ من السرعة في العمل".
وختم بقوله "جريمة حرق الطفل علي دوابشة كانت تتطلب من الجميع التحرّك لفضح المحتل ومستوطنيه خاصة وأن الاحتلال الذي يدعم المستوطنين سارع في إدانة العملية أمام العالم لذلك كان ردي على هذه الجريمة أيضاً سريعاً".