عامانِ وحرب

هناك على ذلك التلِّ البعيد والشَّمسُ تغربُ في عيْنٍ حمِئة، خرج من بين الدُّخانِ الكثيف يجرُّ بين الأنقاضِ روحه الجريحة، ناجٍ وحيد لا يريد أوْسمةً ولا طبولاً ولا نياشين، لم يبتغِ نصراً ولا هزيمةً وقد أضحت روحهُ هشيماً تذروه الرِّياح.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/21 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/21 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش

هناك على ذلك التلِّ البعيد والشَّمسُ تغربُ في عيْنٍ حمِئة، خرج من بين الدُّخانِ الكثيف يجرُّ بين الأنقاضِ روحه الجريحة، ناجٍ وحيد لا يريد أوْسمةً ولا طبولاً ولا نياشين، لم يبتغِ نصراً ولا هزيمةً وقد أضحت روحهُ هشيماً تذروه الرِّياح.

لم يكن يعلمُ أنَّ الحرب تنتهي على السَّاحة؛ لتبدأَ حربٌ أخرى في أعماقِ نفسه، لكن ماذا يصنع والحربُ شرٌّ ما منه بدّ؟!

عامان وحرب!

وفي الحرب تظهرُ ألْفُ يَد
في الحرب تفترقُ الوجوه
وفي الحرب يُبنى ألْفُ سدّ
صوت الطّبولِ يبدو مزعجاً
ورائحة الدماء تحفرُ ألْفَ لحْد

عامان وحرب!

في الحرب يُقطعُ حبلُ وِد
لا صحْبَ حولكَ أو رفاق
الجَمعُ ولّى وبقيتَ فرْد
يداك ترتعشانِ؟ محض برْد
الحربُ شرٌّ ما منه بُد

عامان وحرب!

وفي الحرب قالوا إنّ هناك مجدْ
أيُّ مجد؟!
لا اليوم حتى أو بعدَ غَد
فبنادق القوْمِ صارت من غيرِ زِنْد

عامان وحرب!

وفيها جيْشان تحت مَقْتمَةِ السَّما
وغُرابها يُلبسُ السَّيْفينِ غِمْد
وهناكَ على الشّواطئِ بِضْعُ جُنْد
يَرقُبون سفينةً لا تَغْتَدي
والموْجُ يُلقي جزرَهُ من غيرِ مَد

عامان وحرب!

والقوْمُ ألقوا في البحر رسائلا
وزَواجلُ الطّيرِ ما عادت بِرَدّ
والوردةُ الزرقاءُ تبكي بالنَّدى
فالمنجلُ الحصّادُ لم يُبقِ وَرْد
وهناك من بين ِالضَّبابِ تلوحُ صبيّةٌ
تُفتش في الضحايا عن وجهِ سعْد
وعلى البُحيْرةِ حُزنُ مالِك
والحُزنُ يبقى للقلبِ قَيْد
كنخَّاسٍ أشقرٍ كانت حربُنا
والكلُّ عندَ النَّخّاسِ عَبْد

عامان وحُب!

وفي الحُبِّ حرب
والحربُ شرٌّ ما منهُ بُد

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد