نشر الموقع الإلكتروني لمجلة دير شبيغل الألمانية مقالاً بعنوان "صعود محمد بن سلمان في السعودية: الأمير المحارب"، تحدثت فيه عن تعيين الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، صباح أمس الأربعاء 21 يونيو/حزيران، ابنه محمد ولياً للعهد.
واعتبرت "شبيغل أونلاين" أنّ محمد بن سلمان (31 عاماً) يعيش "ساعة الذروة" في حياته حالياً، مشيرة إلى أن القرار الصادر بشأن منصب ولي العهد منطقي؛ إذ تم وضع محمد بن سلمان -الذي وصفته بـ"المتعطش للسلطة"- بعد تخرجه في كلية الحقوق بجامعة الملك سعود، من قِبل والده، بشكل مبكر وممنهج، في موقع المسؤولية.
وجاء ذلك منذ اللحظة الأولى من تولي والده السلطة قبل عامين، حيث عيّنه وزيراً للدفاع، وحينها تمت مراقبة صعوده السريع في سُلم السلطة بدقة في مختلف أنحاء العالم، وقابله عدم ارتياح من قِبل ألمانيا، فحذرت المخابرات الألمانية منذ عام 2015 من تعطّشه للسلطة ومن المخاطر المحتملة لمحاولته ترتيب توليه ولاية العهد خلال حياة والده.
وقالت المخابرات في تقرير لها حينها إن محمد بن سلمان يقف وراء "السياسة الاندفاعية التدخلية" لبلاده في الصراع مع إيران، ويحاول مد نفوذه عسكرياً أيضاً؛ ما قد يرهق العلاقات مع الأصدقاء، وعلى نحو خاص الدول الحليفة في المنطقة.
وأشارت "شبيغل" إلى أن ميركل والحكومة الألمانية نأيا بنفسيها عن تقييم المخابرات الخارجية للوضع في السعودية حينذاك علناً على الأقل، إلا أنه وراء الأبواب الموصدة في وزارة الخارجية الألمانية ومكتب المستشارية قد يكون تم التوصل إلى تقييمات مماثلة؛ لأن توقعات المخابرات كانت صحيحاً تماماً.
تيران وصنافير
ولفتت المجلة إلى أن المملكة تحاول منذ عام 2015 أن تبرز نفسها كقائدة للعالم العربي، وترى العائلة المالكة الحرب مكملة للسياسة، وتعقد تحالفات متعددة في المنطقة.
وذكّرت بأنه منذ تولي محمد بن سلمان منصب وزير الدفاع تقود السعودية تحالفاً عسكرياً يخوض حرباً ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، التي تعتبر العدو اللدود للعائلة المالكة السعودية.
كما تسبّبت السعودية، منذ أسابيع، في أزمة جديدة مع قطر؛ عندما "جمعت تحالفاً من حكام عرب قطعوا العلاقات مع قطر، وسدّوا الطرق البرية والجوية والبحرية إليها".
وأشارت المجلة الألمانية إلى أنّ السعودية غيَّرت من الواقع الجيوسياسي في المنطقة، ضاربة مثالاً على ذلك بمصر، أكثر دولة سكاناً في العالم العربي، التي أصبحت مثقَلة بالديون ومعتمدة بشكل كبير على الرجل القوي في الرياض، بعد أن كانت إحدى أقوى الدول في الشرق الأوسط.
وخلصت "شبيغل" إلى أنّ هذا التغيير عبر التقارب يظهر الجيواستراتيجية الحاذقة للملك السعودي المستقبلي، الذي سيحتفل في أغسطس/آب المقبل بعيد ميلاده الثاني والثلاثين.