للأسبوع الثاني على التوالي، يتربع فيلم The Martian على عرش شباك التذاكر في الولايات المتحدة الأميركية، محققًا أرباحًا قاربت الـ 120 مليون دولار.
He needs your help. #TheMartian October 7 in #Egypt #BringHimHome pic.twitter.com/4z4VtEtSDE
— UMP Movie Guide (@UMPMovieGuide) October 5, 2015
لا يعود هذا لأداء الممثل مات دايمون بطل الفيلم الذي نال إعجاب النقاد، فبحسب موقع Space.com، فإن عوامل عدة ساهمت في نجاحه، على رأسها حبكة الفيلم التي جعلت البعض يظن أنه مبنٍ على قصة حقيقية.
The Martian مأخوذ عن قصة للكاتب آندي واير نشرها في العام 2011 عن بعثة استكشافية إلى المريخ أرسلتها وكالة "ناسا" لعلوم وأبحاث الفضاء، حيث تهب عاصفة هوجاء على فريق البعثة المكونة من أفضل علماء الوكالة، يفقد فيها أثر أحد روّاد الفضاء (مات دايمون) لتتوالى الأحداث وتتصاعد المطالبات بإرسال بعثة للبحث عنه وإرجاعه إلى الأرض.
لماذا تميّز The Martian
حبكة الفيلم والطريقة التي عولجت بها قصته، جعلته واحدًا من أكثر أفلام الفضاء محاكاة للواقع، وأكثرها دقةً من حيث الحقائق العلمية، ما جعل بعض المشاهدين يظنون أن أحداث الفيلم مستوحاة من قصة حقيقة رغم أن الإنسان لم يصل إلى المريخ بعد.
وقد عبّر عن ذلك بعض المغردين على تويتر:
As great as "The Martian" was, my favorite part was after when my grandma asks if it was based on a true story
— Richie Abruscato (@get___RICH) October 3, 2015
Some surprised "The Martian" isn't a true story. But #Wadi_Rum very real. http://t.co/bodKlPe81T pic.twitter.com/czvAKhwh1e @businessinsider
— Jean Newman Glock (@jeannewmanglock) October 10, 2015
So I guess a ton of people think the Martian is a true story… And there's people that don't know the Titanic was real.
— Haile ⚡ (@makeitHaile) October 8, 2015
وبحسب Space.com، فإن سر نجاح الفيلم الذي أخرجه المخرج ريدلي سكوت، يعتمد على 3 نقاط أساسية هي:
علماء الفضاء يتمتعون بروح الدعابة
كسر The Martian الصورة النمطية عن العلماء المتخصصين في أبحاث الفضاء، والذين يتمتعون بذكاء كبير، حيث دائمًا ما تمّ تصويرهم بأنهم غير اجتماعيين ولا يتمتعون بالعفوية، وكل خطوات حياتهم اليومية محسوبة بدقة، ناهيك عن عدم تمتعهم بروح الفكاهة، وإذا ما ألقى أحدهم دعابة فغالباً ما تكون عن مسلسل "حرب النجوم".
ففي الفيلم يظهر رائد الفضاء مارك ويتني (مات دايمون) مرحًا خفيف الظل، وهي خاصية رافقته طوال رحلته في الفضاء وكانت من عوامل بقائه حيًا متفائلًا في محنته.
كما ظهرت الكابتن لويس (جيسيكا شاستين) المتخصصة في علم الجيولوجيا، كشخصية لها اهتماماتها الخاصة خارج نطاق العمل، حيث تعشق "الديسكو" ومسلسلات السبعينات.
مجهود جبار يقف وراء مهمات الفضاء
اعتاد المتابع لأفلام الفضاء سواءً كانت مبنيةً على قصةٍ حقيقيةٍ أو خيالٍ علمي أن يصعد رواد الفضاء إلى المكوك أو المركبة الفضائية، ليضغط على زر ينطلق بهم، فيما يبدو مهمة أسهل من تشغيل محرك سيارة.
بينما يواكب الفيلم ما يسبق الرحلة الفضائية والجهود الجبارة المبذولة من المئات من المأهّلين علميًا في كل المجالات والذين تتوقف حياة الرواد على دقة عملهم، على إنجاح وصول البعثة إلى الفضاء – التي عادة ما تستغرق ثوانٍ معدودة – في الأعمال الفنية السابقة.
وتظهر بالأخص التجارب العلمية التي بنى عليها الخطوات التي تسير الرحلة عليها والأخطاء الكبيرة التي يبذل آلاف الجنود المجهولين من العلماء جهدًا كبيرًا لتجنبها، حيث يعالجها الفيلم بلمسة إنسانية تظهر انغماسهم في عملهم والتحديات التي يواجهونها.
الفضاء مكان خطير بالضرورة!
عجّت أفلام الفضاء بالتركيز على الكوارث التي تحدث فيه، منها سيناريوهات أصبحت مثيرةً للضحك لكثرة تناولها في السينما، مثل النيزك العملاق الذي سيرتطم بالأرض لينهي الحياة عليها، أو أن وحشًا ما يعيش على المريخ، أو أن بعض من ذهبوا للعيش في الفضاء تحولوا بدورهم إلى وحوش، والعديد من التصورات المضحكة، ثم يأتي The Martian ليقدم صورةً مغايرةً عنها، يواجه فيها رائد الفضاء تحديات "منطقية" في صراعه للبقاء على قيد الحياة، جعلت المشاهد يتعاطف معه بكل مشاعره.
فهو يحاول الزراعة على الكوكب الأحمر في تربة خالية من البكتيريا اللازمة لنمو النبات، أو الماء أو بسبب التقلبات المناخية التي لا تطاق، ما يجعل المشاهد يتعاطف مع "إنسانية الموقف"، فهي رغم كل شيء قصة صراع بقاء في الفضاء لا تحتاج "مصارعة" نيزك أو وحش.
ويحسب لصنّاع الفيلم في هذه المنطقة بالذات، تحويلهم مسائل علمية بحتة مربكة فكريًا، إلى معلومات أشعلت فضول المشاهد، بدلاً من أن إشعاره بالملل.
الفضاء ليس عدوًا للإنسان
غالبية الأفلام التي عالجت رحلات استكشاف الفضاء تميزت بعامل مشترك واحد، وهو شعور رائد الفضاء الندم على تركه كوكب الأرض.
أما في The Martian، فإنه بالرغم من كل الصوبات التي واجهها الكابتن واتني فإنه كتب رسالة لوالديه الذي اعتقد للحظة أنه لن يراهما مجدداً، أنه "يحب عمله". وجعل من استكشاف الفضاء مهمة ممتعة، تفتح الباب للمزيد من الفضول حول هذا العالم.
The Martian الذي تمّ تصوير بعض مشاهده في وادي رم بالأردن، يعرض حالياً في دور السينما في الإمارات وعدة دول عربية منها مصر، والتي تعرضه – حسب مشاهدين – بمشهد محذوف لأسباب غير مفهومة، يصّور مسيرة قام بها الأميركيون يطالبون فيها دعم الحكومة مهمة "ناسا" لإرجاع رائد الفضاء المفقود إلى الأرض.