تتعرض العلاقات عادةً إلى فتور في العلاقة الجنسية بين الشريكين، بل إن حالات الزواج التي لا تحدث فيها أي ممارسة جنسية تعتبر في تزايد دائم على مستوى العالم بأكمله.
وفي هذا الإطار، توضح بيانات تم جمعها في العام 2015، أن مصطلح "الزواج دون جنس" كان من أكثر الأشياء التي تم البحث عنها على المتصفح العالمى جوجل خلال ذاك العام، بحسب النسخة الألمانية لـ "هافينغتون بوست".
وجاء هذا المصطلح أكثر من 21 ألف مرة أثناء عمليات البحث على المتصفح جوجل كل الشهر، متفوقاً حتى على مصطلح "الزواج غير السعيد".
وتُظهر دراسة يابانية في هذه الآونة أن هناك ما يقرب من 50% من الأزواج في اليابان لم تحدث بينهم أي ممارسة جنسية لمدة تتجاوز الشهر.
وبغض النظر عمّا إذا كان هذا الأمر سيتغير فيما بعد أم لا؛ تقدم النسخة الألمانية من "هافينغتون بوست" النصائح التالية من خلال حوارها مع خبيرين حول هذا الأمر:
1- لست الشخص الوحيد الذي يعاني
بدايةً، ينبغي على كل شخص أن يتذكر دوماً أن هناك العديد من الأزواج الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة، ويحاولون كذلك جاهدين التغلب عليها والتخلص منها.
وتذكر خبيرة الاستشارات الجنسية كلاري بيندرغاست أن هناك بعض الدراسات حول الأمور الزوجية والمشاكل الأسرية باسكتلندا، توضح أن هناك نسبة لا تزيد عن 45% من البالغين في بريطانيا العظمى هم فقط من يشعرون بالرضا أو بالسعادة في حياتهم الجنسية.
في حين تشير تلك الدراسات أيضاً أن هناك ما يقرب من 51% لم يمارسوا الجنس أصلاً منذ الشهر الماضي.
2- ما الذي يمنعك من ممارسة الجنس؟
هناك لدى الأزواج العديد من الأسباب التي تعوقهم عن ممارسة الجنس، كالتوتر، وبرود الرغبة الجنسية، وانقطاع الطمث، وتقدم العمر، وعدم الثقة بالنفس، وغيرها من الأسباب الأخرى ذات الصلة التي تؤثر على القدرة الجنسية التي قد يكون أحدها هو السبب وراء تلك المشكلة.
ويذكر جيني بورتر، مدير مكتب الإرشادات لدى مكتب الإرشادات الزوجية وخبير العلاقات الأسرية، أن هناك العديد من النساء اللاتي لم يعدن يتقن أو يشغلن بالهن بممارسة الجنس، نتيجة الشعور بعدم رغبة زوجها فيها، أو إحساسها بإهماله لها.
وقد يحدث ذلك لدى الكثير من الرجال والنساء، نتيجة وجود مشكلة مادية أو عضوية لدى أي طرف منهما، مثل عدم القدرة على الانتصاب لدى الرجل أو ألم تشعر به المرأة أثناء الجماع.
3- شهر العسل لا يستمر طوال الحياة!
وتُذكِّر بيندرغاست الشركاء بأنه لا بد وأن تتخلل حياتهما الطويلة، فترة يعتريها عدم وجود أي ممارسة جنسية، ففي بداية أي علاقة تبدو ممارسة الجنس طبيعية ومقبولة جداً، فهناك الغريزة القوية التي تدعو الإنسان وتحفزه على ممارسة الجنس.
لكن على المدى البعيد، وطول علاقة المرء الزوجية، ينبغي على الفرد أن ينظم الوقت المخصص لممارسة الجنس وإشباع رغبته ورغبة شريك حياته.
4- لا تضغط على نفسك لممارسة الجنس
قد يأتي ضغطك على نفسك بنتائج عكسية، لكن يجب على الكثير من الأزواج الذين يبحثون عن نصائح وإرشادات بسبب الأسباب المتقدمة، أن يتعاملوا مع مشاكلهم هذه بأن يلزموا أنفسهم بعدم ممارسة الجنس، فإن هذا يرفع من على عاتقهم أي ضغط يمكن أن يكون هو الذي يؤثر عليهم جنسياً بالسلب.
ويوضح بورتر أنه يجب على الإنسان أن يسترخي ويتخلص من أي ضغوط تقع عليه، وذلك عن طريق عدم استشعاره بأي إلزام عليه لممارسة الجنس، وتبقى في خلال تلك الفترة الألفة والمودة بين الطرفين عن طريق مداعبة كل منهما للآخر وملاطفته، أو من خلال قضاء الوقت معاً ببساطة، ودون تحمل أي ضغوط أو تكاليف لأي منهما على الآخر.
5- الجنس.. أكبر من مجرد ممارسة
تقول بيندرغاست، إنه ينبغي ألا يُنظر إلى الجنس على أنه مجرد ممارسة جنسية فقط، بل هناك العديد من الطرق الأخرى غير هذه التي يمكن أن يشبع بها الإنسان رغبته ويقضى بها شهوته، وهناك العديد من الأزواج الذين لا يمارسون الجنس، ولا توجد بينهم أيضاً أي قُبلات أو لمسات دافئة، بل ويمثل الجنس عندهم من أَلِفه إلى يائِه شيئاً مخيفاً.
وأضافت بيندرغاست أن الطريقة الأمثل تكمن في أن يقترب كل زوج من الآخر بطريقة لطيفة، وكأن كل واحد منهما يعيد اكتشاف جسد الطرف الآخر، فإن تباعد الوقت بين كل عملية جنسية يجعل العملية الجنسية وكأنها أول مرة يمارسون فيها الجنس.
وتتغير مشاعر الإنسان باستمرار، فما يثير الإنسان في فترة العشرينيات، ربما لم يعد هو الشيء الذي يثيره وهو في عمر الخمسينيات ويهيج شهوته.
6- هل حياتك دون جنس سعيدة؟
حتى وإن كانت علاقتكم دون جنس على ما يرام، إلا أنكم عليكم أن تتساءلوا فيما بينكم عما إذا كان هذا الأمر يسبب لكم مشكلة في حياتكم على المدى البعيد أم لا؟
وتوضح كلاري بيندرغاست أنه قد يكون هناك بعض الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا سعداء في حياتهم دون أي اتصال جنسي، في حين أن التنازل عن هذه المسألة قد يعني بالنسبة للآخرين التنازل عن الشعور بالاسترخاء والنشوة بل وعن العلاقة بأكملها.
7- عليكم بالتواصل الصادق مع بعضكم
وتذكر كلاري بيندرغاست في هذا الموضوع أن التواصل يعد مفتاحاً لكل المشاكل، لذا يجب على كل فرد أن يخصص جزءاً من وقته للتحدث مع الطرف الآخر والاستماع إليه، فالخروج والتنزه مع بعضكما يجب أن يضعه كل طرف في حسبانه، فعندما يتفهم كل طرف منهما الآخر ويشعر بأنه يكمل الطرف الآخر، يشعر كل منهما بالمودة والألفة تجاه الطرف الآخر، وتزداد بالتالي أيضاً الرغبة في ممارسة الجنس معه.
8- لا تنزعج مما تقرأ في وسائل الإعلام
تكثر المقالات التي تتناول هذا الموضوع وتبحث معدل المرات التي يجب أن تحدث فيها ممارسة جنسية بين الزوجين؛ الأمر الذي قد يشكل ضغطاً كبيراً على كليهما، وينقل لهما الشعور بأن حالتيهما ليست جيدة أو ليست على ما يرام.
والحقيقة أنه ليست هناك قاعدة تخضع لها حياة كل الأزواج الجنسية، وإنما تمثل حياة كل زوجين الجنسية حالة خاصة مستقلة لا يقاس عليها غيرها، وذلك حسبما ذكرت بورتر.
هذا الموضوع مترجم عن النسخة الألمانية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.