الإنسان أقدس مقدّسات هذا العصر، لا يهم لونه، دينه، عرقه، بلده، المهمّ أن يتمتع بكلِّ حقوقه المادية والمعنوية، ومن الواجب علينا الانخراط في مسيرة النضال من أجل فكرة الإنسان الحرِّ أو فكرة قداسة الإنسان، ربما بعدها لن يموت أحد بسبب دينه أو معتقده، أو بسبب فكرة أو موقف سياسي أو ربَّما بسبب لونه.
من هذا المنطلق باشرت أنجيلينا جولي عملها في العمل الإنساني ضمن منصبها سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حاولت من خلال محطاتها النضالية أن تُسلِّط الضوء على أطفال القارة الإفريقية وأطفال الحروب والنكبات.
أنجيلينا جولي هي النجمة الشقراء، نجمة هوليوود المعروفة والمحبوبة، تسعى ملايين النساء في العالم إلى تقليدها والتشبه بها في هندامها، أنجيلينا جولي النجمة الأميركية التي تخضع لمقاييس السوق العالمية في ترويج صورتها الفنية، هذه المرة لم تكن بطلة فيلم يشدّ الأنظار ويحبس قلوب متابعيه، بل كانت إنساناً بلحم ودم ومشاعر وأحاسيس ومواقف، تتابع أخبارها في سياق الأخبار المتفرقة هنا وهناك، فتجدها في العالم المحيط بها في وجوه الأطفال اليتامى لتمنحهم الدفء والأمل.
تتنقل بين الجهات الأشدّ نكبة، بين الثكالى والفقراء وضحايا الحروب والجوع، تجلس مع أطفال كمبوديا وإثيوبيا وفيتنام، وأطفال المخيمات السورية بتركيا، وتتبنَّى منهم أطفالاً، ربما تساعد في رسم الأمل على شفاههم الجافة والخائفة، وربّما تكون نبراساً لبعض العنصريين والمتطرفين ليتخلوا عن تطرفهم، وليؤمنوا أن التسامح ميزة إنسانية، وأن فعل الخير كامن فينا إن أردنا أن نلتحق بركب الإنسانية الحقيقية.
ولأنَّ الإنسان أقدس المقدسات وهو الطريق الأول إلى مرضاة الله من خلال العمل الطيب والصالح في عباده، فما تقوم به أنجلينا جولي هو تجسيد لمهام الربّ على الأرض "مفهوم الخلافة مثلاً"، فهي تنصر المظلوم على الظالم، تكشف حقيقة العالم المتناحر والمتقاتل من خلال مآسي المظلومين، وتدعو إلى رسالة حبٍّ وسلام بين كلِّ الناس على الأرض.
قدَّمت أنجيلينا جولي إلى الإنسانية أكثر من شيوخ الدين والسياسيين في كلِّ العالم، استثمرت صورتها الجميلة والمحبوبة من أجل فعل الخير في الإنسان وأكملت طريقها… تحاول أن تزرع الحبَّ والودَّ والأمل في أشدِّ مناطق الأرض فقراً وحزناً، لم تهتم بجمالها الأخّاذ ومركزها العالمي المرموق، وهي تفترش الأرض مع الفقراء والمظلومين، لم تهتم بمظهرها، بل عملت على أن يكون قلبها طاهراً مطهراً من دَنَس الكُره والعنصرية، ورفعت راية الإنسان عالياً.
أنجيلينا جولي نجحت أن تكون خليفة الله على الأرض، فيما فشل أهلُ الإسلام، الذين يتقاتلون بين سنة وشيعة وبين سلفية وإباضية.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.