حصاد “الغضب”.. العالمان العربي والإسلامي ينتفضان نصرةً للقدس ومظاهرات غاضبة تعمّ العديد من العواصم

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/08 الساعة 15:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/08 الساعة 15:36 بتوقيت غرينتش

انتفض العالم العربي والإسلامي، في يوم جمعة "الغضب"، نصرة للقدس، وتنديداً بقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

في ساحات المسجد الأقصى توحّدت أصوات آلاف الفلسطينيين، مرددة شعارات رافضة للقرار الأميركي، استجابة لدعوات أطلقتها القوى الفلسطينية، للتظاهر في جميع أنحاء الضفة الغربية، والقدس الشرقية وقطاع غزة، بعد صلاة الجمعة الأولى عقب قرار ترامب.

كما خرجت الجماهير العربية في الخط الأخضر (داخل إسرائيل)، في مسيرات واسعة بعد انتهاء صلاة الجمعة، "تصدياً لإعلان ترامب المشؤوم".

المشهد نفسه تكرر في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث خرجت مظاهرات حاشدة، حاولت القوات الإسرائيلية قمعها ما أدى إلى مواجهات بين الطرفين أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة المئات.

تركيا

لليوم الثالث على التوالي، تواصلت المظاهرات والمسيرات، والوقفات الاحتجاجية في العديد من الولايات التركية، تنديداً بالقرار الأميركي، وشهدت تلك الولايات مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة.

وشملت المظاهرات معظم الولايات التركية أبرزها العاصمة أنقرة، وإسطنبول، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينة والتركية، وصور المسجد الأقصى وقبة الصخرة، مؤكدين أن القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين.

بلدان عربية

وفي العراق، توحّدت اليوم طوائف البلاد، من السنّة إلى الشيعة، في وقفات احتجاجية رافضة للقرار الأميركي، وتجمع العراقيون في الساحات العامة بعد أداء صلاة الجمعة في مختلف محافظات البلاد، من الشمال الى الجنوب، مرددين هتافات مناهضة لإسرائيل والرئيس الأميركي.

وفي بغداد شارك السفير الفلسطيني لدى العراق، أحمد عقل، في الاحتجاج المناهض لقرار ترامب.

أما في مصر، فقد خرج مئات المصلين من مسجد الجامع الأزهر، شرق العاصمة القاهرة، في مسيرة غضب ضد القرار الأميركي.

ورفع المتظاهرون لافتات حملت شعارات من قبيل "القدس عربية" و"القدس فلسطينية"، ورددوا هتافات معادية للولايات المتحدة ولإسرائيل.

الغضب نفسه اهتزت على وقعه العديد من المدن المصرية الأخرى، بينها الإسكندرية وطنطا والمنيا، حيث خرج المصلون عقب أداء صلاة الجمعة، صادحين بهتافات تتعالى جميعها نصرة للقدس.

وغير بعيد عن مصر، وتحديداً في الأردن، عمّت مسيرات غضب شعبي، محافظات البلد الأخير ومدنه.

ففي العاصمة عمان، انتظمت مسيرة مركزية، شارك فيها آلاف المواطنين، انطلقت من أمام المسجد الحسيني وصولاً إلى ساحة النخيل.

ولم تقتصر مسيرات الأردنيين على العاصمة فقط، بل شملت جميع محافظاتها، من الكرك والعقبة (جنوبا)، مرورا بـ "الزرقاء" (وسط)، وصولاً إلى واربد (شمالاً)، إضافة إلى غيرها من المحافظات والمدن الأخرى.

وفي سوريا، تظاهر مئات المواطنين في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، شمالي البلاد، حيث نظم المتظاهرون مسيرة عقب صلاة الجمعة، تنديدًا بالقرار الأميركي في مركز محافظة إدلب، وبلدات أريحا ومعرة النعمان، وقرى أطمة، وكيللي، وجرجناز، إضافة إلى بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي.

أما في اليمن، فقد تظاهر أكثر من 1000 شخص، بعد صلاة جمعة اليوم، في "ساحة الحرية" بمدينة تعز المحاصرة، جنوب غربي البلاد.

وانطلقت المظاهرة التي دعا إليها "المركز الإعلامي لساحة الحرية، وشباب "ثورة 11 فبرير (2011)"، من وسط المدينة التي يحاصرها مسلحو جماعة "الحوثي" منذ أكثر من عامين.

وفي أول جمعة أعقبت اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، خرج مئات السودانيين عقب صلاة الجمعة، في تظاهرات نصرة للقدس ورفضاً للقرار.

وطالب المتظاهرون بطرد القائم بالأعمال الأميركي لدى الخرطوم، مرددين شعارات معادية لإسرائيل وللولايات المتحدة.

وفي لبنان، شهد مخيم عين الحلوة الذي يضم نحو 80 ألف من اللاجئين الفلسطينيين، جنوبي البلاد، مسيرة غاضبة وإحراق إطارات مطاطية وعرضاً عسكرياً، استنكاراً للقرار.

ذلك الغضب سرت عدواه إلى العاصمة اللبنانية بيروت، بالتزامن مع مدن وبلدات لبنانية أخرى، تظاهرات بالآلاف، طغى عليها العنصر النسائي والأطفال.

ووصلت طوائف لبنانية مختلفة من عدة مناطق، إلى مسجد علي بن أبي طالب، في منطقة طريق الجديدة، ذو الأغلبية السنية المسلمة، للمشاركة ودعم الفلسطينيين اللاجئين في لبنان، ثم تحركوا، نحو مقبرة الشهداء الفلسطينيين المحاذية لمخيمي صبرا وشاتيلا، ثالث أكبر مخيمات الفلسطينيين في لبنان.

تونس بدورها، اهتزت اليوم على وقع مظاهرات حاشدة شملت مختلف محافظاتها ومدنها، انطلاقا من العاصمة وصولا إلى أقصى جنوبي البلاد.

وخرج في المظاهرات رجال ونساء وأطفال، من مختلف الأعمار والانتماءات، إلى جانب سياسيين ومنظمات نقابية ومجتمع مدني، تنديدا بالقرار، ونصرة للقدس.

وفي العديد من المدارس والمعاهد الثانوية بعدد من مدن البلاد، رفع العلم الفلسطيني إلى جانب العالم التونسي.

وفي الجزائر المجاورة، انتظمت عدة وقفات احتجاجية ندد خلالها المتظاهرون بالخطوة الأمريكية، وأعلنوا دعمهم للقضية الفلسطينية.

أما في وهران كبرى مدن الغرب الجزائري، نظم متظاهرون وقفة بساحة التحرير وسط المدينة، سرعان ما تحولت إلى مسيرة جابت شوارع المدينة من قبل شباب غاضب من القرار الأمريكي، حاملين صورا للقدس وأعلاما فلسطينية.

كما خرج آلاف المتظاهرين في عدة ولايات مثل قسنطينة (شرق)، المدية والمسيلة والجلفة (وسط)، للاحتجاج ضد قرار ترامب، وتأكيد تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وفي المغرب، انتفضت مساجد البلاد، في أول صلاة جمعة بعد القرار الأميركي، حيث ندد المصلون بمسجد المحسنين بالعاصمة الرباط، خلال وقفة عقب صلاة الجمعة، بصمت بعض الأنظمة العربية على ما يجري بالقدس.

وفي موريتانيا أيضاً، تظاهر آلاف المواطنين في العاصمة نواكشوط، إثر أدائهم صلاة الجمعة، حاملين الأعلام الفلسطينية، ومرددين هتافات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

وشارك في المسيرات الغاضبة قادة أحزاب سياسية وشخصيات حقوقية، توجهوا ضمن حشود غفيرة نحو مباني ممثلية الأمم المتحدة في العاصمة الموريتانية، فيما احتشد عدد من المتظاهرين أيضاً أمام السفارة الفلسطينية في نواكشوط، تعبيراً عن تضامنهم مع القدس.

وفي الصومال، احتشد آلاف الصوماليين في شوارع العاصمة مقديشو وبعض الأقاليم، عقب الصلاة، قبل أن تتحول الوقفة الاحتجاجية إلى مسميرة جابت الشوارع الرئيسية للمدينة.

بلدان إسلامية

حالة الغضب انتقلت أيضاً إلى عدد من البلدان الإسلامية، ففي باكستان، احتشد مئات الأشخاص في عدة مدن بالبلاد، للإعراب عن إدانتهم لقرار الرئيس الأميركي.

ووفق إعلام محلي، أعرب متظاهرون في العاصمة إسلام أباد وفي مدن "كراتشي" و"بيشاور" و"لاهور"، عن احتجاجهم ورفضهم لقرار ترامب الأخير، في مسيرات دعت إليها مختلف الحركات والفعاليات الإسلامية والشعبية في البلاد.

وفي ماليزيا، احتج أكثر من 1000 متظاهر بقيادة وزير الرياضة بالبلاد، خيري جمال الدين، أمام سفارة واشنطن في كوالالمبور، في مسيرة انطلقت من مسجد قريب بعد صلاة الجمعة، واتجهت إلى السفارة الأميركية.

بدورها، شهدت العاصمة الإندونيسية جاكرتا، تظاهرة منددة بالقرار الأميركي، شارك فيها المئات من المسلمين، وانتظمت أمام مقر السفارة الأميركية بالمدينة.

وندّد المشاركون الغاضبون بالقرار، ورفعوا لافتات كتب عليها "القدس ليست عاصمة إسرائيل" و"نحن مع فلسطين"، مشددين على أن القدس ستبقى مدينة عربية إسلامية، وهي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.

بدورهم، تظاهر المئات من المواطنين الأفغان في مدينة مزار شريف شمالي البلاد، بعد صلاة الجمعة، نصرة للقدس.

وردّد المتظاهرون الذين تجمّعوا أمام مسجد "الروضة الشريفة"، هتافات ضد إسرائيل من قبيل "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا" "يحيا الإسلام" و"يحيا أردوغان".

واعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول الأربعاء، بالقدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، والمباشرة بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى الشطر الشرقي المحتل من المدينة منذ 1967، ما أطلق غضباً عربياً وإسلامياً وقلقاً وتحذيرات دولية من التداعيات.

علامات:
تحميل المزيد