دافعت صحيفة "نيويورك" تايمز الأميركية، الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2017، عن قناة الجزيرة، في ظل الحملة الشرسة التي تتعرض لها القناة القطرية في ظل الأزمة الخليجية النادرة بين الدوحة وبعض جيرانها الخليجيين.
وقالت الصحيفة الأميركية في افتتاحيتها "كان تكميم قناة الجزيرة، القناة الإخبارية المُمَوَّلة من قِبَلِ الدولة القطرية، والتي كانت منبرَ التأثير القطري عبر العالم، في مطلع الأجندة الموضوعة عندما اتخذت السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، واليمن قراراً بحصار الدوحة، في 5 يونيو/حزيران 2017.
ويتهم منتقدو قطر القناة الإخبارية بدعمِ الإرهاب والطموحات الإيرانية. الأمر الذي تنفيه الدوحة دائماً، لكنَّ السعودية ليست بريئة فيما يخص نشر الفكر المُتطرِّف أو دعم الجماعات الإرهابية، بحسب نيويورك تايمز.
وأضافت الصحيفة الأميركية "من خلال مهاجمة الجزيرة يحاول السعوديون وجيرانهم إخراس صوتٍ قد يقود مواطنيهم للتشكيك في حُكَّامهم. وكانت الجزيرة هي المصدر الرئيسي للأنباء عندما هزَّ الربيع العربي الشرق الأوسط في 2011.
خلعت ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 الحاكم المُستبِد حسني مبارك، المدعوم من الجيش، وانتهت إلى أول انتخاباتٍ مصرية حُرَّة أعطت مقاليد السُّلطة بدورها إلى الإخوان المسلمين، وهي جماعة سياسية فضفاضة تأسَّسَت في مصر عام 1928. نبذ الإخوان المسلمون العنف. والسبب الحقيقي وراء تصنيفهم كجماعة إرهابية هو أنَّ الأنظمة المُستبِدة تراهم تهديداً شعبياً.
وفي 2013، أسقط الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر المُنتَخَب والقيادي بالإخوان المسلمين محمد مرسي، في ظل ازدياد القلق تجاه إجراءات استبدادية اتخذها مرسي شيئاً فشيئاً وعلى نحوٍ متزايد. ومنذ ذلك الوقت، تحرَّكت حكومة السيسي بوحشيةٍ في سبيل قمع المعارضة واجتثاث جذور الإخوان المسلمين. وفي 2015، سجنت محكمةٌ مصرية هزلية ثلاثة صحفيين تابعين لشبكة الجزيرة الإنكليزية، على أساس أنَّ مراسلاتهم للشبكة تدعم جماعة الإخوان المسلمين، لكنها أطلقت سراحهم لاحقاً.
وتشير نيويورك تايمز "الآن، يسود المنطقة ضغطٌ جديد ضد الجزيرة وضد حرية الرأي. وفي أواخر مايو/أيار الفائت، حجبت مصر، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة مواقع الجزيرة الإلكترونية، ومنافذ إعلامية قطرية أخرى. وفي السابع من يونيو/حزيران، أغلقت الأردن مكتب الجزيرة بعمّان وسحبت منه رخصة العمل. وحذت السعودية حذوها في اليوم التالي، بغلق مكتب الجزيرة في الرياض، ثم إصدار الأوامر للفنادق السياحية بحجب "كل القنوات التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية".
وتختم نيويورك تايمز افتتاحيتها "مع ذلك، فإنَّ الجزيرة ليست منظمةً إعلامية بشكل كامل، لكن معظم نتاجها الإخباري يرقى للمعايير الصحفية الإعلامية، ويقدِّم نظرةً فريدة على أحداث الشرق الأوسط، ويُمثِّل مصدراً حيوياً للأخبار بالنسبة للملايين مِمَّن يعيشون في ظل سلطاتٍ مناهِضةٍ للديمقراطية.
هذه الأسباب كافية لجعل الملوك والدكتاتوريين يهاجمون قطر لإسكات الجزيرة، وكافية أيضاً لتجعلنا نشجُب أفعالهم.