كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أن زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي فرَّ من الموصل، قبل فترة من محاصرة القوات العراقية للمدينة، خلال العملية العسكرية للسيطرة عليها.
وأوضح المسؤول، أمس الأربعاء 8 مارس آذار 2017، أن البغدادي، الذي أعلن "الخلافة" في ظهوره العلني الوحيد، في يوليو/تموز 2014، "كان في الموصل قبل الهجوم، نعلم أنه كان هناك".
وقال "لقد غادر قبل أن نعزل الموصل وتلعفر"، وهي بلدة غرب المدينة.
وأشار المسؤول إلى أنه لا يوجد اعتقاد بأن البغدادي يمارس أي نوع من النفوذ التكتيكي حيال كيفية إدارة القتال في الموصل.
وأضاف "على الأرجح لقد أعطى توجيهات استراتيجية عامة وترك الأمر لقادة ميدانيين".
وقال المسؤول الأميركي إن تنظيم "داعش" خسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، ويسعى جاهداً للاحتفاظ بما تبقى له من أراضي "الخلافة" التي أعلنها.
ومنذ صيف 2014 عندما كان التنظيم في ذروته، قبل الحملة التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضده، فقد "داعش" 65% من الأراضي التي كان يستولي عليها في شمالي سوريا والمناطق الواسعة التي سيطر عليها في العراق، بحسب مسؤول الدفاع الأميركي.
وأشار إلى أن التنظيم يدرس مرحلة ما بعد خسارته، التي تبدو محققة لمعاقله في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية.
وقال المسؤول "لا أعتقد أنهم تخلوا عن رؤيتهم بشأن الخلافة بعد"، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف يأمل الاحتفاظ بأجزاء من شرقي سوريا وغربي العراق.
وأردف قائلاً "إنهم لا يزالون يعتقدون أنهم يستطيعون الصمود، ولا يزالون يخططون لمواصلة العمل كدولة وهمية تتركز في وادي الفرات".
وفي الموصل، استعادت القوات العراقية مدعومة بتغطية جوية من التحالف، السيطرة على الجانب الشرقي من المدينة، وحققت تقدماً تدريجياً باتجاه الجانب الغربي في قتال دامٍ.
وأكد المسؤول أن التنظيم يدرك أن أيامه أصبحت معدودة في الموصل، ورغم أنه أمضى عامين في بناء دفاعاته في الرقة، فإنه يعلم أنه سيخسرها كذلك.
وأضاف "منطقياً فإن أحد هؤلاء القادة (من التنظيم) سينظر إلى الوضع وسيقول من وجهة نظر عسكرية إنه لن يكون بإمكانهم الصمود أكثر".
إلا أنه قال إن الرقة "قد لا تكون المعركة الأخيرة ضد داعش.. فلا يزال للتنظيم وجود في باقي أنحاء وادي نهر الفرات ويجب التعامل معه".
وأكد أنه لا يزال في العراق وسوريا نحو 15 ألفاً من مقاتلي التنظيم، من بينهم نحو 2500 في الموصل وبلدة تلعفر المجاورة، ونحو أربعة آلاف في الرقة.