يمتلك اللون الذي تختاره لمكان عملك تأثيراً قوياً على إبداعك، وتحفيزك، وإلهامك، وإنتاجيتك، فهل وضعت في الحسبان من قبل أن عدم قدرتك على الشعور بالإثارة نحو يوم العمل هو من جرّاء قتامة الأجواء المحيطة؟ أو أن الحقيقة وراء عدم قدرتك على التركيز والالتزام بتسليم المهام في مواعيدها، والفشل في الوصول إلى أفكار جديدة وإبداعية هو نتيجة لمكان العمل الكئيب الذي يخلو من أي لمحة مميزة؟
أُجريت العديد من الدراسات حول تأثير الألوان على حالتنا المزاجية؛ تقول إحدى هذه الدراسات: "على الرغم من أن التأثير الحقيقي للظلال والأشكال المتنوعة على عواطفنا ليس قاطعاً، فإن غياب الألوان يتركنا جامدين، وغير مُلهمين، بل وحتى مكتئبين".
وتضيف: "على الرغم من هذا، فإننا نتعامل مع وجود الجمال والألوان على أنه شيء من المسلّمات. فنحن محاطون بالألوان في الطبيعة، وفي الدهانات (هل تعرفون أن مركز بانتون للألوان أعلن اللون الأخضر لوناً أساسياً لهذا العام، والذي يدل على الأيام الأولى للربيع عندما تتجدد الطبيعة باللون الأخضر وتستعيد زهاءها؟)، وفي الملابس، وفي طعامنا، لكننا لسنا مدركين تماماً لجماله، والأهم هو ما إذا كان يجعلنا حقاً نشعر بالتحسن أو بالسوء، أو بأننا متحفزون أو مضطربون".
عندما تتخذ الخطوة الجريئة لأن تصبح على دراية بالألوان وتدمج الألوان التي تحتاجها إلى مكان عملك، فسوف تزيد إنتاجيتك، وأجل، يبدو الأمر بهذه البساطة.
جرّب هذا التمرين كي تصير مدركاً لأهمية الألوان:
في البداية، استمع إلى مشاعرك عندما تكون في مكان العمل، فهل تشعر بالإرهاق أم الإثارة؟ وهل تشعر بالإلهام أم بالاستنزاف؟ والآن انظر جيداً إلى مكان عملك واكتب قائمة بالألوان التي تراها.
أغمض عينيك واتصل بالإحساس الذي تريد أن تشعر به عندما تكون في مكان عملك: هل هو إبداعي، وممتلئ بالتركيز، وإنتاجي، ومتحفز؟ فكّر في اللون الذي يجعلك تشعر أنك حيّ، ومستفيضٌ، وناجحٌ، وفوق العالم كله!
وأخيراً، اجلب هذا اللون السحري إلى مكان عملك، وسواء كان هذا من خلال إطار صورة، أو لوحة تضع عليها الماوس، أو أقلاماً ملونة، أو مفكرة، أو زهوراً، أو شموعاً، فتأكد من أنك تضيفه إلى مكان عملك، وإذا كنت تشعر بالجرأة، فلوّن حوائط مكان العمل الخاص بك باللون المفضل لديك!
سيكولوجية الألوان
تعد ذائقة الألوان شيئاً شخصياً للغاية، فنحن جميعاً لدينا أسبابنا الخاصة المتعلقة بتفضيل ألوان محددة وعدم تفضيل أخرى، ورغم هذا، توجد بعض الحقائق الكونية بشأن التأثير الذي تُحدثه ألوان محددة على الناس في العموم.
إليكم قائمة بهذه الألوان:
تمتلك ألوان الرمادي والأبيض والبني تأثيراً أساسياً، ولكنها أيضاً تكبتُ الإبداع. تعتبر هذه الألوان مرتبطة أكثر بمنطقة الراحة، وتميل إلى كونها تبقينا عالقين.
هل لاحظتم أن مكاتب الشركات تُدهن في الغالب باللون الرمادي؟ يكمن السبب في أن الشركات لا ترغب بأن يفكر الأشخاص خارج الصندوق أو أن يُصبغوا بألوان خارجة عن الخطوط المتعارف عليها، فالشركات تريد منك أن تندمج مع بيئاتها.
يعد الأحمر جيداً لجعلك تتحرك إلى الأمام، وأيضاً لغرس العاطفة والحماس. رغم هذا، لا تبالغ في استخدام الأحمر، ولا سيما إن كنت قليل الصبر بطبيعة الحال؛ لذا فيمكنك أن ترى تدفق شحناتك الإبداعية من خلال إضافة مسحة من البرتقالي، سوف يساعدك الأصفر أيضاً على التركيز والإبقاء على إلهامك.
تعتبر ألوان الطيف الباردة هامة أيضاً من أجل المساحات التي ترغب أن تشعر فيها بالاسترخاء والهدوء، كما أن جميع درجات الأزرق جيدة من أجل الاجتماعات وغرف العلاج؛ إذ إنها تعزز التواصل وتطور مهارات الاستماع.
اللون البنفسجي هو لون الروحانية، والرفاهية، والملكية، فهو أيضاً يصلك بالإرشاد الإلهي. يخلق الأبيض شعوراً بالطهارة لكنه أيضاً باردٌ ويابس. يعتبر الوردي ناعماً وأنثوياً. إذا واجهت عملاء مرّوا بتجارب صادمة، سيشعرهم الوردي بالأمان والحب.
والآن بعد أن صرتم أكثر وعياً بكيفية تأثير الألوان على عواطفنا في مكان العمل، افعلوا ما أنتم في حاجة إليه وتمتعوا بالنتائج المثمرة.
– هذه التدوينة مُترجمة عن نسخة جنوب إفريقيا لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.