مواجهات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي.. عشرات الآلاف في مصر والأردن وتركيا يتظاهرون ضد قرار ترامب بشأن القدس

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/08 الساعة 06:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/08 الساعة 06:24 بتوقيت غرينتش

شهدت الأراضي الفلسطينية ودول عربية وأجنبية عدة، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول 2017، احتجاجات واسعة؛ تنديداً باعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بالقدس، عاصمةً لإسرائيل، واندلعت مواجهات بين محتجين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مناطق عدة خلفت إصابات.

وأدى نحو 27 ألف مصلٍّ صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، بحسب ما قاله الشيخ عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف في مدينة القدس، فيما احتجز الأمن الإسرائيلي الهويات الشخصية لبعض الشبان بشكل عشوائي.

وأطلق المشاركون في المسيرة هتافات داعمة للمسجد الأقصى، ومنددة بالقرار الأميركي، ومن المتوقّع أن تشهد مدينة القدس وضواحيها عقب صلاة الجمعة تظاهرات شعبية، بعد دعوات الفصائل الفلسطينية إلى يوم غضب شعبي؛ احتجاجاً على القرار الأميركي، وتأكيداً على أن القدس عاصمة فلسطين.

واعتبر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ يوسف أبو سنينة، أن تلك القرارات الأميركية "باطلة وغير معترف بها، فالقدس إسلامية عربية فلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى"، داعياً الشعب الفلسطيني إلى "الرباط والصبر".

وأضاف: "إننا نعيش اليوم حياة صعبة في بيت المقدس، مليئة بالهموم، في الوقت الذي تعيش فيه الشعوب العربية حروباً طاحنة أُزهقت فيها النفوس البريئة، بعد أن نجح أعداء الإسلام في إشعال الفتنة".

ولفت إلى أنه "رغم المخاطر التي تُحدق بنا في المدينة وما حولها، إلّا أن الفُرقة (الانقسام الفلسطيني الداخلي) ما تزال قائمة بيننا"، وقال متسائلاً: "أما آن لنا أن نجتمع على كلمة واحدة؟".

وفي بلدة قصرة جنوب مدينة نابلس، اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، وأفادت وكالة الأناضول بأن 40 فلسطينياً أُصيبوا باختناق خلال المواجهات، وأصيب 3 فلسطينيين في بلدة كفر قدوم قرب قلقيلية.

وشهدت مناطق أخرى في الضفة الغربية تظاهرات انطلقت من رام الله، وطولكرم، وجنين، وسلفيت، وبيت لحم، والخليل.

وفي قطاع غزة، وحّدت المساجد خطبة الجمعة للحديث عن مدينة القدس ومكانتها "الإسلامية والعربية والتاريخية"؛ نصرةً لها، ورفضاً للقرار الأميركي، وندد خطباء المساجد بالقرار، مؤكدين أن "القدس ستبقى مدينة فلسطينية، وعربية، وإسلامية".

احتجاجات واسعة


وتتزامن الاحتجاجات الواسعة داخل الأراضي الفلسطينية، مع مظاهرات شهدتها دول عدة، وخرج آلاف الأردنيين في مسيرة احتجاجية وسط العاصمة عمان، وأحرقوا العلمين الأميركي والإسرائيلي. ومن المتوقع أن يشارك في فعاليات اليوم شخصيات نيابية وحكومية.

كما خرج مئات المصلين من مسجد الجامع الأزهر، شرقي القاهرة، ورفع المشاركون لافتات مكتوبا عليها " القدس عربية.. القدس فلسطينية، يسقط ترامب، أين الحكام العرب، أمريكا الشيطان الأكبر". كما ردد المحتجون هتافات منها "بالروح والدم نفديك يا أقصانا"، "تسقط تسقط إسرائيل"، "بالروح بالدم نفديكى يا فلسطين".

وعمت الاحتجاجات أرجاء العراق أيضاً، وتجمع المحتجون العراقيون في الساحات العامة بعد أداء صلاة الجمعة في مختلف محافظات البلاد من الشمال إلى الجنوب، ورددوا هتافات مناهضة لاسرائيل والرئيس الأميريكي، فيما رفع محتجون يافطة كتب عليها "ترامب.. عدو الشعوب.. القدس لنا".

وفي بغداد شارك السفير الفلسطيني لدى العراق، أحمد عقل، في الاحتجاج المناهض لقرار ترامب الى جانب رجال دين من الطائفتين الشيعية والسنية.

وفي مدينة إسطنبول بتركيا، شارك عشرات آلاف الأتراك في مظاهرة منددة لقرار ترامب، وشارك في المظاهرة شخصيات حقوقية تركية رفيعة المستوى، إضافة إلى الجاليات العربية المقيمة في تركيا.

في غضون ذلك، احتشد مئات الأشخاص في عدة مدن باكستانية، اليوم الجمعة، للإعراب عن إدانتهم لقرار ترامب، وذكر موقع قناة "جيو" المحلية أن المتظاهرين في العاصمة إسلام أباد وفي مدن "كراتشي" و"بيشاور" و"لاهور" تظاهروا رفضاً للقرار.

وأشار إلى أن باكستان قد طلبت من الولايات المتحدة إعادة النظر في أي تحرك يغير الوضع القانوني والتاريخي للقدس.

وفي العاصمة الإندونيسية، جاكرتا، تظاهر المئات من المسلمين أمام السفارة الأمريكية،
وقال المتحدث باسم شرطة جاكرتا أرجو يوونو إنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان النظام خلال الاحتجاجات.

يذكر أن الرئيس الأميركي ترامب أعلن الأربعاء الماضي، في خطاب متلفز من البيت الأبيض، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية.

تحميل المزيد