أثار الـ "ديو" المزمع إنتاجه بين الفنانَين الجزائري الشاب خالد والمصري محمد فؤاد ضجةً كبيرةً عبر وسائل الإعلام العربية، إلا أن هذا العمل لم يكن سوى "ومضة" لم تتعدّ الشبكات الاجتماعية.
ففي أعقاب انتشار خبر "الديو" بين الفنانَين، سارع الشاب خالد إلى الرد عبر فيديو مصور مع المخرج يعقوب لمهنا، ينفي فيه تماماً وجود أي عمل مشترك مع الفنان المصري محمد فؤاد.
الشاب خالد أكد في الفيديو نفسه أنه بصدد عمل ديو مع الفنان المصري تامر حسني؛ إذ قال: "صح هناك ديو مع تامر حسني، لا محمد فؤاد، ولا عبد القادر ولا محمد"، قبل أن يقاطعه لمهنا بتصحيح الاسم الأخير "محمد الشريف بن عطا الله".
الديو الغنائي حقيقي
ورغم أن الشاب خالد اكتفى بنفي أي عمل يجمعه مع محمد فؤاد، دون ذكر الأسباب، فإن المتتبعين لشؤون الفن يؤكدون أن ضغط الجماهير، خاصة من الجزائر، كان سبباً في رفض خالد، الغناء مع فؤاد.
الإعلامي الجزائري في جريدة "وقت الجزائر" سفيان خرفي، والمهتم بأخبار الفن، أكد صحة المعلومات التي راجت حول عمل مشترك بين الشاب خالد ومحمد فؤاد، وأنها كانت أغنية وطنية عن المغرب.
وقال خرفي لـ"عربي بوست"، إنه كانت هناك اتصالات بين الفنانين بوساطة المخرج العربي فيصل الحليمي، الذي أشار بداية أكتوبر/تشرين الأول 2017 إلى وجود عمل قريب يجمع الفنان العالمي خالد بالمصري محمد فؤاد.
وأضاف: "إلا أنه بعدما اطلع عليه الشاب خالد من خلال التعليقات، وما وصله من مكالمات، سواء كانت من الجزائر أو المهجر، كان وراء قرار إلغاء المشروع ونفيه كلياً".
وهو ما ذهبت إليه جريدة "الخبر" الجزائرية، التي أكدت -حسب مصادر خاصة بها- وصول عشرات الرسائل للفنان الشاب خالد، تطلب منه عدم الدخول في مشروع مشترك مع محمد فؤاد.
وأشارت الجريدة إلى أن فكرة الديو الغنائي بين الفنانَين كانت من اقتراح محمد فؤاد، ولقيت ترحيباً من قِبل الشاب خالد قبل إلغائه بعد ذلك بأسبوعين.
لماذا يُرفض محمد فؤاد؟
يمتد رفض عشاق الشاب خالد لديو مع الفنان محمد فؤاد، إلى الأزمة الكروية بين مصر والجزائر نوفمبر/تشرين الثاني 2009، وذلك لما ادعى أنه حوصر مع زملائه من طرف الجزائريين في السودان، ونجوا من الموت.
إذ وصف فؤاد الجزائريين بأوصاف اعتبروها غير لائقة في حقهم، خلال مداخلته مع إحدى القنوات المصرية وقتها.
ويقول الإعلامي الجزائري سفيان خرفي: "محمد فؤاد كان من بين الفنانين المصريين، الذين ساهموا في بث الفتنة والفرقة والادعاءات إبان الأزمة الكروية بين البلدين، وكلماته في حق الجزائريين تجعله بعيداً عنا".
رغم الاعتذار
رفْض الجزائريين عمل مشترك بين محمد فؤاد والشاب خالد، يأتي رغم الاعتذار العلني للفنان المصري في أكثر من مناسبة، كما برأ الجزائريين بشأن أحداث السودان في نوفمبر/تشرين الثاني 2009.
هل كان خالد على عِلم؟
صحيفة "الخبر" الجزائرية، تحدثت -وفق مصادرها- عن جهل الشاب خالد عما قاله فؤاد خلال الأزمة الكروية في 2009، لذا قدم موافقته المبدئية على العمل مع محمد فؤاد.
لكن الإعلامي سفيان خرفي استبعد أن يكون الشاب خالد حقاً جاهلاً بما قيل من طرف الفنان، واعتبر رفضه العمل مع محمد فؤاد جاء بضغط جماهيري جزائري كبير.
وقال في هذا الشأن: "مئات التقارير الإخبارية على مدار تلك الفترة وبكل اللغات، وعشرات مقاطع الفيديو المنتشرة عبر الإنترنت، ونقلت تصريحات محمد فؤاد، يجعلنا نشك فيما قاله خالد بأنه كان لا يعلم".
خدعوا الشاب خالد؟
صحيفة "الشروق" الجزائرية، نشرت مقالاً في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2017، تقول فيه إن خالد تعرّض لما يسمى "الخدعة"، فهو كان ينوي عملاً وطنياً خيرياً، قبل أن يكتشف أنه تجاري بحت.
وقالت الصحيفة إن الشاب خالد تعرض لما يشبه "الخدعة" من طرف الشاعر الكويتي مصعب العنزي، بعد أن أخلّ هذا الأخير باتفاقه مع الشاب خالد، عندما بدأ بالترويج لـ"ديو" سيجمعه بالفنان المصري محمد فؤاد، في حين أكد العنزي لخالد أن المشروع عبارة عن أغنية وطنية سيهديها إلى جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي.
والشاب خالد -بحسب الشروق- "رحب بفكرة الأغنية الوطنية، دون أن يتقاضى عنها أجراً، وسجلها في استوديو بباريس على نفقته الخاصة؛ استجابةً لطلب العنزي، ظناً منه أن العمل لا علاقة له بالإنتاجات الفنية التجارية، ليكتشف الشاب خالد، وحسب المصادر نفسها، أن مصعب العنزي يبحث عن رعاة رسميين للعمل".
وأضافت أن الشاب خالد ومحمد فؤاد لم يلتقيا قط، وهناك فرق كبير بين العمل المشترك و"الديو".
العمل تم تسجيله
رغم أن الشاب خالد ظهر عبر فيديو يؤكد فيه إلغاء مشروع الديو مع محمد فؤاد، فإن مصادر إعلامية تحدثت بأن الفكرة طُبخت، والأغنية الوطنية تم إنتاجها بصفة رسمية.
وقالت "النهار" اللبنانية إن ملك الراي الجزائري الشاب خالد، ومحمد فؤاد قاما بإنتاج الأغنية الوطنية بتسجيل صوتي بين مصر وباريس، قبل الغضب الجماهيري الجزائري الذي أدى إلى إلغاء المشروع.
وتم -بحسب الصحيفة- وضع صوت محمد فؤاد في استوديو التسجيل بمصر، فيما قام الشاب خالد بتسجيل صوته في العاصمة الفرنسية، بينما صور الكليب بين المغرب ومصر.
ولن يظهر في العمل أيٌّ من المغنيَيْن محمد فؤاد والشاب خالد؛ بل سيعتمد على مَشاهد من البلدين؛ لكونها أغنية وطنية وستُطرح نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وذلك قبل أن يظهر الشاب خالد ليلغي العمل.
تامر حسني الاستثناء
إلى جانب كل ما حدث بين محمد فؤاد والشاب خالد، يستعد هذا الأخير لطرح عمل ديو مع الفنان المصري تامر حسني، وهو ما تم تأكيده من الشاب خالد نفسه في الفيديو المنشور مؤخراً.
وكان تامر حسني هو الآخر أكد هذا العمل المصري-الجزائري، وهي عبارة عن أغنية تتغنى بالحب بعنوان "إنت معايا" وتعكس الصورة الإيجابية بين الشعبين الجزائري والمصري.
حسني الذي تبنى فكرة العمل وكتب كلماته، اعتبر الديو أول عمل مع الشاب خالد، من إخراج سعيد ماروك، ويتم تصويره بين الجزائر ومصر، أما التسجيل فسيكون -بحسبه- في العاصمة اللبنانية بيروت.
بهدوء
العمل المشترك بين تامر حسني والشاب خالد، مر بهدوء كبير، على عكس عمل خالد مع محمد فؤاد.
ويقول في هذا الشأن الإعلامي سفيان خرفي لـ"عربي بوست": "تامر حسني اختار الحياد بالأزمة الكروية بين الجزائر ومصر؛ ومن ثم حافظ على صورته بين الجزائريين، لذا لم يلقى انتقادات بل مباركات على العمل المشترك".