عندما يتزوج شخصان وينجبان طفلاً؛ تبدأ معهما مرحلة جديدة في إدارة العلاقة الزوجية، متعلقة بتربية الأطفال، بكل التفاصيل الحياتية من تقويم وتعديل سلوكيات وعقاب وغيرها.
لكن نادراً ما يتناقش الزوجان حول طريقة التربية المتبعة للطفل في بداية علاقتهما أو بعد الإنجاب، ويبني كل منهما نموذجاً في ذهنه يرتبط بمفاهيم نشأته القديمة، وما يتمنى تعديله أو الإبقاء عليه. ويبدأ تطبيق تلك الأفكار تلقائياً؛ فتحدث تصادمات عندما يستخدم كل منهما أسلوباً تربوياً مخالفاً للآخر، ويصبح الجدل والانتقاد والخلافات التربوية لا نهاية لها.
ولأن التربية مهمة جداً لطفلك، فإدارة الخلافات التربوية مهمة أيضاً لتوفير جو صحي داخل الأسرة بين الزوجين وبين الأبناء.
كيف ندير الخلافات بأقل الخسائر؟
1- خطوات صغيرة
عند صياغة أهداف الأسرة، يمكنكما البدء بالأهداف غير القابلة للاختلاف، مثل قواعد الأمان والصحة للأطفال والتعليم؛ فالتركيز على ما تتفقان عليه يزود الطاقة الإيجابية بينكما، واتركا الخلافات وحل المشكلات ليوم آخر.
2- الوقوف على أرضية مشتركة
من الممكن أن يعد كلاكما قائمة خاصة، بها أولوياته في تربية الأطفال، مثل آداب الحديث، والمساعدة في الأعمال المنزلية، وروتين النوم. وعندما يقارن كل منكما قائمته بالآخر ستجدان بالتأكيد أولويات مشتركة تتفقان على اتباعها، مع احترام اختلافات أولويات الآخر، من دون السخرية أو التقليل من أفكاره.
3- طلب الدعم
هل جرَّبتما حلولاً كثيرة، وعجزتما عن التوصل لحلول وسطية أثناء مناقشتكما؟ إذن، عليكما اللجوء إلى مرشد أسري يساعدكما في تقبل الاختلافات، وإيجاد حلول للنقاش بدون احتدام؛ فليس هناك أهم من الأسرة والعمل كفريق واحد بها. والاختلافات بين الزوجين طبيعية جداً، ويمكن أن تكون نقطة قوة وليست نقطة خلاف، لأن الاختلافات تساعدنا على توسيع منظورنا، وفهم بعضنا البعض بطريقة أفضل.
4- تجنب النقاش في أوقات الانفعال
يفضل اتخاذ القرارات التربوية في أوقات الهدوء؛ ليسهل على كل طرف سماع الآخر، والنقاش بهدوء وسعة صدر. فقد يؤثر ذلك على تجاوب شريكك معك وتغيير رأيه أحياناً.
5- خذي استراحة
عندما تحتدم الخلافات بينكما، ابتعدا قليلاً للحصول على قسط من الهدوء. اخرجي للتمشية، أو تنفسي بعمق في غرفتك، ثم تحدثي مع شريكك عندما تشعرين باستعدادك لاستكمال الحديث بعد عشرين دقيقة مثلاً. يمكنك العودة والاستماع فقط لشريكك دون مقاطعته، قد يساعدك ذلك على فهم رغباته بعمق أكثر، وستجدان أرضية مشتركة تقفان عليها معاً.
6- معرفة تاريخ أسرة شريكك
لأن مفهومنا عن التربية يتشكل من بداية نشأته وسط أبوينا، فتتأثر أفكارنا من إيجابيات أو سلبيات تربَّينا عليها، وتختلف من شخص لآخر. لذلك حاول معرفة تاريخ شريكك وظروف نشأته؛ لتفهم طريقة تفكيره ومعتقداته بطريقة موضوعية وأقل شخصية، ما يقلل ردود الأفعال النقدية.
7- أنتما كيان واحد أمام الأطفال
ليس هناك أسوأ من أبوين يتجادلان طوال اليوم أمام الأطفال؛ يؤثر ذلك بالسلب على العلاقة بين الزوجين مثلما يؤثر على علاقتهما بالأطفال. خاصة إذا انقسم الأطفال لحزبين ضد الآخر، مع الأم أو الأب، بجانب شعور الطفل بعدم الاستقرار، وافتقاد وحدة الأسرة والأمان.
في النهاية، يجب علينا أن نتوقع وجود اختلافات تربوية بين زوجين تختلف خلفياتهما الثقافية وأفكارهما، ودور الزواج أن يجمع ويوحِّد بين شخصين مختلفين من بيئات وأفكار مختلفة.