في حرب يوليو/تموز 2006 على لبنان، وقف العالم العربي والغربي مع لبنان ضد العدوان الإسرائيلي، وقالت ميليشيا حزب الله إنها حققت نصراً بصمودها 23 يوماً بالرغم من وقوف كل العالم معها، وما زالت تهلل وتكبر بصمودها وبنصرها الموهوم على إسرائيل، ما معنى أن تصمد حلب خمس سنوات ضد كل التآمر الدولي وضد كل الميليشيات الصفوية الشيعية وضد الطيران الروسي والغربي، وضد النظام البائد، ويخرج محور الشيعة الإرهابي ليروّج أنها انهزمت، أليس صمودها ست سنوات هو انتصار؟ لماذا صمود 23 يوماً هو انتصار لهم مع أنهم اسْتجدوا العالم لوقف الحرب آنذاك ولا يعد صمود حلب ست سنوات انتصاراً؟! إنه انتصار وألف انتصار وغصباً عنهم صمدت حلب ولم تستسلم، فلا تدعوا نفوسكم تستسلم وتحبط بأكاذيبهم ودعايتهم المريضة.
لم تسقط كل حلب فيما أريافها وجزء كبير من أجزائها المدنية ما زالت مع الثوار، ولكن النظام وحلفاءه لعبوا على وتر الإعلام؛ ليحققوا انتصارات وهمية لم تحصل بالقول إن حلب سقطت.
في غمرة الأحداث تناسى العالم فداحة الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري وكأنها أصبحت أمراً طبيعياً لا يستحق التعليق، وتناسوا الإدانة والمحاسبة، كما سكت الكثيرون عن قدوم الميليشيات الشيعية الإرهابية بدافع طائفي مقيت من العراق وإيران وباكستان وأفغانستان لتهجير السوريين واحتلال أرضهم دون أن نسمع إدانة للطائفية الشيعية المقيتة التي حملتها إيران لأولئك القتلة، ولم نعد نسمع من دول العالم الكبرى إلا السعي للتنسيق مع النظام الروسي الذي فاقت وحشيته التوصيفات الخيالية.
عجيب أن تدعي أميركا محاربة الإرهاب، والأعجب أن تصر إيران على رفع شعار الموت لأميركا، فيما الحقيقة أن قاسم سليماني، قائد ما يسمى فيلق القدس المصنف إرهابياً على قوائم الولايات المتحدة الأميركية، يقاتل أهل حلب بتغطية من الطائرات الأميركية التي تعطيه الإحداثيات والتعليمات.
حلب فضحت الإرهاب الإيراني والكذب الأميركي والخنوع العربي والاستبداد الروسي.
حلب صمدت في وجه إرهاب النظام وحلفائه خمس سنوات، وما زال قسم كبير منها صامداً، فيما النظام وكل حلفائه يسيطرون على 13 بالمائة من الأراضي السورية فقط.
عن أي انتصار يتكلمون؟ هم يريدون إضعاف الهمم والنفوس لدى الثوار، ولدى الشعب السوري الثائر، ولكن يدرك الجميع بمن فيهم حلفاء الأسد أن بشار لن يحكم سوريا بعد اليوم، وأن المسألة مسألة وقت فقط.
حلب انتصرت وتحدت كل العالم خمس سنوات، وما زال نبض الثورة يضخ دماً من أجل إسقاط نظام الاستبداد وميليشيات القتل الطائفية.
بصمود حلب في وجه التحديات يزداد وعي السوريين أن توحيد الفصائل هو الطريق الأسرع والصحيح لدحر الميليشيات الشيعية الإرهابية، وإسقاط نظام الأسد، وحلب كانت الدرس المهم.
لقد سقط النظام وإيران وميليشياتهم من مفهوم الإنسانية، وأصبحوا أسياداً في مزبلة التاريخ والعمالة والنذالة وعاشت حلب.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.