قفزة بارزة تشهدها المسيرة الفنية لعازفة آلة القانون السورية البارزة مايا يوسف، بعد أن بدأت مؤخراً بالمشاركة بالعزف في فيلم سينمائي عالمي، إضافة إلى مسلسل سوري ضخم من إخراج حاتم علي.
وعزفت مايا الموسيقى التصويرية التي وضعها دانييل بومبرتون للفيلم الهوليوودي GOLD، من بطولة الأميركي ماثيو ماكونهي، وتدور قصته حول استكشاف صاحب شركة مثقَلة بالديون الذهب في إندونيسيا.
وفي جعبة بمبرتون ترشيحان لجائزة الغولدن غلوب عن الموسيقى التصويرية لفيلم ستيف غوبز، وعن فئة أفضل أغنية عن هذا الفيلم GOLD عام 2017.
وسبق للفنانة السورية أن تعاونت مع بمبرتون قبل عامين في العمل على موسيقى مسلسل "Ambassador" الذي عرضته قناة "بي بي سي 2″.
وقالت مايا لـ"عربي بوست" إن "بمبرتون أحب آلة القانون الشرقية خلال عملها لأول مرة في المسلسل المشار إليه، ثم كانت مشاركتها في الفيلم على نطاق أكبر".
وأشارت إلى أنها استمتعت بهذا العمل، وأن مشاركتها هذه كانت مختلفة عن كل ما سبق؛ إذ تضمنت العمل مع أوركسترا، وموسيقى تعكس التشويق الذي تحمله أحداث الفيلم.
واعتبرت أنه لا يجب حصر استخدام آلة القانون في الموسيقى الشرقية، وأن إمكانات توظيفها غير محدودة.
Game of Thrones السوري
وعلى الصعيد العربي، عادت مايا الجمعة 3 مارس/آذار 2017 من رومانيا، بعد أن أدت مشاهدها في مسلسل تاريخي تحت اسم أوركيديا، الذي يقال إنه نسخة عربية من المسلسل الأميركي الشهير "Game of Thrones"، و يحمل إسقاطاً سياسياً على المشهد الذي تعيشه سوريا.
ويشارك في العمل نخبة من الفنانين السوريين؛ جمال سليمان ويارا صبري وباسل خياط، والمخرج حاتم علي.
مايا تلعب دور عازفة ببلاط الملك، في المسلسل المتوقع عرضه في الموسم الرمضاني الدرامي المقبل 2017.
وفيما إذا كان شاركت كممثلة أم عازفة، قالت لـ"عربي بوست" إنها لم تخض حوارات في المسلسل.
وتستعد العازفة السورية لإطلاق باكورة ألبوماتها، الذي يتضمن مقطوعة عن بلادها تحت اسم أحلام سوريا.
مهندس صوت فرقة بيتلز
وتحدّثت عن سعادة غامرة تملكتها؛ لأن من سينتج الألبوم هو جو بويد، الذي سبق أن أنتج أسطوانات لفرقة بينك فلويد، وعمل مع شركة إنتاج ورنر بروس الهوليوودية ذائعة الصيت.
وسيكون مهندس صوت الألبوم جيري بويز، الذي تتضمن أعماله ألبومات لفرقة بيتلز، و"بوينا فيستا سوشيال كلوب".
وكانت مايا، التي اختارت العزف على القانون في سن مبكرة، خائضة بذلك تحد بعد أن كان ذلك مقتصراً على الرجال.
وقد اختيرت مايا من قِبل المركز الاستشاري البريطاني في عام 2012 كموهبة فتية استثنائية، لتترك التدريس في الخليج العربي، وتنتقل للدراسة وإعطاء دروس عن آلة القانون والمقامات العربية في بريطانيا، وذلك بمركز الدراسات الإفريقية والشرقية في جامعة لندن.
وشاركت مؤخراً في تظاهرة بلندن حضرها عمدة المدينة صديق خان، ضمت حفلاً موسيقياً لأوركسترا الموسيقيين السوريين، وعرضاً لفيلم البائع للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، الذي امتنع عن حضور حفل الأوسكار؛ احتجاجاً على حظر ترامب الأول لمواطني 7 دول من دخول أميركا.
وعن آخر نشاطاتها الخاصة بإعانة اللاجئين، قالت إنها تعمل على تنظيم دورات موسيقية لأطفال اللاجئين السوريين داخل بريطانيا وفي لبنان، والعمل على التخفيف من الصدمة التي تعرضوا لها داخل سوريا، عبر تطوير ورشة عمل تدعى "أبواب دمشق السبعة"، بالتعاون مع جهة مسرحية كانت تعمل معها سابقاً، حيث تأخذ الأطفال عبرها في رحلة تفاعلية خيالية من المكان الذي خرجوا منه في بلادهم، إلى المكان الذي وصلوا إليه.
وأضافت أنها تنظم حفلات يذهب ريعها للاجئين في دول جوار سوريا، لافتة إلى أنها سبق أن زارت مراكز استقبال للاجئين في دول أوروبية كالدنمارك وعزفت لهم.