لم يتردد الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الذين عقدوا اجتماعا طارئا على التأكيد على تضامنهم مع الحليفة تركيا في هجومها على "الإرهابيين"، إلا أنهم شددوا أيضا على ضرورة "تكافؤ القوة في الرد" في إشارة واضحة إلى قلقهم على القوات الكردية التي تقاتل داعش في سوريا.
وأكد سفراء الدول الـ28 الأعضاء لتركيا الثلاثاء 28 يوليو/ تموز 2015، تضامنهم ودعمهم الحازم.
وأكد الأمين العام للحلف إن الإرهاب لا يشكل تهديدا مباشرا لأمن أعضاء الأطلسي وللاستقرار والازدهار الدوليين، كما أن تركيا لم تطلب وجودا عسكريا إضافيا للحلف.
واعترف كل المشاركين لتركيا "بحقها في الدفاع عن نفسها" لكن بعضهم دعوا إلى "رد متكافئ" ضد متمردي حزب العمال الكردستاني لإنقاذ عملية السلام الهشة التي بدأت منذ 2012، كما ذكرت مصادر دبلوماسية في بروكسل.
طرد داعش بعد معارك دامت شهرا
في غضون ذلك، تمكنت قوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الحسكة بعد معارك استمرت حوالي الشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وخرج "داعش" من آخر موقع كان يسيطر عليه في حي "الزهور" جنوب الحسكة ودخلت قوات النظام، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة في الضواحي الجنوبية للمدينة مع عناصر من التنظيم محاصرين.
تكافؤ القوة في الرد
وفي بروكسل أيضا أكد رئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود يونكر" في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" في عطلة نهاية الأسبوع "أهمية تكافؤ القوة في الرد" التركي، كما قال ناطق باسمه.
من جهته، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أنه "يجب التنبه الى عدم الخلط بين الأهداف".
لكن أردوغان لا يلقي بالاً لهذه النداءات على ما يبدو. فقد صرح الثلاثاء أن مواصلة عملية السلام مع الأكراد "مستحيلة" إذا واصل متمردو حزب العمال الكردستاني شن هجمات دامية على قوات الأمن التركية.
وقال في مؤتمر صحافي في أنقرة قبل أن يبدأ جولة تستمر أربعة أيام في الصين وأندونيسيا "من المستحيل الاستمرار (في عملية السلام) مع الذين يهددون الوحدة الوطنية".
من جهة اخرى، أكد أردوغان أن العمليات العسكرية ضد الناشطين الكرد وجهاديي تنظيم الدولة الإسلامي ستستمر بـ"العزم نفسه". وقال إن "التراجع غير وارد. هذه العملية ستستمر بالعزم نفسه".
منطقة آمنة للاجئين السوريين
من جهة أخرى، قال أردوغان أن قيام "منطقة أمنية" خالية من تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا سيسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقال أردوغان أن "تطهير هذه المناطق وإقامة منطقة آمنة سيسمح بعودة" اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا وعددهم يقارب 1,8 مليون نسمة.
وقررت الولايات المتحدة وتركيا الاثنين تعزيز تعاونهما العسكري للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا.
وعلى هامش اجتماع الحلف، قال ممثل المؤتمر الوطني الكردي "زبير آيدار" أن "تركيا لا تخوض الحرب ضد داعش بل ضد الشعب الكردي".
وأمام حوالي 30 ناشطا تجمعوا أمام البرلمان الأوروبي، دعا "آيدار" الحلف إلى "لعب دور وسيط بين تركيا والكرد لإنقاذ عملية السلام" و"تعزيز القوات الكردية التي تقاتل على الأرض" جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.