فرض رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول، الخميس 15 فبراير/شباط 2018، حظراً رسمياً على العلاقات الغرامية بين الوزراء وموظفيهم، رداً على العاصفة التي أثارتها علاقة خارج إطار الزواج، أقامها نائبه مع مساعدته السابقة وهي حامل حالياً.
وأعلن ترنبول هذا التعديل في قانون المسلك الوزاري خلال مؤتمر صحفي استثنائي، وجَّه فيه انتقاداتٍ لاذعةً لنائبه بارنابي جويس. وقال إن مساعد رئيس الوزراء مذنبٌ "بالتسبب بمعاناة وإذلال شديدين" لزوجته وبناته الأربع.
واندلعت الفضيحة التي طالت جويس (50 عاماً) منذ الكشف، الأسبوع الماضي، عن علاقته بمساعدة تصغره بعشرين عاماً، وهي تنتظر مولوداً الآن. وهو متَّهم بأنه خالف قواعد الحكومة، فيما طغت الأزمة على الأخبار وتزايدت الدعوات إلى استقالته.
تسبب في صدمة
وأضاف رئيس الوزراء الأسترالي أن "بارنابي ارتكب خطأً في التقدير، مثيراً للصدمة، عبر إقامته علاقةً مع شابة تعمل في مكتبه". وتابع: "عبر قيامه بهذا الأمر، أغرق هؤلاء النساء في عالم من التعاسة، وتسبّب بصدمة لنا جميعاً. نحن جميعاً متعاطفون معها، كان الأمر رهيباً بالنسبة إليها، أن تجد نفسها تحت الأضواء".
وجويس من الشخصيات البارزة في الحزب الوطني، أحد ركائز الائتلاف الحكومي المحافظ، الذي تَشكَّل مع الحزب الليبرالي برئاسة ترنبول.
كما أعلن ترنبول أمام البرلمان أن مساعده سيأخذ إجازة الأسبوع المقبل، ما سيجنّبه بالتالي تسيير شؤون الحكومة، خلال زيارة يقوم بها إلى الولايات المتحدة لأربعة أيام. وقال رئيس الوزراء، إن "هذه الإجازة ستتيح لجويس تقييم موقفه".
ويتوجه ترنبول إلى واشنطن، الأربعاء المقبل، لعقد لقاءات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسيكون في الخارج لمدة أربعة أيام.
وسيتولى رئيس مجلس الشيوخ ماتياس كورمان تسيير شؤون الحكومة في غياب ترنبول.
ويمكن أن يعمد رئيس الوزراء إلى إقالة نائبه، لكن هذا الأمر سيُثير انقساماً في الائتلاف الحاكم.
إقامة مجانية
أقرَّ بارنابي بإقامة علاقة خارج إطار الزواج مع فيكي كامبيون، مستشارته الإعلامية السابقة، البالغة من العمر 33 عاماً. وأعربت زوجته ناتالي، التي أصبح منفصلاً عنها حالياً بعد زواج استمرَّ 24 عاماً وبناته الأربع عن صدمتهن الشديدة.
وخلُص رئيس الوزراء الأسترالي إلى القول، إن الزمن تغيَّر، وأصبح المواطنون يتوقعون من الطبقة السياسية أن تكون نموذجاً يُحتذى به.
وتابع ترنبول: "لست هنا لكي أعطي دروساً بالأخلاقيات، لكن بعض القضايا التي كانت مقبولة أو كنا نغضُّ عنها الطرف في السابق، لم يعد يمكن قبولها.
والآن في العام 2018، لم يعد مقبولاً بالنسبة لوزراء أن يُقيموا علاقاتٍ جنسيةً مع أشخاص يعملون لديهم".
وأوضح أن المسلك الوزاري بالتالي تغيَّر، لكي تصبح الأمور شديدةَ الوضوح: "الوزراء سواء كانوا عازبين أو متزوجين، يجب ألا يقيموا علاقاتٍ جنسيةً مع الموظفين لديهم".
ونفى جويس أيَّ انتهاك لقواعد حسن السلوك الوزارية، التي تنص على أنه لا يمكن لشركاء حياة الوزراء أن يتولَّوا مناصبَ في الإدارات الحكومية، من دون إذن مسبق من رئيس الوزراء.
وكانت كامبيون تولَّت منصبين، أحدهما في مكتب وزاري، والآخر لدى برلماني، بعدما توقَّفت عن العمل لدى جويس، السنة الماضية.
وتتهم المعارضة أيضاً نائب رئيس الوزراء بمخالفة قواعد حسن السلوك هذه، عبر قبوله أن يعيش في شقة صديق له مليونير بعد انهيار زواجه.
واتهمه العماليون بأنه طلب الإقامة في هذه الشقة، وبالتالي قبول هدية، وهي إقامة مجانية لستة أشهر. وأكد جويس أن هذه الشقة عرضت عليه، وأنه لم يطلب الإقامة فيها.
كما أن جويس وجد نفسه غارقاً قبل أشهر في قضية ازدواجية الجنسية، التي أدَّت إلى استقالة نواب، ما هدَّد الغالبية الحكومية الضعيفة التي يشغلها الائتلاف في مجلس النواب.
وقد أعيد انتخابه خلال الانتخابات التشريعية الجزئية، بعد أن طرح نفسه مدافعاً عن قيم المحافظين، وفي مقدمتها الزواج.