منفيّ وسجين وقتيل.. صحيفة أميركية تتحدث عن المصير المؤلم لخمسة من حكام العرب بعد سنوات من الربيع العربي

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/05 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/05 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش

بين منفي وسجين وقتيل، رصد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مآلات خمسة من الحكام العرب بعد 7 سنوات من اندلاع ثورات الربيع العربي.

كان أخر هؤلاء الزعماء هو الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي لم تكن الأنباء التي انتشرت حول مقتله، الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، لحظةً اعتياديةً فى بلدٍ يشهد أسوأ أزمة إنسانية بعد أن دمَّرَته الحرب الأهلية ومزَّقه صراعٌ طائفي بالوكالة بين السعودية وإيران، بحسب ما ذكرت الصحيفة الأميركية.

وقد تباينت مصائر قادة خمس دول عربية تقع في قلب الثورات السياسية التي بدأت في عام 2011، في مصر وليبيا وسوريا وتونس واليمن. ولم يشهد سوى بلدٍ واحدٍ وهو تونس بعض مظاهر الديمقراطية التعددية.

حسني مبارك

عُزِلَ مبارك البالغ من العمر 89 عاماً في شهر فبراير/شباط 2011، بعد أن أمضى قرابة 30 عاماً في السلطة، وقد كان مبارك يوماً ما رمزاً للحاكم العربي القوي المُحصَّن ضد الخطر، لذا أشار سقوطه إلى عاصفةٍ من التغيير السياسي لاحت في الأفق حينها. سُجِنَ مبارك وحُوكِم بتهمٍ شملت التآمر لقتل المتظاهرين والفساد المتفشي، واستُكِمَلت الإجراءات لترتبط صور مبارك بُمحاكمته ومثوله في قفص المُدعى عليه.

لكن الغضب الشعبي تجاه مبارك تلاشى بسبب اندلاع المزيد من الاضطرابات السياسية في مصر، حيث أُطيحَ Fمحمد مرسي، وحلَّ محله رجلٌ عسكري وهو عبد الفتاح السيسي الذي قاد حملة قمع شديدة ضد المعارضة. وفي مارس/آذار، أطلقت حكومة السيسي سراح مبارك، رغم أنه لا يزال يخضع للتحقيق في قضايا فساد ولا يمكنه مغادرة البلاد، وهو يعيش الآن تحت الحراسة في قصرٍ بالقاهرة.

معمر القذافي

أُطيح بالعقيد القذافي، وهو زعيمٌ قاس يصعب توقُّع تصرُّفاته ويعتَبِر نفسه ملك أفريقيا وغالباً ما كان يرتدي زياً بدوياً، في أغسطس/آب 2011 عقب تمرُّدٍ شعبي دعمته طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) لينتهي حكمه الذي استمر لأكثر من 40 عاماً. وقد قُتِلَ بعد شهرين في سن بلغ 69 عاماً على يد المسلحين الذين أخرجوه من مسقط رأسه، سرت، ووضعوا جثته في وحدة تبريد بسوق مصراتة للحوم.

ومنذ ذلك الحين، تنحدر ليبيا إلى شبه دولة وتعاني من حالة فوضى، وباتت ملاذاً لمُهرِّبي البشر الذين يستغلون اللاجئين والمهاجرين الساعين إلى العبور على القوارب لأوروبا.

زين العابدين بن علي

كان زين العابدين بن علي البالغ من العمر 81 عاماً، وهو الأول بين الحكام المستبدين العرب ممن جرى إطاحتهم، وبحسب البعض فقد تمتَّع بن علي بحياةٍ مُترَفةٍ للغاية، وهو ما كان تناقضاً صارخاً مع نضالات التونسيين العاديين، الذين تجلَّى يأسهم بوضوح في مصير بائع الفواكه محمد بوعزيزي.

فرَّ بن علي من تونس مع عائلته في يناير/كانون الثاني 2011 إلى السعودية، حيث سمحت الحكومة لهم بالعيش بهدوءٍ ورفضت الطلبات التونسية بتسليمه.

وكانت مواقع تونسية عرضت قبل فترة ما وصفته بأنها الصور الأولى للرئيس التونسي الأسبق وزوجته خلال حفل خطوبة ابنته.

علي عبد الله صالح

يُعتَبَر صالح واحداً من أكثر الطغاة استبداداً في العالم العربي، وقد تنحَّى في أوائل عام 2012 بعد ثلاثة عقود من قيادته لليمن، البلد الأفقر بالشرق الأوسط. وظلَّ شخصيةً سياسيةً قوية، ثم انحاز في وقتٍ لاحق للمُتمرِّدين الحوثيين في اليمن، الذين يقاتلون تحالفاً عسكرياً بقيادة السعودية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

وقُتِلَ صالح البالغ من العمر 75 عاماً، أمس الاثنين في انفجارٍ بالعاصمة صنعاء، وذلك بعد تقارير تُفيد بتغيير تحالفه مع الحوثيين، الذين تدعمهم إيران.

بشَّار الأسد

رغم تنبؤات القادة الغربيين المُلتَبَسة حول سقوط الرئيس السوري، ظلَّ الأسد في السلطة عقب ثورة عام 2011 والتي تحوَّلت إلى حربٍ أهلية هناك فدمَّرت سوريا وخلقت أزمة اللاجئيين البشعة.

وبمساعدة حلفائه الروس والإيرانيين، تمكَّن الأسد، طبيب العيون السابق والبالغ من العمر 52 عاماً، من استعادة مساحات شاسعة من الأراضي استولت عليها المعارضة والإسلاميين المُتطرِّفين. ولكن بلاده أصبحت كومة رماد، حيث تُقدِّر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار سوريا بما يتجاوز 250 مليار دولار. ولا تزال المفاوضات غير مجدية ويبدو مستقبل الأسد في السلطة غامضاً.

تحميل المزيد