سجن وألم وظهور لمن قال إنهم أولياء الله، قصة أغنية عبدالقادر للشاب خالد، التي أصبحت تحتل صدارة أغاني الراي أداء وشهرة منذ إطلاقها عام 1999، وغناها الفنانان الجزائريان الشاب خالد، والرشيد طه.
تحولت الأغنية إلى قصيدة شعبية بسيطة في معانيها، بعدما خرجت من سجن لامباز الشهير بولاية باتنة شرقي الجزائر، وتخطّت حدود المكان
وأصبحت أيقونة غناء شعبية في المغرب العربي وعدد من الدول العربية، والتقطها فنانون تغنوا بها دون أن يعرفوا قصتها الحقيقية.
في لقاء صحفي سابق نشره موقع البيان الجزائري، قال مؤلف الأغنية الشاعر الغنائي الحاج زغادة، وشهرته الورشاني
إن قصة الأغنية، التي هي قصته بالأساس بدأت عام 1989 عندما كان سجيناً بلامباز على خلفية سياسية وطالت عليه أيام السجن وشعر بهمٍّ شديد.
رأى زغادة في منامه الشيخ محيي الدين عبدالقادر الجيلاني، وهو على صلة قرابة به، وقد أتاه في منامه ليخفف عنه العذاب الذي لاقاه.
وعبدالقادر الجيلاني هو محمد عبدالقادر بن موسى بن عبدالله، يعرف ويلقب في التراث المغاربي بالشيخ بوعلام الجيلاني،
وبالمشرق عبدالقادر الجيلاني، ويعرف أيضاً بـ "سلطان الأولياء"، وهو إمام صوفي وفقيه حنبلي، وإليه تنتسب الطريقة القادرية الصوفية.
الجيلاني طلب منه الدعوة بأسماء أولياء الله
ولما شكا زغادة للجيلاني وحدته طلب منه أن يكتب له قصيدة ويضمنها أسماء جميع أولياء الله الصالحين الذين يسمع عنهم
وسيفرج الله عنه، وهكذا شرع الورشاني في كتابة القصيدة التي بدأها بمناجاة جده عبدالقادر، ومن ثم جميع الأولياء.
فكان عبدالقادر، وبوعلام، والجيلاني، وغيرهم من الصوفيين يلجأون إلى مناجاة الله عن طريق أولياء، فسأله في شعره أن يطلب له من الله تفريج كربه
ووفقاً لروايته فقد أطلق سراحه بعد أيام قليلة، ومن ثم عكف على تحويل القصيدة إلى أغنية لتخليدها.
من قصيدة إلى أغنية شعبية خالدة..
في استوديو بسكرة، مسقط رأسه بالجنوب سجلها بصوته، وسجلها لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف الذي أصبح عضواً به
وحصل على نسخة من تعريف المصنفات من لجنة الديوان بالعام نفسه، وتعاقد الورشاني بعدها مع دار النخيل
وظهر لأول مرة أمام الجمهور في الحفلات العامة بتاريخ 15 مايو/أيار 1991.
انتهت قصة صاحب القصيدة بمجرد انتهاء بند العقد الوحيد بينه وبين جده في المنام، وهو كتابة النص، وبدأت الأغنية مرحلة جديدة.. من سيغنيها؟
أغنية عبدالقادر يابوعلام.. نزاع قضائي
أقدم عدد من مطربي الراي، وحتى من مطربي الأغنية الجزائرية الملتزمة على ترديدها وتسجيلها
بنوع من التحريف الذي طالها في اللحن والكلمات دون مراجعة الإجراءات القانونية التي تنص عليها مواد قانون حقوق المؤلف.
وهو ما اعتبره الورشاني تزويراً واعتداء على حق من حقوقه، خاصة عندما استخدمتها إحدى دور النشر وسجلتها بأصوات عديدة
منها: الشاب خالد ورشيد طه عن دار لازيو، الشابة الزهوانية عن دار ديسكو ستار وأعادتها عن طريق دار أنوار، الشاب حسان عن دار سانتانا.
تقدم صاحب الأغنية بشكوى لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف، بعد أن جمع كل الوثائق التي تؤكد الاستيلاء على أغنيته
لكن مصالح الديوان ردت عليه بالسلب، أما سبب ذلك كما يرى مسؤول بالديوان أن الورشاني يملك حق اللحن فقط ولا يملك حق الكلمات
رغم أن الديوان قد وافق على تسجيل الأغنية باسم الورشاني في العام 1992.
نسجت حول الأغنية العديد من القصص بشأن الملاحقات القانونية التي تمت لمن أعادوا نشرها
لكن لم يتمكن "عربي بوست" من التحقق من صحة ما ورد فيها بخصوص الجانب القانوني، الذي يكمن في الكواليس بين كاتبها والمنتج الذي أعاد إنتاجها للشاب خالد.
كلمات الأغنية
عبدالقادر يا بو علام ضاق الحال علي
داوي حالي يا بو علام انت سيد الأوليا
اااه سيدي عبدالرحمن تدير مجهودك وتحسن
وانت راجل قائم
خدمك ذي رمزية
يا سيدي بو مدين وانا في ارضك نتأمن
يا سيدي بو مدين وانا في ارضك نتأمن
يا سيدي الهواري سلطان غالي
واشفيني عبد الله سلطان الا عالي اه