عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 لقاءات متتالية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وذلك للمرة الأولى منذ بدء الغارات الروسية على مواقع المعارضة السورية التي أدانتها السعودية في بيان فيما لم تعلن الإمارات موقفا واضحا منها.
اللقاءات تمت في مدينة سوتشي الروسية التي تحتضن فعاليات سباق فورملا-1.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع وزير الدفاع السعودي تناولت فرصة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا حيث تشن موسكو ضربات جوية منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "نحن في تعاون وثيق مع السعودية منذ أعوام حول الأزمة السورية. واليوم، كرر الرئيس بوتين تفهمنا لقلق السعودية".
وأضاف أن "الجانبين أكدا ان لدى السعودية وروسيا اهدافا مماثلة بالنسبة إلى سوريا. قبل كل شيء، المطلوب عدم السماح لخلافة إرهابية بالسيطرة على البلاد".
مخاوف سعودية
من جهته، ذكر محمد بن سلمان بقلق الرياض حيال التدخل العسكري الروسي في سوريا واحتمال قيام تحالف بين روسيا وإيران، وذكر ايضا بأن بلاده تؤيد تسوية سياسية للنزاع شرط أن يشمل ذلك تنحي الرئيس بشار الأسد حليف موسكو.
واكد لافروف انه "بعد محادثات اليوم، بتنا نفهم في شكل أفضل كيفية توجهنا إلى تسوية سياسية"، داعيا الدول المعنية بالنزاع إلى استخدام نفوذها لدى أطرافه لتسهيل الحوار.
وأشار إلى استعداد موسكو لتعاون أكبر مع الرياض "لتبديد أي شك في أن الأهداف التي يضربها الطيران الروسي هي فعلا منشآت لتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة ومجموعات إرهابية اخرى".
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إن الرياض عبرت عن مخاوفها من أن تعتبر هذه العمليات تحالفا بين إيران وروسيا ولكن خلال الحوار أوضح "الأصدقاء" الروس للسعودية أن الهدف الرئيسي هو محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب.
وكان الرئيس الروسي قد التقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في وقت سابق الأحد، وكشفت المصادر الرسمية الروسية أن أجندة اللقاء كانت تتضمن موضوعات سياسية واستثمارية.
وذكرت وكالة سبوتنيك للأنباء أن بوتين قال في مستهل اللقاء إنه يود التطرق إلى الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الروسية الإماراتية في مختلف المجالات، كما اقترح تبادل الآراء حول حالة الأمور في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما في سوريا وتركيا من زاوية ضرورة مكافحة الإرهاب.
مشروعات إماراتية
وعلى خلاف الموقف السعودي، لم تعلن الإمارات العربية عن موقف واضح من التدخل الروسي الإيراني في سوريا. وكانت 3 دول فقط في المنطقة هي السعودية وتركيا وقطر قد أدانت التدخل في بيان أصدروه.
وفيما لم ترشح معلومات تفصيلية عن المباحثات السياسية التي شهدتها الزيارة إلا أن الأجندة الاقتصادية لزيارة ولي عهد أبوظبي قد تم الكشف عنها حيث قال الكرملين الأحد إن اللقاء ركز على مكافحة الإرهاب وعلى تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وأضاف الكرملين في أعقاب الزيارة إن مستثمري دولة الإمارات العربية المتحدة مستعدون للاستثمار في مشاريع الشركات المملوكة للدولة الروسية في العديد من القطاعات بما في ذلك الطاقة النووية والزراعة والموارد الطبيعية بحجم استثمارات تصل إلى 7 مليارات دولار.
وكان الكرملين قد أعلن في وقت سابق، أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين، سيبحث مع وزير الدفاع السعودي وولي عهد أبو ظبي قضية النزاع في سوريا.
وتشن روسيا ضربات جوية على أهداف للمعارضة السورية منذ أكثر من أسبوعين فيما تتهم واشنطن وأنقرة، موسكو باستهداف المعارضة السورية التي توصف بـ"المعتدلة" في الوقت الذي تقول فيه روسيا أن تستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".