تعززت صورة جنوب إفريقيا كبلد قادر على التأثير على التصويت في إطار سباق الفوز بشرف تنظيم كأس العالم 2026، بعد أن تسابق الطرفان المترشحان، وهما المغرب والملف المشترك لأميركا الشمالية، نحو مدينة جوهانسبورغ من أجل كسب التأييد لملفيهما.
وقد أرسل المغرب بحسب صحيفة Times Live الجنوب إفريقية وفداً رفيع المستوى، على رأسه الأمين العام السابق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، هشام العمراني، نحو جوهانسبورغ، للالتقاء باتحاد جنوب إفريقيا لكرة القدم، وبعض المسؤولين الإقليميين في الكرة الإفريقية.
وذلك في محاولة للحصول على الدعم لجهودهم الرامية للفوز بشرف استضافة كأس العالم التي ستدور بعد ثماني سنوات.
ويذكر أن آمال المغرب في مساندة الدول الإفريقية له في هذا السباق، قد تبددت بسبب حكومة جنوب إفريقيا، التي اعتبرت أن اتحاد كرة القدم في هذا البلد لا يجب أن يصوت للمغرب، وذلك على خلفية العلاقات السياسية المتوترة بين البلدين بسبب قضية الصحراء الغربية.
لكن اتحاد كرة القدم في جنوب إفريقيا يصر على أنه سيتخذ موقفه بناء على معايير موضوعية، بعيداً عن التأثيرات السياسية، وأنه لم يقرر لحد الآن لمن سيقدم دعمه. ويواجه المسؤولون في هذا الاتحاد موقفاً محرجاً، بين سعيهم للحفاظ على وحدة الصف الإفريقي، وخوفهم من مغبة تحدي قرار الحكومة.
وسيجري التصويت على استضافة المونديال في 13 يونيو/حزيران 2018، خلال مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي سيعقد في المكسيك.
ولا يزال السباق مشوقاً بين المغرب، وثلاثي أميركا الشمالية الذي قدم عرض استضافة مشتركاً، بين كندا، والمكسيك والولايات المتحدة.
وعلى هامش مباراة بين فريقي ماميلودي صن داونز وبرشلونة، كان أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، حاضراً باستاد سوكر سيتي في جوهانسبورغ، في محاولة لإقناع وزيرة الرياضة توكوزيل شاسا بتغيير رأيها، بعد أن أعلنت أن بلدها لن يساند المغرب.
وتعترف دولة جنوب إفريقيا بشكل رسمي بحكومة جبهة البوليساريو في المنفى، في إطار النزاع الحدودي على الصحراء الغربية، التي قام المغرب بضمها بعد مغادرة الاستعمار الإسباني للبلاد في منتصف السبعينيات.
ولا يزال من غير الواضح إلى حد الآن ما إذا كان أحمد أحمد قد حقق أي نجاحات خلال هذه المناورة الدبلوماسية أم لا.
أما الملف المشترك لأميركا الشمالية، الذي يسعى للاستفادة من هذه الظروف، فيستعد القائمون عليه لإرسال وفد إلى جوهانسبورغ خلال هذا الأسبوع، وسيكون على رأسه جيم براون، مدير المنافسات سابقاً في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويبدو أن دول أميركا الشمالية نجحت في تعزيز حظوظها في الفوز بهذا السباق، وذلك من خلال إقناع بعض الدول الإفريقية بالتصويت لها عوضاً عن المغرب. ويرى مراقبون أن التعاون السياسي والعسكري بين هذه الدول وغانا ونيجيريا، أثبت فعاليته في تحديد موقفها من هذا السباق.
من هذا المنطلق، أصبح العرض المشترك للمكسيك وكندا والولايات المتحدة المرشح الأبرز للفوز بأغلبية الأصوات. لكن المغرب لا يزال أمامه الوقت للعب أوراقه الأخيرة، خاصة في ظل موجة المشاعر المعادية للولايات المتحدة في العالم.
ملف المغرب
يذكر أن المغرب كشف عن رؤيته لاستضافة كأس العالم 2026، والتي ظلّت لفترة غامضة، منذ انضمام المغرب للسباق الثنائي، في أغسطس/آب 2017، لمنافسة الملف المشترك للولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.
وتحدث المدير التنفيذي لملف ترشح المغرب هشام العمراني عن محاولات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتغيير قواعد اللعبة في الدقائق الأخيرة لإفشال ترشح المغرب، لكي يصبح مجرد وصوله إلى مرحلة التصويت النهائية في موسكو، المقررة في 13 يونيو/حزيران 2018، إنجازاً، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
وشرح العمراني بعض المعوقات التي وضعت أمام ملف المغرب عمداً، إذ قال: "تفاجأنا بعض الشيء بتلقي نظام التقييم قبل الموعد النهائي بـ48 ساعة، وهو ما لا يتعلق تحديداً بالكيفية، وإنما بمعلومات إضافية ضرورية".
وقال العمراني: "ينصبُّ تركيزي على الدفاع عن قيم ملف الترشح المغربي، قيمه وأفكاره. ولكن فيما يخص التدخل السياسي، أعتقد أن القواعد واضحة. لا بد أن تطبقها الفيفا. ويجب على المرشحين احترامها".