وجَّه حزب الشعب الحاكم في إسبانيا Partido Popular، أعنف تحذير في تاريخه لرئيس حكومة إقليم كتالونيا، كارليس بيغديمونت، من العواقب الوخيمة إن أقدم على إعلان الاستقلال الكتالوني المرتقب، وقال متحدث باسم الحزب، إن بيغديمونت قد يواجه نهاية كسلفه الزعيم الكتالوني لويس كومبانيس، الذي انتهى أمره إلى السجن.
وقال بابلو كاسادو، نائب معاون وزير اتصالات حزب الشعب، في بيان له يوم الإثنين 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري: "إن كل من تسول له نفسه إعلان ذلك سينتهي به الأمر مثلما حل بذلك الذي تجرأ على فعلها قبل 83 عاماً"، في إشارة منه إلى محاولة الاستقلال الفاشلة التي تزعمها في الماضي لويس كومبانيس، قبل أن يزج به في السجن عام 1934.
وتعيش إسبانيا حالةً من الترقب، مع تهديد الإقليم إعلانه الاستقلال عن المملكة، إحدى أغنى مناطق البلاد، ما قد يفاقم التوتر مع مدريد، وتثير تبعاته التي لا يمكن التكهن بها قلق أوروبا.
ومع أن كاسادو في حديث له مع صحيفة El Español المحلية لم يحدد ماهية التهم التي قد يواجهها بيغديمونت، إلا أنه حذَّر من أن جرائم التحريض وإثارة الشغب السياسي في إسبانيا يعاقب عليها بعقوبة سجن قصوى، تصل 15 عاماً، فيما تهمة التمرد على الدولة تصل عقوبتها إلى 25 عاماً، مشيراً إلى أن الزعيم التاريخي كومبانيس حُكم عليه بالسجن 30 عاماً.
وتنبأ كاسادو قائلاً "إنهم –أي زعماء الاستقلال- يسيرون بأرجلهم نحو قفص الاتهام بالمحكمة، وسيدفعون الثمن غالياً".
وحرص كاسادو لاحقاً على الإشارة إلى أن مقارنته لما يجري بمصير الزعيم التاريخي كومبانيس، يُقصد بها المحاكمة التي وقف أمامها الزعيم الكتالوني عام 1934، والتي قضت بسجنه بعد محاولته إعلان الاستقلال، وليس الإشارة إلى ما حدث بعد سنوات من ذلك عندما اعتقل كومبانيس ثانية، وعُذب وأعدم على يد شرطة الجنرال فرانكو عام 1940.
وقال كاسادو: "قصدت أنه على التاريخ ألا يعيد نفسه، فإن تناسيت التاريخ فأنت محكوم بإعادة التاريخ من جديد. إن جميع محاولات إعلان استقلال إقليم كتالونيا انتهت تاريخياً نهاياتٍ بشعة".
وأصرَّ كاسادو على أنه لا مجال إطلاقاً لمحاولات الوساطة الدولية، وأن الحكومة الإسبانية "ليس لديها ما تتفاوض عليه مع الـ"غولبيستا"، golpistas، مستخدماً الكلمة الإسبانية التي تعني المتآمرين الانقلابيين.
وفي هذه الأثناء ناشدت ثريا ساينز دي سانتاماريا، نائبة رئيس الوزراء الإسباني، "العقلاء داخل الحكومة الكتالونية كي لا يلقوا بأنفسهم إلى الهاوية"، واصفة بيغديمونت بكل صراحة أنه "متطرف"، وأصرَّت أن هذا هو "السبب الذي يجعلنا بحاجةٍ إلى جرعة مضاعفة من التعقل والكياسة".
وقالت دي سانتاماريا: "إن إعلان الاستقلال هذا لن يمر دون استجابة"، وأضافت أن "جميع التدابير اللازمة سوف تُتخذ" رداً عليه.