إذا قرَّرت اتخاذ واحد من أهم القرارات في حياتك، وهو الزواج، فربما تصاب بالدوار مع قليلٍ من الإثارة.
في الواقع، عليك أن تشعر بذلك؛ فلديك مسؤوليات هامة: الزفاف، وشهر العسل ومنزل جديد.
ولكن الزواج ليس مجرد حفل كبير، فهو يعني الكثير من المسؤوليات، ليس عليك فقط أن تحب شريك حياتك، ولكن من المنتظر أيضاً أن تدعمه وتعامله على قدم المساواة، في الوقت الحالي ولعقودٍ مقبلة تتقاسمان فيها الحياة معاً، تلك مسؤولية كبيرة حقاً.
لذا، وقبل تجهيز أمتعة شهر العسل، علينا أن نناقش بعض الأمور، يلخّصها لك تقرير على النسخة المكسيكية لـ"هاف بوست".
عليك أن تعطي هذه الحياة الجديدة الانتباه الكامل، والطريقة الأفضل لذلك هي التخلص من الأعباء العاطفية الثقيلة، وأن يكون هدفك الأساسي هو بدء الحياة الجديدة بقلب غير مثقل بالهموم.
من المعروف أن كلاً منا يعيش حياة مزدحمة تسبب تشتيت الانتباه، بما في ذلك التزامات الحياة المهنية والعائلة والاحتياجات الشخصية.
بتنظيم هذه الأمور، لن يكون لدينا مشاكل في موازنة الالتزامات المختلفة، ومن ثم نتمكن من قضاء الوقت الكافي مع شريك الحياة. كلما ازدادت صراعات الماضي التي لم تُحل بعد والمشاكل العاطفية التي تشتت انتباهنا، كلما أصبح حاضرنا غير مستقر.
حتى إذا كنت لا ترغب في الاعتراف بها، هذه المشاكل القديمة يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على علاقتك الحالية مع زوجتك أو زوجكِ المقبل، لذلك يجب أن تُداوى قلبك قبل إرساء دعائم حياة جديدة.
اغفر للآخرين أخطاءهم ثم اغفر لنفسك.. الغفران لا يكون فقط للأشخاص الذين نسامحهم؛ بل هو عطيّة لأنفسنا قبل كل شيء.
مسامحة شخص ما لا تعني أنه يجب عليك التحدث معه كل يوم، أو قضاء عطلة معاً، بل يعني أنك قد وجدت طريقة للتغلب على آلامك العاطفية، وأنك قد أصبحت ناضجاً بما يكفي للتحكم في كيفية تعامل الآخرين معك.
تذكر جيّداً.. لا أحد مثاليّاً أو معصوماً من الخطاً، لكن هناك من يحاول أن يفعل أفضل ما يمكن فعله.
حتى علاقاتنا مع أمهاتنا، على سبيل المثال، كان يشوبها التوتر في فترات ما بعد الطفولة، لم يكن ذلك مقصوداً من أيِّ شخص، ولكن هذا لم يعنِ أبداً أن الأمور لا يمكن إصلاحها ثانيةً.
ما حدث أو قيل لن يمكن محوه، ولكنك الآن لم تعد طفلاً، وأصبحت مسؤولاً عن إيجاد وسيلة لتسامح والديك على ما فعلاه أو ما لم يفعلاه.
لذلك إذا استمرت أمك في انتقادك، حاول أن تجد في قلبك القوة لتغفر لها، وتذكر أنه في بعض الأحيان قليلٌ من اللطف يمكن أن يساعد كثيراً.
علينا ألا ننسى أن كلاً منا يقاتل في معارك شديدة الخصوصية، لا يمكن للآخرين التكهن بها، ومن ثم لا يمكننا دائماً تفسير الأسباب والدوافع لردود الفعل والتصرفات السيئة.
لذا علينا أن نتذكر أخطاءنا، حتى يتسنَّى لنا غفران أخطاء الآخرين.
إذا لزم الأمر، اطلب مساعدة طبيب نفسي أو رجل دين، أو أي شخص آخر تعرفه قد يمكنه دعمك للتعامل مع الألم.
هناك أيضاً طريقة ممتازة لشفاء الجروح القديمة، كتابة الرسائل إلى جميع الأفراد الذين أسأت لهم أو أساؤوا إليك، لا يهم إذا كنت سترسلها إليهم أم لا، بل أن تكتب، وأن تتمكن من تحديد المشاعر التي طالما أرهقتك سابقاً، ومن ثم المضي قدماً.
فقط عند تحرير نفسك من القيود التي كبّلتك طوال حياتك، سوف تتمكن من إيجاد الحب والسعادة في حياتك الجديدة.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة المكسيكية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.