بعد نحو 48 ساعة من خطابٍ دعا فيه إلى الانتفاض ضد مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، وفتح صفحة جديدة مع السعودية، لم يتوقع أحد أن ينتهي مصير الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، بالإعدام على أيدي حلفائه السابقين، الذين أطلقوا عليه أكثر من 30 رصاصة، وفق رواية نشطاء.
يقع المنزل الرئيسي لصالح في شارع "مجاهد" جنوب العاصمة صنعاء، وبالقرب منه منازل عدد من أقاربه، وجامع "الصالح" الذي بناه أثناء حكمه الذي امتد 33 عاماً.
وكانت قوات صالح قد أعلنت سيطرتها، في اليوم الأول، على عدد من المعسكرات والمدن في محيط صنعاء، لكن الحوثيين سرعان ما استعادوها، ليضيقوا الخناق على صالح بمنزله.
وظُهر الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2017، خرجت سيارة مدرعة تقلّ صالح، من صنعاء باتجاه مسقط رأسه في مديرية "سنحان" جنوب شرقي صنعاء، بعد إعلان الحوثيين السيطرة على منزله.
المشاهد الأولى لمقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله #صالح #صنعاء pic.twitter.com/gD8Cd8nn6B
— شبكة رصد (@RassdNewsN) ٤ ديسمبر، ٢٠١٧
وأفاد شهود عيان، ووسائل إعلام محلية بأن الحوثيين نصبوا كميناً لصالح في مفرق طرق بين قرية "الشاطبي" وقرية "بيت الأحمر" بمديرية "سنحان".
وكان قيادي في حزب صالح (المؤتمر الشعبي العام)، قال لـ"الأناضول" إن الحوثيين أوقفوا موكب صالح على بُعد 40 كم جنوب صنعاء، بينما كان متجهاً نحو سنحان، واقتادوه إلى مكان مجهول، حيث أعدموه رمياً بالرصاص.
وفي رواية قريبة من تصريح القيادي، قال نشطاء محليون إن الحوثيين لحقوا بسيارة صالح، وأطلقوا عليها الرصاص، قبل أن تتوقف السيارة ويهرب صالح منها إلى قرية مجاورة.
وأضاف النشطاء أن الحوثيين لحقوا بصالح إلى داخل القرية على متن عدة سيارات، وألقوا القبض عليه ثم أعدموه بإطلاق أكثر من 30 رصاصة عليه.
وأظهرت لقطات مصورة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاتلين في الجماعة، وهم يحملون جثة صالح ببطانية وعليها آثار دماء وطلقات نارية، ثم نقلوها إلى سيارة أخرى.
استمع إلى تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية لشاهد عيان يروي فيها تفاصيل مقتل #علي_عبدالله_صالح من قبل مليشيا #الحوثي pic.twitter.com/mBuAPoeK3X
— قناة بلقيس الفضائية (@BelqeesTV) ٤ ديسمبر، ٢٠١٧
وقال أحد الحوثيين، الذين ظهروا في الفيديو: "سيدي حسين مش ساير هدر"، في إشارة إلى أن دم "حسين الحوثي"، مؤسس الجماعة، لن يذهب هدراً، حيث قُتل في مواجهة مع القوات الحكومية بعهد صالح عام 2004.
ورجّح مراقبون أن صالح كان متوجهاً لمحافظة "مأرب"، مقر القوات الحكومية في المنطقة، دون أن يتم التأكد فعلياً من هذه الفرضية.
ونفت مصادر مطلعة، تحدثت لـ"الأناضول"، وجود وساطة تقضي بخروج صالح من صنعاء، ويرجح هذا تواصل الاشتباكات حتى بعد مقتله في أماكن محدودة بصنعاء.
وعزّى الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بخطاب متلفز، في "الشهداء" الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين، وفي مقدمتهم سلفه الراحل علي عبد الله صالح.
من جانبها، تبنّت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في بيان اطلعت عليه "الأناضول"، مقتل صالح وعدد من العناصر الموالية له، والسيطرة الكاملة على مواقع القوات الموالية في الحي السياسي جنوب صنعاء.
وقالت الجماعة في بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة لها، إن "الوزارة تعلن انتهاء أزمة ميليشيا الخيانة (في إشارة إلى قوات صالح) بإحكام السيطرة الكاملة على أوكارها وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى ومقتل زعيم الخيانة وعدد من عناصره".