ما قصة التهمة التي تحيط بابن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/23 الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/23 الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش

استغل الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، أول ظهور له على الساحة الدولية ليعلن نهاية "اليسار" البوليفاري في أمريكا الجنوبية، وظهور حقبة جديدة بقيادة المحافظين في المنطقة تتسم بالحكم الصالح والورع.

لكن الحديث المتنامي في وطنه البرازيل عن الفضيحة التي تمس أحد أبنائه وهو السناتور المنتخب مؤخراً فلافيو بولسونارو، طغت على ظهوره المقتضب الذي لاقى انتقاداً كبيراً في المنتدى الاقتصادي العالمي الثلاثاء 22 يناير/كانون الثاني 2019 وفق صحيفة The Guardian البريطانية.

ما قصة التهمة التي تحيط بابن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو؟

وبينما كان الرئيس- الذي جاء إلى السلطة بعد تعهده بتحرير البرازيل من الفساد والإجرام- مستعداً لاعتلاء خشبة المسرح في دافوس، ربطت تقارير في إحدى الصحف البرازيلية البارزة اسم ابنه بأعضاء فرقة اغتيال في ريو دي جانيرو تسمى Escritório do Crime.

وزعمت صحيفة O Globo في ريو أنه خلال فترة عمل فلافيو بولسونارو كنائب في ريو، كان قد وظّف والدة وزوجة زعيم العصابة المزعوم، وهو عميل سابق للقوات الخاصة يدعى أدريانو ماغالايس دا نوبريغا.

ويُقال إن نوبريغا، الذي ذكرت تقارير أنه هارب بعد أن استهدفت الشرطة عصابته في عملية أُطلق عليها اسم "المحصنون"، هو عضو بارز في ما تدعوه O Globo "مجموعة القتلة المأجورين الأخطر والأكثر سرية في ريو".

وأفادت تقارير أن الشرطة والنيابة العامة تشتبهان في أن أعضاء Escritório do Crime كانوا وراء جريمة القتل الغامضة التي طالت عضوة مجلس البلدية مارييل فرانكو العام الماضي 2018.

وزعمت  صحيفة O Globo أن فابريسيو كيروز هو من رشح زوجة رجل العصابة المزعوم ووالدته لفلافيو بولسونارو.

وفابريسيو هو صديق قديم  للرئيس البرازيلي واُلتقطت له صورة وهو يتسكع مع جايير بورسونالو، يظهر فيها الرجلان والجزء العلوي من جسديهما عارياً.

فلافيو بولسونارو: أنا ضحية لحملة تشهير!

وكان مارسيلو فريشو، وهو نائب يساري وصديق مارييل فرانكو من بين الذين طالبوا بإجابات الثلاثاء 22 يناير/كانون الثاني 2019.

وقال في تغريدة على تويتر: "تدين عائلة بولسونارو للشعب بتوضيح".

لكن كثيرين يطالبون بتوضيح من الرئاسة..

وقال سيلسو روشا دي باروس، كاتب مقالات الرأي السياسية في صحيفة Folha de São Paulo : "لابد أن عائلة بولسونارو تشعر بالذعر".

وأضاف دي باروس: "من الصعب قياس التداعيات التي قد تترتب على ذلك … إنها قنبلة- قنبلة نووية".

وقد رفض فلافيو بولسونارو هذا التقرير- الذي يأتي بعد سلسلة من الادعاءات الأخرى الضارة تتعلق بتعاملاته المالية- وادعى أنه كان "ضحية لحملة تشهير" تهدف إلى إيذاء والده.

وقال في بيان: "يجب أن يتحمل أولئك الذين ارتكبوا أخطاء مسؤولية أفعالهم".

خطاب جايير بولسونارو في المؤتمر العالمي

وتضاربت الفضيحة مع مزاعم جايير بولسونارو في دافوس بأنه يقود حملة ضد الفساد والجريمة المنظمة.

وخلال خطاب موجز مدته ست دقائق على غير المعتاد في القمة السنوية، قال بولسونارو إنه يأمل أن يرى العالم البرازيل "الجديدة" الأنظف بعيون جديدة بعد فضيحة فساد ضخمة عصفت بالنخبة السياسية في البلاد.

وتحدث بولسونارو قائلاً: "لقد توليت رئاسة البرازيل وهي تعاني أزمة أخلاقية وأدبية واقتصادية عميقة. نحن ملتزمون بتغيير تاريخنا … نريد أن يصبح حكمنا مثالاً يُحتذى به".

وكان القومي اليميني المتطرف قد نصب نفسه حاملاً للراية لطليعة التيار المحافظ الجديد في أمريكا اللاتينية.

وقال: "نحن لا نريد أمريكا بوليفارية"، في إشارة إلى الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، الذي كان يأمل في توحيد القارة بتحالف من القادة التقدميين.

وقال بولسونارو إن زعماء التيار اليميني مثل الأرجنتيني ماوريسيو ماكري والتشيلي سيباستيان بينيرا قرروا أن "اليسار لن يسود في هذه المنطقة".

وصور الرئيس البرازيلي أيضاً نفسه على أنه رجل دولة عالمي وقال إنه يسعى إلى "عالم من السلام والحرية والديمقراطية.

وتحت شعار:" الرب فوق كل شيء آخر"، أعتقد أن علاقاتنا بالعالم ستحقق تقدماً أبدياً للجميع".

ولم يكن المراقبون السياسيون وأفراد الجمهور متفائلين بظهور بولسونارو على الساحة العالمية.

ونقلت صحيفة  Valor Econômico، أكبر صحيفة مالية في البرازيل، عن الخبير الاقتصادي روبرت شيلر، الحاصل على جائزة نوبل، قوله: "إنه يخيفني … البرازيل بلد كبير ويستحق من هو أفضل".

كما ورد أن أحد أعضاء الجمهور الآخر عبّر عن ضيقه بقوله: "كارثة. أردت أن أحبه لكنه لم يقل شيئاً ذي قيمة. لماذا جاء بالأساس"؟

 

تحميل المزيد