رزين هادئ لا يتكلم كثيراً ويعمل في صمت، غيّر المفاهيم، وتجرأ حتى على خطة برشلونة التقليدية الكلاسيكية، أبقى ميسي على مقاعد البدلاء، الذي نادراً ما نراه جالساً على هذه المقاعد، حقق أفضل انطلاقة في تاريخ برشلونة لحد الآن، لم يتلق أي هزيمة متصدراً الليغا الإسبانية، ومتصدراً مجموعته في دوري أبطال أوروبا، ومتأهلاً للدور الـ16 من كأس ملك إسبانيا، ما فعله فالفيردي منذ انطلاقة الموسم إلى غاية الآن يستحق الإشادة والثناء، فهو قام بعمل كبير في مدة قصيرة رغم المشاكل الكبيرة التي تعرض لها في بداية الموسم، فلنعطِ الرجل حقه، دعونا نتكلم قليلاً عن هذا المدرب.
بداية سيئة
كما يقال فإن المصائب لا تأتي إلا مجتمعة، مع بداية هذا الموسم في كل صبيحة يستيقظ فالفيردي على خبر سيئ، فبعد انتقال البرازيلي نيمار إلى النادي الباريسي، وتفكك مثلث MSN، وفشل صفقة كوتينيو، وبعد ذلك إصابة الفرنسي ديمبلي، وخسارة كلاسيكو السوبر ضد الغريم ريال مدريد.
هذه البداية كانت تنبئ بأن هذا الموسم سيكون كارثياً على نادي برشلونة، لكن كان لفالفيردي رأي آخر، فسرعان ما تدارك الأمور، ولملم الأوراق، وبدا في وضع خطط بديلة من اللاعبين المتاحين له، فصنع توليفة من النجاح والعبقرية باستخدام المداورة بين اللاعبين أسكت كل المشككين.
الأرقام لا تكذب
صحيح أن برشلونة هذا الموسم لا يقدم الأداء الجميل، وفقد الكثير من بريق كرة التيكي تاكا، لكنه بالمقابل لا يخسر، وهذا هو المهم.
وعند المقارنة بين فالفيردي مع بعض مدربي برشلونة السابقين في أول 12 مباراة في الليغا نجد:
– أرنستو فالفيردي 34 نقطة.
– لويس إنريكي 28 نقطة.
– تاتا مارتينو 34 نقطة.
– الراحل تيتوفيلانوفا 34 نقطة.
– بيب غوارديولا 29 نقطة.
وبعد 14 جولة من الليغا الإسبانية وصلت أرقام فالفيردي إلى:
– 36 نقطة.
– أفضل هجوم بـ36 هدفاً.
– أفضل دفاع والذي تلقى 7 أهداف فقط.
– ميسي هداف الليغا بـ13 هدفا.
– تصدر الليغا الإسبانية بفارق 5 نقاط عن الملاحق فالنسيا، وبـ8 نقاط كاملة عن الغريم ريال مدريد، متصدراً لمجموعته في دوري أبطال أوروبا، ومتأهلاً للدور الـ16 من كأس إسبانيا، ولم يتلق أي هزيمة لحد الآن منذ بداية الموسم الحالي، على الرغم من مواجهة يوفنتوس وأتلتيكو مدريد وفالنسيا.
تحويل ميسي من جناح إلى مهاجم وهمي
بعد رحيل البرازيلي نيمار، وفشل صفقة كوتينو، وإصابة ديمبلي وسواريز الذي يقدم النسخة الأسوأ له تضييع الفرص السهلة والوقوع في مصيدة التسلل بشكل غير مفهوم، وأمام هذا الوضع وجد فالفيردي خطة أثبتت النجاح لحد الآن، وبفضلها استطاع ليونيل ميسي التربع على عرش هدافي الليغا بـ12 هدفاً، وهذه الخطة تتمثل في تحويل ميسي لمهاجم وهمي وسواريز إلى جناح.
فالفيردي يستخدم سلاح زيدان
في الموسم الماضي اشتهر زيدان بنظام المداورة لإراحة اللاعبين، وهذا ما يستخدمه مدرب برشلونة هذا الموسم، كما شاهدنا في المباراة الأخيرة للبارصا ضد مورسيا في كأس الملك، إتاحة الفرصة لجميع اللاعبين وإراحة الأساسيين يعطي الثقة للبدلاء، ويريح الأساسيين من ضغط المباريات، وهذا ما نجح به زيدان الموسم الماضي.
من يريد المتعة فليذهب إلى المسرح أو السيرك
قد ينتقد البعض نسخة فالفيردي التي فقدت الكثير من كرة التيكي تاكا، والأداء الجميل، لكن بالمقابل هذه النسخة لا تخسر وتحقق نتائج جيدة.
واقعية فالفيردي تفرض عليه اللعب بهذه الطريقة، المهم هو مواصلة تحقيق النتائج، والامتحان الحقيقي هو مباراة الكلاسيكو من جهة؛ لرد اعتباره بعد خسارة كأس السوبر ذهاباً وإياباً، ومن جهة أخرى سيكون الفوز بهذه المباراة بمثابة وضع خطوة أولى نحو التتويج بلقب الليغا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.