بدأت فتاة أميركية مسلمة تعليم النساء العديد من الحركات القتالية؛ للدفاع عن أنفسهن ضد التحرش، ولمقاومة محاولات نزع حجابهن من الأمام، وغيرها من هجمات الكراهية "المُتعارَف عليها".
ويُعد نزع حجاب المرأة شائعاً جداً، لكن رنا قالت إنَّ المبادرة قد طوَّرت مناورةً معينة؛ لمقاومة مثل هذه الاعتداءات.
وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست، فقد أطلقت رنا عبد الحميد، من حي كوِينز بولاية نيويورك، المبادرة الدولية للتمكين الذاتي للمرأة المسلمة (WISE)، وهي منظمة شعبية تُقدِّم دروساً للدفاع عن النفس وتعليم مهارات القيادة.
وقالت رنا: "لقد أعددنا، أو بالأحرى اخترعنا، حيلةً للدفاع عن النفس وسميناها (hijab-grab) أو (نزع الحجاب). وهذا وحده غريب، فلماذا يجب علينا اختراع حيلة دفاعية ضد شيءٍ كهذا من الأصل؟".
وواصلت رنا مشروعها رغم أن بعض أفراد المجتمع المسلم لم يستقبل جهودها بشكل جيد.
وقالت: "كان لدينا بعض التحديات وإعاقة من الأعضاء الأكثر تقليدية في مجتمعنا والذين لا يرون بالضرورة مساحة للنساء في القيادة، للأسف!".
منح النساء المسلمات الأدوات اللازمة لمواجهة العنف
وقالت رنا: "هدفنا الرئيس هو أن نكون قادرين على منح النساء المسلمات الأدوات اللازمة لمواجهة العنف ضد المسلمين، والعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، والعنف القائم على أساس المنشأ".
وتُعلِّم رنا النساء وفق نيويورك بوست العديد من الحركات القتالية؛ للدفاع عن أنفسهن ضد التحرش، ولمقاومة محاولات نزع حجابهن من الأمام، وغيرها من هجمات الكراهية "المُتعارَف عليها". ويُعد نزع حجاب المرأة شائعاً جداً، لكن رنا قالت إنَّ المبادرة قد طوَّرت مناورةً معينة لمقاومة مثل هذه الاعتداءات.
وقالت رنا: "لقد أعددنا، أو بالأحرى اخترعنا، حيلة للدفاع عن النفس وسميناها (hijab-grab) أو (نزع الحجاب). وهذا وحده غريب، فلماذا يجب علينا اختراع حيلة دفاعية ضد شيءٍ كهذا من الأصل؟".
ووفقاً لرنا، ورغم أنَّ الدفاع البدني عن النفس مهم جداً، فإنَّ الدفاع اللفظي وتعزيز الثقة بالنفس، هي أدوات أخرى يمكن أن تستخدمها النساء لحماية أنفسهن.
تقول رنا لطالباتها: "أريد أن تعود كلٌ منكن إلى بيتها وتصرخ. أريد من كل واحدةٍ منكن أن تتدرَّب على استخدام صوتها لتقول: (توقَّف)، أو تقول: (لا)".
وكشفت دراسة، أعدها معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم، أنَّ 42% من الأميركيين المسلمين قد أبلغوا عن تعرضهم لاعتداءاتٍ قائمة على الدين.
وتابعت رنا: "هذا النوع من التهميش لم تبتدعه إدارة ترامب فحسب؛ بل كان يحدث، لسوء الحظ، في ظل إدارة أوباما أيضاً، كما كان يحدث في عهد بوش، وفي عهد كلينتون".
وقالت رنا إنَّها تعرَّضت، لأول مرة، لجريمةِ عنفٍ عندما كانت تبلغ من العمر 16 عاماً فقط.
وأضافت رنا: "أذكر أنني كنتُ أسير في أحد شوارع حي كوينز، الذي يُعد من أكثر الأماكن تنوعاً بالعالم. وأذكر أنني شعرت بجذبٍ مفاجئ من حجابي من ناحيةِ الخلف. فإذا برجلٍ يعتدي عليّ بقوة، محاولاً نزع الحجاب من على رأسي".
وبدلاً من أن تؤثر السلامة وتنسحب، مثلما ترى المسلمات الأخريات يفعلن ذلك، حولت غضبها إلى طاقة إيجابية وأطلقت برنامجا يركز على تعليم الشابات المسلمات كيفية الدفاع عن النفس، بينما يشجعهن على أن يصبحن قيادات وقدوة للآخرين في مجتمعاتهن.
التحقت بدروس كاراتيه في سن مبكرة
استخدمت رنا، التي ألحقها والداها بدروس كاراتيه شوتوكان (أحد فنون الكاراتيه) عندما كانت في السابعة من عمرها، ما تعلَّمَته من فنونِ القتالِ للدفاعِ عن نفسها.
وقالت: "الشيء الوحيد الذي أتذكَّره من تلك اللحظة هو الكراهية التي رأيتها في عينيّ ذلك الرجل تجاهي".
وكان شعورها بالضعف وانعدام الأمان وقتها هو ما دفعها إلى حماية نساءٍ أخريات من جرائم الكراهية في المستقبل.
وتابعت: "يجب أن تشعر النساء بأنَّ بإمكانهن أن يمشين في الشارع دون الشعور بالتهديد أو انعدام الأمان".