“تويوتا” تواجه صعوبات بعد تحول سياراتها إلى علامة فارقة في حملات داعش

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/07 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/07 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش

طرح مسؤولون في مكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة تساؤلاً على شركة تويوتا، ثاني أكبر عملاق عالمي في صناعة السيارات، حول كيفية وصول كميات كبيرة من سيارات "بيك آب" إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

ظهور سيارات تويوتا بشكل متواصل في واجهة كل فيلم دعائي للتنظيم في كل من العراق وسوريا وليبيا، أثار هذا التساؤل الذي تجيب عنه الشركة بأنها لا تعرف، وأنها تدعم التفتيش الذي تجريه وحدة تقصي تمويل الإرهاب في وزارة المالية الأميركية، والتي تقود حملة أميركية لمنع وقوع البضائع الغربية في أيدي داعش.

إجراءات صارمة

إد لويس، مدير السياسة والاتصالات العامة لشركة تويوتا بواشنطن، يقول "لقد وافينا وزارة المالية بكل أسماء وكلاء وموزعي تويوتا في الشرق الأوسط".

وأضاف "لدى تويوتا سياسة صارمة بعدم بيع مركباتها إلى زبائن قد يشتبه بقيامهم مستقبلاً بتعديل واستخدام هذه السيارات في نشاطات إرهابية أو شبه عسكرية".

كما أكد أنه من غير الممكن للشركة تعقب السيارات المسروقة أو التي بيعت وأعيد بيعها من جديد عبر باعة وسطاء.

تساؤلات عراقية

مشهد سيارات تحميل "بيك آب" تويوتا هيلكس وتويوتا لاند كروز بات حاضراً بشكل أساسي في كل مقاطع فيديو حملات داعش في العراق وسوريا وليبيا، حيث تكون السيارات محملةً بالأسلحة الثقيلة ومكدسة بعناصر من التنظيم.

السفير العراقي في واشنطن، السيد لقمان الفيلي، قال لموقع إيه بي سي نيوز إن حكومة بلاده تعتقد أن داعش قد حصلت على مئات من سيارات تويوتا "جديدة"، فضلاً عن إعادة استخدام التنظيم لسيارات قديمة.

الفيلي قال أيضاً "طرحنا هذا السؤال على جيراننا: من أين لداعش هذه السيارات الجديدة والحديثة ذات الدفع الرباعي، من أين للمئات منها أن تأتي؟".

مشيراً إلى أنه في كل فيديوهات داعش نرى قناصة يجولون في الشوارع السورية على متن ما يبدو سيارات بيضاء قديمة وحديثة من طراز هيلكس تحمل أعلام الخلافة السوداء، أو قافلة سيارات تويوتا لاند كروز بنية اللون تمشط شوارع ليبيا.

قائلاً إن مواكب جنود داعش في الرقة ثلثاها نفس السيارات البيضاء وتحمل الرايات السوداء، كما كانت هناك أعداد صغيرة من أنواع سيارات أخرى مثل ميتسوبيشي وهيونداي وإيسوزو.

قلق أميركي

السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، مارك والاس، والذي يعمل الآن مديراً تنفيذياً لمشروع مكافحة الإرهاب اللاربحي من أجل كشف النقاب عن شبكات تمويل الإرهاب، قال: "للأسف باتت كل من تويوتا هيلكس ولاند كروزر وجهين لعلامة داعش".

وقال لـ"إيه بي سي نيوز": "لقد استخدمت داعش هذه السيارات في أنشطتها العسكرية والإرهابية وغيرها، لكن في كل فيديو لداعش تقريباً يُظهِرون لنا قافلةً من سيارات تويوتا، وهذا مصدر قلق بالنسبة لنا".

المدير التنفيذي في تويوتا، إد لويس، يقول إن الكثير من السيارات التي تظهر في فيديوهات داعش ليست موديلات حديثة، مضيفاً: "لدينا إجراءات تضمن ألا تصل منتجاتنا إلى الاستخدام العسكري وغير القانوني".

مسؤول تويوتا أكد أنه "يستحيل على تويوتا السيطرة الكاملة على القنوات غير المباشرة أو غير القانونية والتي قد يساء استخدام سياراتنا من خلالها".

وقد دارت أسئلة كثيرة في السنوات الأخيرة حول استخدام داعش لسيارات تويوتا.

ففي عام 2014، أظهر تقرير لمحطة راديوPublic Radio International أن وزارة الخارجية الأميركية سلمت المعارضة السورية 43 سيارة تويوتا.

كما كشف تقرير جديد في صحيفة أسترالية أن أكثر من 800 شاحنة تم التبليغ عن اختفائها بين عامي 2014 و2015، واقتبس التقرير أقوالاً لخبراء في الإرهاب يتكهنون فيها أن السيارات قد تكون نُقلت إلى مناطق نفوذ داعش.

ويتعسر على المسؤولين العراقيين والأميركيين تعقب السيارات حتى وقوعها في أيادي داعش.

مبيعات تويوتا

وتـُظهِرُ مبيعات تويوتا أن مبيعات هيلكس ولاند كروزر تضاعفت بما يوازي 3 أضعاف من 6000 سيارة بيعت في العراق عام 2011، إلى 18000 بيعت في 2013، قبل أن تنخفض المبيعات إلى 13000 عام 2014.

العميد سعد معان المتحدث باسم الجيش العراقي، ذكر أنه يشتبه بأن وسطاء من خارج العراق يقومون بتهريب السيارات إلى داخل البلاد.

ويقر قائلاً: "إننا منشغلون بالحرب على الإرهاب لذا لا يمكننا القول إن الحدود بين العراق وسوريا تحت سيطرتنا، إننا بحاجة ماسة إلى أجوبة".

وفي تصريح لـ"إيه بي سي نيوز"، قالت تويوتا إنها لا علم لها بأي موزعين يبيعون السيارات لداعش غير أنها ستتخذ إجراءات "فورية" إن اكتشفت ذلك مثل إنهاء عقد التوزيع.

متحدث باسم "شركة عبد اللطيف جميل السعودية" الموزع السابق لسيارات تويوتا في سوريا، قال إن كل المبيعات توقفت عام 2012، فالشركة "اختارت وقف كل أنشطتها التجارية في البلاد وقامت بتصفية أعمالها هناك في أكتوبر/تشرين الأول عام 2012".

وقال والاس مدير مشروع مكافحة الإرهاب إن مؤسسته كتبت مباشرة إلى تويوتا في وقت سابق من هذا العام تلح على الشركة بذل المزيد من الجهد لتعقب السيارات التي تصل إلى داعش، مشيراً إلى أن السيارات تحمل أرقام تعريف يمكن تعقبها.

ويضيف والاس: "لا أظن تويوتا تحاول الكسب المادي، لكن الأعين الآن مفتوحة عليهم لذا ينبغي بذل المزيد، وعليهم معرفة كيف وصلت السيارات هناك؟، وعليهم كشف ذلك ووضع حد له وتطبيق سياسات وإجراءات واقعية وفاعلة لضمان عدم رؤية سيارات تويوتا مجدداً في مقاطع فيديو داعش".

وفي وقت سابق من هذا العام قامت تويوتا بالرد على مؤسسة والاس باللهجة ذاتها التي استعملتها للرد على أسئلة إي بي سي نيوز، قائلة إن تويوتا أوقفت مبيعاتها في سوريا منذ عدة سنوات.

وأخبرت تويوتا قناة إيه بي سي نيوز بذلك بعد اجتماع قدم فيه مسؤولون من الشركة موجزاً لفريق وزارة المالية الأميركية، وصفه موظفو الوزارة بأنه اجتماع مفيد".

وقال لويس مسؤول تويوتا بواشنطن بعد الاجتماع: "لا نستطيع الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول حديثنا مع وزارة المالية لأننا لا نريد إفساد مساعيهم لفهم ومنع تسرب السيارات، كما لا نريد الكشف عن تفاصيل قد تيسر للإرهابيين التغلغل داخل سلاسل وكلائنا أو وكلاء السيارات الأخرى".

علامات:
تحميل المزيد