كلُّنا كنا في مثل هذا الموقف. تجد نفسك جديداً على الوظيفة وكل شيء يبدو غريباً: فمكتبك الخالي من الفوضى لستَ تشعر وكأنه بيتُك الثاني؛ حتى النِّكات لا تكاد تتعرف عليها في داخل هذه البيئة الجديدة؛ ولم يخبرك أحد عن شيلا في المحاسبة (وكيف لا ينبغي أن تسأل عن هذا الشيء الذي يخص القطط).
أن تكونَ الوافدَ الجديد في العمل، فهذا يعني تحدياً، ولكن لا ينبغي أن يكون أكثر من عثرة وقتيةٍ في الطريق.
إليكم بعض النصائح المفيدة لعقد صداقات في وظيفة جديدة.
كنْ أنت البادئ
قد يكون ذلك مضادّاً لطبيعتك المتحفظة، لكن في بعض الأحيان كلُّ ما يتطلبه عقدُ صداقة جديدة هو البدء بكلمة "مرحباً". يبدو سخيفاً، نعم؛ ولكن الأشخاص الذين يباشرون عملاً جديداً يكونون في بعض الأحيان خائفين جدّاً، أو خجولين جداً، لأن يقولوا "مرحباً" لزملائهم الجدد. فإنهم يصبحون مألوفين عندما يتوجب عليهم أن يمدّوا أيديهم للمحيطين حولَهم. إن التقرب من الناس يُبدي لهم أنك شخص تَأْلَف وتُؤلَف، وهذا يمنحك فرصة مبكرة للاتفاق على لقاء عشاء مستقبلي.
اجعلْ الآخرين محورَ حديثك
دعونا نواجه الحقائق: كل العاملين بالشركة سيحكمون عليك بطريقة أو بأخرى، فلماذا لا تستخدم المحادثات وسيلةً لإعادة توجيه دائرة الضوء؟ اطرحْ على زملائك الجدُد أسئلة عن المدة التي عملوها في هذه الوظيفة، وعن أدوارهم المنوطة بهم في الشركة، وعن الفريق الذي يشكلون جزءاً منه؛ راعِ فقط أن تكون أسئلتُك مفتوحةً غيرَ محددة؛ فهذا يجعل المحادثة تأخذ في الاستمرار. فأغلب الأشخاص يطيبُ لهم التحدث عن أنفسهم، كما ستكتشف؛ وفي الأعمّ الغالب سوف يسألونك أنت أيضاً أسئلة مماثلةً بدورهم.
اعثرْ على نقاطٍ مشتركةٍ بينك وبين الآخرين
إنّ طَرْح الأسئلة على زملائك له تأثير أكبرُ من مجرد بدء محادثة بسيطة، كما أن هذا يبدو بمثابة مهمة استطلاعية. فهذه ستكون طريقتَك لاكتشاف نقاطِ اهتمامٍ مشتركة مع الآخرين. فهل يشجع بوب في قسم تكنولوجيا المعلومات فريقَ الهوكي نفسَه الذي تشجعه؟ وهل إيريكا في قسم الإنتاج تفضل نوعَ الموسيقَى الذي تفضله أنت؟ وهل لِندا في قسم المبيعات عاشقة كبيرة لسمك التاكو؟ فهذه الأسئلة هي مستحِثَّات المحادثة في المستقبَل، وقد تكون هي أساس الصداقات المستقبلية.
وبالمناسبة أيضاً، يمكنك التركيز على مصادر الإحباط المشتركة. فمثلاً، هل تنحشر الطابعة دائماً؟ وهل شبكة الإنترنت أصبحت بطيئة كالسلحفاة؟ وهذه تعتبر مواضيع للمناقشة. عليك فقط أن تكون حذراً؛ لتجنب مصادر الإحباط التي يمثلها بشر حقيقيون، هذا إذا كنت لا ترغب في أن يُشاع عنك أنكَ مغتابٌ نمّام.
كنْ حاضراً
ربما تكون مُصاباً بِداءِ النشر على موقع إنستغرام في ساعات الغداء، لكن حاول أن تقاومَ تلك الرغبة عندما تكون مع زملاء العمل. كنْ فرداً في المحادثة وحاضراً فيها. أما أن تعزلَ نفسَك أو تنشغلَ بهاتفك، فقد يُفهَم منه أنك لا تهتم بالآخر، وهذا أمر قد يُرَدُّ لك بالمِثل. فحاول أن تجتهد في مشاركة الآخرين، وسوف ترى أنهم سيردّون لك هذا الجَميل.
شاركْ في الأحداث المقامة خارج مكتب العمل
قد تجد أنه من الغريب أن زملاءَك نظّموا نزهة لممارسة الرماية (أو ممارسة الرماية بالفأس في فترة ظهيرة يوم السبت)، فدعْ عنك جانباً الأحكام المسبقة. إن قضاء الوقت مع زملاء العمل خارجَ أوقات العمل هو أسرع وسيلة لعقد صداقات دائمة.
بالإضافة إلى أنّ هذه الرحلات تشتمل غالباً على مجموعة من المشروبات وكرم الضيافة، وهي أمور تجعلك تشعر بالراحة والانسجام. لكن تأكد من عدم الإفراط في المشروبات المُسكِرة (لا سيما إنْ كنت ستمارس رماية الفأس). كما أنك لا ترغب فعلاً في أن تكون معروفاً بهذا الأمر.
اطلب المساعدة من الآخرين
كثير من الموظفين الجدُد ينسون أنهم يمتلكون أفضل وسيلة لتقريب العلاقات: وهي جهلُهم. نعم، قد يبدو هذا غير منطقي، ولكن حقيقة أنك لا تعرف ما تفعله يُعد ميزةً حقاً؛ فيمكنك أن تسأل زملاءَك الجدد عن أي شيء (من طريقة حفظ الملفات إلى أقرب موقع للمرحاض)، واعلم أنها أسئلة مقبولة تماماً، حتى إنها تشجع على عقد العلاقات.
لذا، لا تترددْ في طرح أسئلتك "البسيطة"، فهي فرصة للتحدث مع الناس وتعلُّمِ بعض الأشياء. ولكن عليك أن تعلمَ علمَ اليقين أنه عندما يحتاج زملاؤك إلى المساعدة في شؤونهم (ومن المفترض أن يكون الأمر أكثر تعقيداً بالطبع من العثور على مرحاض)، فأنت على استعداد لردِّ الجَميل.
قد يراودك شعورٌ بأن عقد صداقات جديدة ونحن نتقدم في السنّ أمرٌ يزداد صعوبةً مع تقدمنا في العُمر، وخصوصاً عندما ننتقل إلى شركة جديدة؛ ولكن إذا كانت هذه الأفكارُ السابقةُ منكَ على ذكرٍ وتمكثُ لديكَ بقُرْبٍ، فأنتَ تعرف جيداً من أين تُؤكَل الكتف.
فتمتع بالأمر!
– هذا الموضوع مترجَم عن النسخة الكندية لموقع "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.