قطار مزيّن بالأشرطة الملونة.. وبهجة تغمر الحضور الواقفين على رصيف الانتظار.. بينما العروس بفستانها الأبيض تتأبط ذراع عريسها الذي بدا عليه الجدية والاهتمام وهو يجد كل هذه العدسات مركّزة عليه هو وعروسه، وسط حشدٍ من المسؤولين والمهنئين، ومع صوت الصافرة التقليدي ليدعو الجميع لركوب القطار لينطلق الزفاف الأول من نوعه من محطة مترو الحاج عثمان بمدينة إسطنبول التركية.
قد تبدو الفكرة غريبة نوعاً ما، لكن ماذا لو علمتم أن بلدية مدينة إسطنبول قامت بالاحتفال وعقد قران أول عروسين تركيين في إحدى محطات المترو بالمدينة إيذاناً ببدء تطبيق القرار الذي أصدرته قبل أيام، والذي يقضي بالسماح للراغبين في الزواج بإقامة حفلات زواجهم في محطات المترو المنتشرة في أحياء إسطنبول.
وجعل العروسان، ألبر أودباش وياشيم ديميراي، من حفل زواجهما مناسبةً يشاهدها الأتراك بشغف عبر شاشات التلفاز، حيث انطلق القطار من محطة الحاج عثمان في مدينة إسطنبول برفقة عدد كبير من المسؤولين الأتراك إلى جانب حشد كبير ضمَّ عائلات العروسين وعدداً من المواطنين الذين تواجدوا في المكان وصولاً لمحطة "خليج القرن الذهبي" ذات الإطلالة على الخليج، والواصلة بين منطقتي الفاتح وبي أوغلو.
وفور وصولهما عقد العروسان قرانهما أمام عدسات الصحفيين، فيما ضمت لائحة الشهود على عقد قرانهما كلاً من: قاسم متلو المدير العام لمترو إسطنبول، وصالح بيراكتار أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية التركي.
وفي تصريحه لوسائل الإعلام أكد متلو أنهم يخططون للاحتفال بباقي العرسان في محطات أخرى.
أما العريس ألبر أودباش، الذي يعمل في إدارة الضرائب منذ 5 سنوات، فأكد أن فكرة إقامة حفل الزفاف في المترو بدأت عندما أخبر مديره في العمل بقرب موعد زواجه، ليشجعه الأخير على المضي قدماً في تنفيذ فكرته الغريبة، على حد قوله.
وأكد ألبر أنهم شعروا بسعادة غامرة، مضيفاً أنه يحب تنظيم المفاجآت والأفكار الغريبة من نوعها.
الجدير بالذكر أن القرار ينطبق أيضاً على مترو الأنفاق مرمراي، الذي يربط شقي مدينة إسطنبول الأوروبي والآسيوي بنفق تحت مضيق البسفور.