بالنسبة لكثير منا، تبدو علاقاتنا العاطفية بمثابة كتاب مفتوح، وإذا خضنا شجاراً مع شركائنا العاطفيين، نلجأ فوراً إلى أحد أصدقائنا للتنفيس عن غضبنا.
وإذا ما حدث لنا أمر جيد، لا نمكث طويلاً قبل أن نتأكد من أن الجميع قد علم بالأمر. ولكن، على الرغم من كون ذلك أمراً شائعاً، إلا أنه لا يعني بالضرورة أنه شيء صحيح أن نشارك أدق تفاصيل علاقاتنا الشخصية.
وهذه أبرز الموضوعات التي لا يجب أن تُشارك الآخرين فيها، أو تتحدث إليهم وتطلب المشورة فيها
1- كل المشاجرات الصغيرة
عندما يغضبك شريكك العاطفي، يصبح من المغري جداً أن تهرع سريعاً إلى أصدقائك وأفراد عائلتك، ومن ثم التنفيس عن كل ما يجول داخلك.
ولكن إذا ما كانت مجرد مشادة يومية سخيفة، جرِّب ألا تفعل، تقول كمبرلي هيرشنسون، المعالجة النفسية المعتمدة في مدينة نيويورك لموقع Bustle، إن "الحديث عن الشجارات التي تحدث بينك وبين شريك حياتك، سوف تتسبب في وقوف الآخرين إلى جانبك، وعدم إسداء نصائح محايدة وغير متحيزة".
وتضيف قائلةً إن ذلك، "سيعطي الآخرين صورة سلبية عن شريك حياتك، لأنهم قد سمعوا القصة من جانب واحد فقط". ويصبح بعد ذلك من الصعب التراجع عن هذه الرواية.
2- كل الأشياء الرائعة في حياتك الجنسية
عندما تكون حياتك الجنسية رائعة، تود لو تستطيع أن تخبر الجميع بكل التفاصيل.
ولكن على الرغم من أن كل شيء إيجابي وجدير بالتفاخر، إلا أنه لا بد من الاحتفاظ بهذه الأمور بينك وبين شريكك فحسب، يقول المستشار الروحاني ديفيد رابابورت لموقع Bustle:، "إذا كنت في علاقة عاطفية، وتكنّ الاحترام لشريك حياتك، يجب الحفاظ على خصوصية ما يحدث بينكما في غرفة النوم، وعدم مشاركة الكثير من المعلومات مع الآخرين، لأنه من الأفضل عدم التفوه بأي تفاصيل في هذا الأمر".
3- تلك الأشياء الفظَّة التي يتفوه بها شريكك
في الوقت الذي يجب ألا تُبقي المشاكل المستمرة طيَّ الكتمان، خاصةً إذا كنت تعاني من الإيذاء الذهني أو الجسدي أو العاطفي، فمن غير الصحي أيضاً أن تفضح بعض الأمور البسيطة الخاطئة التي يفعلها شريكك.
فقد صرَّح مونتينجوس جاكسون، مستشار الصحة العقلية المعتمد لموقع Bustle قائلاً: "أحب أن أخبر الأزواج الذين أعمل معهم، أن يُبقوا الغرباء بعيداً، وأقصد بالغرباء أولئك الأشخاص الذين لا يمتون لهذه العلاقة بصلة".
ويضيف قائلاً: "أعمل مع زوجين دائماً ما يقوم الرجل بظلم زوجته لصالح عائلته، ورغم ذلك يعتقدون هم أنها أسوأ شخص على الإطلاق، والسبب في ذلك، أنه كان يهرع إلى عائلته في كل مرة ينشب بينهما خلاف ما". إنه أمر سيئ بكل المقاييس.
4- كل الأمور الخاصة التي عرفتها عن شريك حياتك
إنك تعلم كافة الأسرار عن شريكك، التي لا يريد أن يعرفها أحد؛ لذا لا تخبر أحداً عن تلك الأسرار، حتى ولو كان أقرب أصدقائك.
تقول الدكتورة نيكي مارتينيز، المتخصصة في الطب النفسي لموقع Bustle: "من المفترض أن تكون كاتم أسرار شريكك"، ويجب أن تكون ذلك الشخص الذي يخبره شريكه بكل شيء وهو مطمئن أن كل ما أدلى به لن يفتضح.
5- الخطط المستقبلية الخاصة بك
في حين أنك لست مضطراً إلى الاحتفاظ بالأخبار الكبرى طيّ الكتمان، يجب أن تفكر مرتين قبل مشاركتك الآخرين معلومات حول تلك الخطط المستقبلية المرتقبة.
يقول رابابور، إنه قد يرغب بعض أفراد العائلة أو بعض الأصدقاء ذوي النية الحسنة بتقديم النصح والمشورة، إلا أن هذه النصيحة قد تكون أنانية في بعض الأحيان؛ لذا يجب أن تؤدي ما عليك من واجبات في هذا الصدد من أجل أن تتوصل للأفضل لك ولشريكك.
كما أن لدى العديد من الناس بعض الأفكار العميقة عن كيفية سير العلاقات العاطفية؛ لذا إذا كان ثمة خطط شخصية تخصك وحدك -مثل قضاء إجازة خاصة على سبيل المثال- يجب أن تكون على استعداد تام لاحتمالية عدم تقبل الآخرين لتلك الخطط.
6- أي مشكلات مالية أو تحديات بالعمل
إن اتِّخاذكما أنتما الاثنان لقرار معالجتكما للمسائل المالية معاً، سوف يكون علامةً فارقةً في علاقتكما؛ لذا فإنكما لستما في حاجة لنصيحة أو رأي أي شخص آخر قد يؤثر بالسلب عليكما.
يقول رابابورت لموقع Bustle: "إذا واجهتك بعض المشكلات المتعلقة بالادخار والإنفاق، فإن آخر ما تريد فعله هو مشاركة هذه المعلومات مع أي شخص آخر".
كما أنه ليس من الضروري أن تشارك الآخرين كل تفصيلة صغيرة تخص الكفاح المهني لشريك حياتك. فوفقاً لما أخبرني به رابابورت، فإن هذه الأمور يجب أن تُناقش ويُخطط لها فيما بينكما فقط، ما لم تكن هناك ضرورة لاستشارة طرف آخر خارجي بالطبع.
7- المشكلات الأسرية و/أو الصحية التي تبدو خاصة
ما لم يكن شريكك يتمتع بشخصية منفتحة، وعلى استعداد لمشاركة الآخرين، حاول بكل ما أوتيت من قوة أن تحتفظ بمشكلاته الخاصة فيما بينكما.
تقول مارتينيز "إذا كان شريكك يعاني من بعض المشكلات الأسرية، أو من بعض الأزمات المالية، أو من أي ضغوطات حياتية قد تبدو شخصية بأي شكل من الأشكال، يجب أن تراعي حدود خصوصياته، وألا تخون ثقته".
قد يختلف ما يمكن وما لا يمكن مناقشته من زوج إلى آخر، إلا أنه في معظم الأحيان لا بد من الاحتفاظ بالأمور الخاصة طيَّ الكتمان قدر الإمكان.