مع طلوع الشمس، أدرك محمد الشاب الهزيل ابن الـ27 عاماً الحقيقة المرّة من حوله وهو قابعٌ في زورق طواف في البحر الأبيض المتوسط، فالأمواج تتلاطم من كل جانب ولا أثر يُرى لليابسة.
كان محمد قد ركب على متن القارب المطاطي مع 50 مهاجراً آخر من بلده سوريا رغم أن حمولة القارب لا تتسع سوى لنصف هذا العدد، وهاهو الآن تحت رحمة أمواج تتقاذفه لساعاتٍ طوال بعدما توقف المحرك عن العمل ليلاً.
دسّ محمد – الذي غيرنا اسمه الحقيقي حرصاً على هويته – يده في جيبه وأخرج هاتفه الذكي الذي كان قد تلقاه مع هاتف آخر هديةً من ابن عمه، والذي كان يومها ابن العم قد اقترح عليه أن يرهنهما مقابل مبلغ من المال.
كان الهاتف ملفوفاً بطبقات من أكياس البلاستيك القابلة للإغلاق – فكرةٌ خطرت لمحمد لمنع وصول البلل إلى الهاتف. وهنا لمعت أمامه بارقة أمل بل معجزة: رأى أعلى يسار شاشة الهاتف خطاً مستقيماً من النقاط تشير إلى أن الهاتف قد التقط إشارة تغطية هاتفية رغم دوامة الأمواج.
كان يوماً من آخر أيام أغسطس/آب، وكان هاتف محمد الوحيد الذي التقط إشارة التغطية من بين جميع هواتف المهاجرين الموجودين معه على الزورق.
حظه السعيد هذا كان بفضل حركة ذكية كان محمد قد قام بها من قبل لتحسين خدمة هاتفه أثناء السفر، فبعد أن اشترى من دمشق شاحناً ببطارية من أجل الشحن أثناء التنقل، قام محمد بشراء بطاقة انترنت من شركة اتصالات Turkcell التركية في مدينة إزمير التي كان قد عرج عليها أثناء رحلة خروجه من سوريا. وكما أخبرنا ممثل لشركة Turkcell، فإن خطوطها تعمل بشكل طبيعي دون مشكلة على سطح البحر حتى لو ابتعد المستخدم 50 كيلومتر عن أقرب برج تغطية.
لحظةَ رأى محمد إشارة التغطية كان يخال نفسه ورفاقه تائهين في عرض البحر، لكن الحقيقة أن القارب لم يكن يبعد سوى 8 كيلومترات عن الساحل التركي.
الاتصال بالانترنت طوق نجاةٍ حقيقي للمهاجرين، ورغم أن فِرق إغاثة المهاجرين السوريين لم تصرح رسمياً بعد، إلا أن الفرق العاملة على اليابسة ترى في التكنولوجيا مادة غوث أساسية لا غنى عنها تماماً كالطعام والملابس الدافئة، فقد ذكر هؤلاء أن المهاجرين يحتاجون الهواتف لدى وصولهم إلى اليابسة كي يهتدوا أثناء تنقلهم بين محطات الباص المختلفة.
وقال بول دونوهو، المدير الصحفي في اللجنة العالمية للإغاثة، إن الهواتف أداة أساسية لبقاء المهاجرين على قيد الحياة أثناء عبورهم المحفوف بالمخاطر لمياه البحر من تركيا إلى اليونان، وهي رحلةٌ حصدت أرواح 3000 شخص في العام 2015 وحده وفق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (والدراسة نفسها تشير إلى أن الذين غامروا بحظهم في هذه الرحلة وصل عددهم نصف مليون شخص هذا العام).
وقال دونوهو الذي زار ليسبوس في اليونان من فترة قريبة إن خفر السواحل اليونانية تردهم أعداد مهولة من اتصالات WhatsApp الآتية من مهاجرين تقطعت بهم السبل في البحر.
أما أن يكون لديك هاتف مزود بكاميرا فذلك قد يكون الفيصل بين الحياة و الموت، ففي مقابلة شخصية قصّ أحد المهاجرين على دونوهو قصة مذهلة عندما اتصل بخفر السواحل من وسط الماء فطُلِبَ منه أخذ صورة لإثبات أنه ومن معه مهاجرون على متن زورق.
يقول دونوهو معلقاً، "التجاوب مع خفر السواحل في المكالمة أمرٌ مطلوب".
تطبيقات هواتف للإنقاذ!
ومع اقتراب حلول الظلام ازداد يأس محمد وجرأته معاً، فعمد إلى فتح تطبيق Maps.me وهو تطبيق لتحديد الموقع الجغرافي لمستخدم الهاتف يعمل دون الحاجة للاتصال بالانترنت.
وبالرغم من أن أكثر مستخدمي هذا التطبيق الذين ينصحون باستخدامه ويبدون رأيهم فيه على موقع iTunes هم من العرسان في شهر العسل وهواة المغامرات المشغوفين بالتوغل واستكشاف مجاهل الطبيعة، فإن السوريين والأفغان تحديداً لعلهم أكثر المستفيدين من خدمة هذا التطبيق في الوقت الراهن أثناء رحلة فرارهم من بلدانهم.
وكما قال محمد، فإن ميزة الإحداثيات الجغرافية في التطبيق تمكن المستخدم من تحديد خط الطول والعرض عنده في أي مكان من العالم، وهي ميزة هامة جداً للمهاجرين الذين التقاهم محمد على طريق الخلاص نحو قبلتهم الألمانية.
وصباح ذلك الخميس، فتح محمد متصفح الانترنت على هاتفه الجوال بينما كان كل من حوله يغط في نوم عميق ووسط رائحة القيء التي ملأت أجواء القارب بعدما ترنّح صراعاً مع الأمواج.
كان رأسه وسط دوامة من الدوار لأن مفعول الحبة المضادة للدوار التي كان قد تناولها بدأ يزول تدريجياً – كان قد أعطاها له طبيب أطفال سوري اسمه خالد عط، وهو الصديق الوحيد الذي رافقه على متن القارب فضلاً عن أخيه بجانبه.
وقد أكد هذا الطبيب السوري الذي تحدث مع "هافينغتون بوست" عبر الهاتف من ألمانيا أن دوار البحر أصاب كل من في القارب وكيف ضرب العطش الشديد معظم الركاب، حتى أن عط نفسه أصيب بدوار بحر حاد. يذكر عط بضعة تفاصيل عن الرحلة وبكاءه عدة مرات عندما اشتد الكربُ وظن أنه لن يرى والديه ولا أخواته من جديد.
كانت خطة محمد محددة: تحديد إحداثيات موقعه بالضبط، ثم الاتصال بالسلطات اليونانية وطلب النجدة، فإن لم تفلح الخطة يلجأ في النهاية إلى الاتصال بالشرطة التركية وتسليم نفسه، فالسجن في تقديره يظل أرحم من الموت.
لكنه عندما فتح نافذة على هاتفه لاستخراج أرقام الهواتف استعصى تحميل الصفحة، فقام بفتح فيسبوك ووجد صفحته عليه طبيعية كما في دمشق، وهنا قام بكتابة رسالة على حائط صفحته هناك يقول فيها أنه عالق في مكان ما بين تركيا واليونان وطفق يدخل صفحة لمجموعة مغلقة على فيسبوك مخصصة للمهاجرين السوريين فقط يبلغ عدد أعضائها 18 ألفاً، وأخذ ينشر عليها لـ 8 دقائق متواصلة دون كلل ولا ملل إحداثياته حسب تطبيق Maps.me. كما عمد إلى تحديث حالته على فيسبوك برسالة النجدة SOS في كل دقيقة.
كان محمد الذي عمل سابقاً في دمشق DJ لأقراص وسيديات الأغاني كان قد أنشأ علاقات صداقة مع أناس حول العالم على فيسبوك، وكان بعضهم مستيقظاً في تلك الساعة. قام البعض بضغط زر "الإعجاب" بحالته، ثم بدأ العشرات بالتعليق عليها مكتفين بعبارة "الله يسلمك"، لكن محمد كان يرجو أكثر من ذلك، فقد فكّر بأن اتصالا هاتفياً يجريه شخص ثالث مع السلطات التركية أو اليونانية قد يؤدي إلى إنقاذه خاصة أن لديه إحداثيات موقعه بدقة.
وفي الساعة 8:08 صباحاً كتب رسالة خاصةً لثلاثةٍ من أولاد عمه المقيمين في أميركا عبارة عن أسطر تحمل إحداثيات موقعه وعبارة "النجدة!" وبعد دقيقة أرسل إحداثياته في رسالة خاصة على حدة إلى ابنة عمه دانيا كاثلين، وهي نصف سورية تعيش في هاواي كان قد التقاها شخصياً مرة في حياته لكن طيبتها تركت أثراً طيباً في نفسه.
لجأ محمد إلى زر الهاتف المتاح على فيسبوك وكم كانت دهشته وفرحته غامرة عندما سمع الهاتف يرن في أذنه، لكن دانيا لم ترد. كان التوقيت في هاواي حوالي 13 ساعة قبل توقيت محمد، أي الساعة 7 بعد ظهر الأربعاء. كرر المحاولة لكن هذه المرة بإرسال رسالة إلى مجموعة من أبناء عمه تضم دانيا وأخاها عمر ياسين في العاصمة واشنطن. ونحن هنا نذكر هذين الشخصين بأسمائهما الأولى والوسطى حرصاً على سلامة اسم العائلة.
كلمة واحدة كتبها محمد في رسالته: "ساعدووووووووووني!" بـ 10 واوات.
ابنة عمه دانيا فتاة تبلغ 28 من العمر، تبدو بغمازتها وشعرها الذهبي كفتاة إعلانات للحياة الراغدة في هاواي. كانت في تلك الأثناء تجرب ثوب سباحة بكيني في متجر Rip Curl وسط شاطئ وايكيكي البحري في هاواي. وعندما حانت منها التفاتة إلى هاتفها وهي في غرفة تجربة الثياب شعرت فجأة بهول المسافة كأن ملايين الكيلومترات تفصلها عن محمد.
في غضون دقائق وقفت دانيا وسط مفرق طرق مزدحم وألصقت هاتفها بأذنيها. اتصلت بمحمد الذي أجاب اتصالها. تقول دانيا واصفةً اللحظة بأن صوت محمد بدا كما في فيلم، فقد كان يصرخ طالباً النجدة، فأسرعت دانيا لتسأله أكبر قدر ممكن من الأسئلة: أين أنت؟ هل يغرق القارب؟ بمن أتصل للمساعدة؟ وطمأنته أن كل شيء سيكون على ما يرام وأنهم سينقذونه، فتحلّ بالشجاعة وكن قوياً وابقَ في القارب، ثم أغلقت السماعة بأسرع ما في وسعها دون أن تدري ما الخطوة التالية لكن على يقين بأن الوقت ليس في صالحهم.
في تلك الأثناء ظل محمد يفكر ويتمعن بأفضل الفرص لديه للنجاة. بدا لوهلة أن رفاقه على فيسبوك هم كل أمله، وتساءل إن كانوا يظنونه يمزح، خاصة وأن ذلك كان على الدوام أسلوبه، فجميع مشاركاته على فيسبوك كانت لقطات فيديو طريفة أو صوراً له وهو يقوم بحركات مضحكة أمام الكاميرا. أراد محمد أن يدرك الجميع أنه كان جاداً هذه المرة.
وفي الساعة 8:18 صباحاً بتوقيته نشر محمد صورة سيلفي له على صفحته بفيسبوك قام بالتقاطها قبل لحظات، وتظهر الصورة وجهه ومن خلفه البحر الأزرق المتلاطم، كما نشر محمد صورة للزورق الممتلئ بالرجال والنساء الذين علت وجوههم نفس أمارات الخوف واليأس. في ذلك الوقت كان كثيرٌ من ركاب الزورق قد استيقظوا ويعوّلون عليه ليجد لهم قشة أمل يتمسكون بها من أجل النفاد بجلدهم.
كان محمد وأخوه يغامران على متن القارب هرباً من المصير الذي ينتظرهم في الخدمة العسكرية في جيش بشار الأسد. لكنه وسط هذه المعمعة والكربات المحدقة بهم من كل جانب تيقن أنهم مشرفون على الهلاك لا محالة، فكتب في يأس مع صوره الكلمات التالية: "سامحونا إن غرقنا".
عندما لا تدري ماذا تفعل، اسأل ماما
وبعد 3 دقائق تلقت ماريبث كيلي، مديرة المشاريع المتقاعدة في صندوق النقد الدولي، رسالةً "لا أمّ في العالم تريد أن تقع عليها عيناها" كما قالت لـ "هافينغتون بوست" على الهاتف من منزلها في بوزيتانو بإيطاليا.
فبعد أن جربت دانيا حظها مع أبناء عمها وأخيها دون جدوى (لأن فرق التوقيت كان شاسعاً)، قررت أن تقطع الأمل من أبناء العم الذين كان محمد يعوّل عليهم. وبسرعة كتبت دانيا بسرعة جنونية رسالة إلى أمها: "ماما!!! الحقيني! اتصلي بي!".
على مدى 31 عاماً من تاريخها المهني في الإشراف على البناء مع صندوق النقد الدولي، كانت كيلي قد واجهت الصعاب على مستوى العالم من حرائق مشتعلة في روسيا إلى مشاريع عقارية تربو قيمتها على مليارات الدولارات. وحالما كلمت ابنتها دانيا المذعورة تحركت فيها مواهبها في مواجهة المجهول. وعلى الفور هرعت وزوجها بوب – زوج أم دانيا- إلى جوجل وحددا أن أقرب يابسة إلى موقع إحداثيات محمد كانت جزيرة كيوس اليونانية.
وبينما هما منهمكان في العمل، كانت دانيا تعاود الاتصال بمحمد من جديد. بدا صوته لها مختلفاً هذه المرة، أكثر استسلاماً وأكثر بعداً "كأنما أسقط في يده" تقول دانيا. كما أن كلماته لم تكن متسقة مع بعضها فقد كان ما يزال يطلب النجدة لكن كلماته بدت كمن يقرأ كتابة بصوت عالٍ: "ساعدوووووووني أرجووووووكم"، فأخبرته دانيا أنهم سيساعدونه وينقذونه رغم أنهم لا يعرفون كيف، فقام بإرسال إحداثياته الجديدة لها بعد المكالمة.
بعد دقائق قليلة تمكن بوب من استخراج رقم هاتف خفر سواحل جزيرة كيوس والذي كان – ويا للمعجزة الإلهية – مكتوباً بالإنكليزية، كما أن الموظفة التي تحدثت إليها كيلي على الطرف الآخر من الهاتف تحدثت الإنكليزية أيضاً. وهكذا بعدما قامت الموظفة بتسجيل إحداثيات محمد أكدت لكيلي أن خفر سواحل كيوس سيجدون القارب بلهجة كلها ثقة: ثقة شخص لطالما عرف مواقف كهذه وجابهها.
خلال نصف ساعة بعد سؤال دانيا الأخير، أعلمَ خفرُ سواحل جزيرة كيوس الرجلَ الذي اتصلت به كيلي أنهم رأوا القارب. مغمورةً بالسعادة، استمرت دانيا في إرسال الرسائل إلى قريبها. "يقولون أنهم يرونك/ لقد وجدوك. سينقذونك". كتبت على صفحة فيسبوك الخاصة بمحمد طلباً: خفر سواحل اليونان يقولون أنهم أنقذوك. رجاءً أكِّد الخبر". لم يرد عليها. كان يغفو بين الفينة والأخرى بسبب دوار البحر.
استمرت دانيا في كتابة الرسائل. في الساعة التاسعة وأربعين دقيقة، أجاب محمد على سؤال دانيا الأخير: "هل أنت بخير؟". كان الجوابُ كلمةً لم ترد سماعها: "لا". أرادت أن تعرف السبب لكن رجاءه القديم عاد ليظهر: "ساعدوني".
حانقةً، تجاهلت دانيا إرشادات قسم خفر السواحل بأن تنتظر اتصالهم، فاتصلت بجزيرة كيوس نفسها. أخبرها مشغّل القسم أن خفر السواحل قرروا أن قاربهم لا يستطيع التغلب على الأمواج، فعادوا ليأخذوا قارباً جديداً قوياً يعودون به للعثور على قارب محمد.
الآن، كان بمقدوره رؤية اليابسة: الأمل. قفز من القارب، مؤمناً أنه يستطيع أن يسبح ويجرَّ القارب إلى الشاطئ. قفز بعض الركاب إلى الماء لمساعدته. من بقي في القارب كانوا أولئك الذين لا يستطيعون الحركة، طفلٌ عمره 40 يوماً، وصديق محمد، خالد الطبيب.
يقول محمد أنه أخبر خفر السواحل أن ينتظروهم على اليابسة، متشامخاً على طلب المساعدة من أناسٍ شعر أنهم سيتفرجون على الركاب وهم يغرقون. قُربُ اليابسة كان سبباً إضافياً لثقته بأنهم سينجون. الموج والريح اللذان عذّبا الركاب يعملان الآن لصالحهم، يدفعانهم أقربَ إلى الشاطئ. كل من على القارب وصل إلى الرمال.
بعد الوصول إلى اليابسة، علم محمد من خفر السواحل أنهم انجرفوا إلى الشمال من كيوس. كانوا قد رسوا على جزيرة باساس، وهي جزيرة صغيرة يشبه شكلها المسدس ولا يقطنها أحد. بسبب هذا الانحراف عن المسار، لم يستطع مكتب خفر سواحل كيوس تزويد "هافينغتون بوست" بوثيقةٍ مكتوبةٍ تبيّن وقت الوصول، رغم أن عامل القسم ادعى أنه يتذكر قصة وصول القارب بسبب الرضيع الذي كان على متنه.
من باساس، نقلهم خفر السواحل إلى كيوس على متن القارب الذي عادوا به، وذلك بحسب ما ذكره محمد. حين وصل إلى جزيرة أكبر، وجد غرفة في فندق صغير. استعمل مجفف الشعر ليجفف جهاز الآيفون، وبحلول مساء الجمعة كان قد عاد إلى فيسبوك مسنجر، يخبر دانيا عن وسادته في معسكر اللاجئين الأول الذي يسكنه. أخبرها كيف جذَّف هو وزملاؤه نحو ذاك الشاطئ الذي بدا كالسراب بكل ما يستطيعون من قوة، دافعين أذرعهم في المياه وكأنها مجاذيف قبل أن تستغرق أجسادهم كلها في الحركة. بدا له أن فيسبوك أبقاهم أحياء، أوصلهم إلى وعدٍ بالحياة.
"استعملنا أيادينا. سأرسل لكِ صوراً لمسكننا الحالي"، هكذا كتب محمد.
– تمت ترجمة هذه المادة من النسخة الأميركية لـ "هافينغتون بوست". يمكنك الاطلاع على النسخة الأصلية من خلال الضغط على هذا الرابط.