أدان رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو الاثنين 5 أكتوبر/ تشرين أول 2015، انتشار مقطع فيديو يظهر فيه ما تبدو أنها جثة مقاتل كردي تسحل في الشوارع وقد ربطت من الرقبة في مركبة مدرعة تابعة للشرطة وهي صور قد تؤجج التوتر في جنوب شرق البلاد.
وقال "من غير المقبول معاملة أي جثة بهذه الطريقة حتى لو كانت جثة إرهابي."
ولم يؤكد داود أوغلو بوضوح مصداقية مقطع الفيديو أو الصور التي انتشرت بشكل واسع على تويتر.
وصور الفيديو فيما يبدو في إقليم شرناق وهو مركز الاشتباكات منذ انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش وحزب العمال الكردستاني المحظور في يوليو/ تموز الماضي.
أوغلو قال "ستجري وزارة الداخلية.. تحقيقاً شاملاً ليس فقط في الحادث نفسه لكن في الطريقة التي انعكس بها الحادث على العالم."
جر من الرقبة
وظهر الفيديو الذي يظهر المسلح القتيل لأول مرة على الشبكات الاجتماعية. وتظهر فيه جثة ترتدي قميصاً أحمر وسروالاً أسود وقد لف حبل حول العنق. وجرى سحل الجثة عبر الشوارع المظلمة. وبدا أن جزءاً من مقطع الفيديو قد صور من داخل المركبة.
وأعاد صلاح الدين دمرتاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي نشر إحدى الصور في حسابه على موقع تويتر.
وقال في تغريدة "انظروا جيداً لهذه الصورة. التقطت أول (الجمعة) في شرناق. ينبغي ألا ينسى أحدٌ لأننا لن ننسى."
وقال المتحدث باسم الحزب جيم بيكو إنه تم التعرف على جثة الرجل وإنه صهر أحد نواب الحزب.
ومنذ ثلاثة عقود ويزيد يقاتل حزب العمال الكردستاني للحصول على حكم ذاتي أوسع نطاقاً للأكراد وهو مصنف كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
خطأ فادح
ولو تأكدت صحة الفيديو فسيروج له كخطأ فادح للحكومة وقد يفاقم الشقاق بين قوات الأمن وغالبية المجتمع التركي حسبما يقول سليمان أوزيرين الخبير في مجال الإرهاب من مؤسسة الاستراتيجيات والسياسات العالمية.
وقال أوزيرين "قبل عامين لم نكن لنشهد مثل هذه الأعمال، أتمنى أن يكون هذا حادثاً فردياً، حين يقوم أفراد من الشرطة أو الأمن بأشياء كهذه فإنهم يقدمون خدمة لحزب العمال الكردستاني
مقتل 22 من مقاتلي حزب العمال
ومنذ الجمعة الماضي قتلت قوات الأمن 22 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في مدينة سيلفان التي فرض عليها حظر تجول دائم حتى اليوم حسبما أفاد مكتب الحاكم في ديار بكر الذي قال أيضاً إن القوات استولت على مخزونات أسلحة.
وقتل أكثر من 120 من أفراد قوات الأمن ومئات المقاتلين منذ يوليو/ تموز الأمر الذي دمر عملية السلام التي بدأت في 2012 وأثار المخاوف بشأن تأمين الانتخابات البرلمانية المقرر أن تجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.