منذ كشفت نتائج تصويت المملكة المتحدة لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، بدأ الناس بجمع التقارير على وسائل الشبكات الاجتماعية حول حوادث العنصرية.
وتمت مشاركة عدد من الحوادث على الإنترنت لأشخاص تعرّضوا لأعمال عدائية بسبب لون بشرتهم أو خلفياتهم العرقية، بحسب تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، الإثنين 27 يونيو/حزيران 2016.
ومن غير الواضح حتى الآن ما إن كانت نتائج الاستفتاء قد أدت إلى ارتفاع العدائية، أم أنه نتيجة لزيادة تسليط الضوء على تلك الحالات منذ الجمعة يونيو/حزيران 2016.
وعلى أية حال، ترى النائبة عن برمنغهام "جيس فيليبس" أن هناك سبباً وجيهاً للقلق، وقالت في تغريدة على "تويتر" إنها ستطلب تحقيقاً برلمانياً حول القضية.
وعلى تويتر، وصل عدد التغريدات على هاشتاغ #عنصرية ما بعد الاستفتاء إلى حوالي 21 ألف تغريدة بحلول صباح الإثنين 27 يونيو/حزيران 2016، وكانت مجموعة تحمل الاسم نفسه قد أطلقته لدعوة الناس إلى مشاركة تجاربهم بشأن الأحداث العنصرية.
احزموا أمتعتكم وعودوا لأوطانكم!
وقالت شازيا أوان، ذات الأصول الآسيوية والمرشحة البرلمانية السابقة لحزب المحافظين التي عملت في حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي في ويلز (أحد أقاليم المملكة المتحدة)، إنها لاحظت تغيُّراً في سلوكيات الناس بعد تركيز حملة المغادرة على قضية الهجرة في الأسابيع القليلة السابقة لظهور نتيجة الاستفتاء، وأضافت: "عندما كنت في الحملة، وبينما كنت أتحدث مع سيدة سوداء، أتى رجل أبيض ووصفها بالزنجية".
وتعرضت شازيا نفسها لرد فعل عدائي بعد نتيجة الاستفتاء حين غرّدت على تويتر لتعبر عن رأيها حيال الأمر، فقد قالت: "بعد عودتي من الفرز نشرت تغريدة حول ديفيد كاميرون وكونه أقل الأشياء سوءاً فيما يتعلق بحزب المحافظين، ثم تلقيت رداً يقول لي احزمي حقائبك وغادري لوطنك، أنا التي وُلدت في كيرفيلي بـويلز".
وتضيف "لا يعجبني ما يعنيه هذا بالنسبة لنا جميعاً"، كما ترى أن الحكومة ينبغي أن تبذل المزيد من الجهود لمعالجة الآثار السلبية لنتيجة الاستفتاء، وأعربت عن استيائها الشديد "لأن شيئاً خطيراً في هذا البلد قد أُطلق له العنان مع نتيجة الاستفتاء".
وقالت: "جاءت النتيجة كشرعنة للكراهية العرقية لبعض الناس، ورغم كونهم لا يشكلون الأغلبية؛ إلا أنهم أقلية صاخبة متعصبة تؤذي المجتمع بأسره، وهناك فشل من جانب الحكومة في الاعتراف بما يجري، وهو مؤشر يقول الكثير عن حالة السياسة في المملكة المتحدة في الوقت الراهن. لقد دفع رئيس الوزراء البريطاني إلى الأمام نحو أجندة لتماسك المجتمع، لكن فات الأوان لهذا. ماذا يحدث لبلدنا؟ سننظر إلى ما يحدث الآن باعتباره وقتاً مظلماً في المملكة المتحدة، ويخيّل لي أننا نعود بالتاريخ للوراء".
صادق خان خطير
كما أضافت: "رأيت ذلك أثناء حملة صادق خان لتولي منصب عمدة لندن، عندما وصفه بعض قادة حملة الاستفتاء بأنه (خطير جداً) ليكون العمدة، وربما يدفعني هذا إذاً للقول مثلاً إن بوريس جونسون خطير بما يكفي لعدم ترشحه لقيادة حزب المحافظين وتولي رئاسة الوزراء؛ نظراً لاهتمامه بحياته المهنية الخاصة بدلاً من رفاهية هذا البلد".
وكان مراسل الأخبار كيران جنكيز نشر بعضاً من الحوادث التي شهدها، ومنها تغريدة حول "عامل بناء متقاعد في بارنسلي يقول إنه صوّت لصالح (إرسال الأجانب إلى أوطانهم)"، وأضاف: "هذا وقت صعب للغاية على المهاجرين!".
بذاءة
عندما رأت سارة تشايلدز قصص الإيذاء والإساءة على تويتر، قالت إنها تريد تسليط الضوء على القضية، و"توقعت حدوث ذلك لاسيما بعد وجود الكثير من البذاءة والقبح من جانب طرفي حملة الاستفتاء، وعندما رأيت القضية منتشرة على تويتر أردت جمع القصص كلها في مجموعة واحدة".
وأضافت في مزيد من التفصيل حول الحملة: "أنا فتاة بيضاء من أصل بريطاني، وأنشأت مجموعة على فيسبوك بمشاركة عدد من الأصدقاء من أصول هندية وباكستانية". حصلت الصفحة على أكثر من 5000 عضو، وتابعت: "أردنا خلق مساحة للأشخاص الذين يشعرون بعدم الأمان، وجذب الانتباه نحو المشكلة التي فجّرتها نتيجة الاستفتاء، وضرورة التعامل معها إلى جانب القضايا الأخرى كالاقتصاد. وتحدثتُ إلى مجموعة من الأشخاص الذين صوتوا لصالح المغادرة، فقالوا إننا يجب أن نتحرك إلى الأمام ونتجاهل الأمر".
كما أوضحت "من السهل تجاهل قصص الاعتداءات والإساءة المتناثرة هنا وهناك، لكن يبدو ذلك أصعب حين تكون مجتمعة وموثقة في مكان واحد"، وخلصت قائلة: "هذه الاعتداءات تؤذي الناس، ولذا نحن بحاجة إلى معالجة المشكلة".
– هذا الموضوع مترجم عن موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.