قالت وزارة الداخلية البريطانية إنَّها ستُساعِد والديّ الضحية السورية في حريق برج غرينفل للسفر إلى بريطانيا حتى يتمكَّنوا من حضور جنازته بعد توقيع الآلاف على عريضةٍ تُطالِب بذلك.
ودعا أكثر من 66 ألف شخص الحكومة البريطانية لمنح والدي الضحية السورية تأشيراتٍ للسفر إلى بريطانيا، وفق ما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية.
وكان محمد الحاج علي مُحاصَراً في شقته لمدة ساعتين بعد انفصاله عن شقيقه في أثناء الحريق.
وكانت كلماته الأخيرة: "وصل الدخان إلى هنا، وصل الدخان إلى هنا. سنموت. سنموت". وجاءت هذه الكلمات في رسالةٍ أرسلها إلى صديقٍ له في سوريا قبل أن يلقى حتفه، بحسب ما ذكر تقرير سابق لعربي بوست.
ووصفته عائلته بأنَّه "شخصٌ رائعٌ ولطيفٌ جداً". وقالت عائلة الشاب السوري البالغ من العمر 23 عاماً إنَّه جاء إلى المملكة المتحدة حاملاً الكثير من الآمال للمستقبل، وإنَّهم سيفتقدونه كثيراً.
وفي بيانٍ لها، قالت عائلة محمد: "كان محمد شخصاً رائعاً جداً. مَنَحَ الحبَّ للجميع. وقد جاء إلى المملكة المتحدة لأنَّه كانت لديه طموحاتٌ وأهدافٌ لحياته ولأسرته. وجميع أفراد عائلتنا سيفتقدون محمد كثيراً ولن يُنسى أبداً. إنا لله وإنا إليه راجعون".
وقد نجا شقيقه عمر، وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنَّه جاء هو وشقيقه من سوريا سعياً لحياةٍ أفضل.
وتحدَّث أصدقاء عن المفارقة المُتعلِّقة بوفاة محمد، إذ فرَّ مع إخوته من سوريا التي مزَّقتها الحرب، ليموت في منزلهم الجديد في لندن.
وقالت كارين البيروتي: "إنَّهم شبابٌ ودودون وقد هربوا من الجحيم للوصول إلى هنا. اللاجئون السوريون يأتون إلى هنا هرباً من الموت، وليس لملاقاته".
وقد تمكَّن عمر، وهو طالبٌ في مجال الأعمال، من الخروج من برج غرينفيل، ويتعافى حالياً من استنشاق الدخان في المستشفى. وكان الأخ الأصغر هاشم يعيش خارج البرج.
وكان محمد طالباً في الهندسة المدنية بجامعة غرب لندن وكان يُريد استخدام دراسته للعودة إلى سوريا والمساعدة في إعادة بناء وطنه يوماً ما.
وقال عبدالعزيز الماشي، مؤسس حملة التضامن من أجل سوريا: "لقد نجا من الأسد، والحرب في سوريا، للموت في برج في لندن. لا أجدُ كلماتٍ تُعبر عن الموقف".
ووفقاً لصحيفة التايمز البريطانية، فقد مُنِحَ محمد وعمر وشقيقهما هاشم (20 عاماً)، حق اللجوء بعد فرارهم من نظام الأسد، لكن قد يواجه والداهم صعوباتٍ في محاولتهم الحصول على تأشيرةٍ السفر لحضور الجنازة. وقد وقَّع 66634 شخصاً على عريضةٍ كتبها صديق محمد.
وتنص العريضة على ما يلي: "يُقدِّم والدا محمد حالياً طلباً للحصول على تأشيرةٍ طارئةٍ لزيارة عمر ابنهما في المستشفى وحضور جنازة ابنهما محمد. ونحن نريد إيصال أصواتهم إلى وزارة الداخلية حتى نتمكَّن من إقناعها بقبول منح تأشيرة السفر".
وقال متحدثٌ باسم وزارة الداخلية: "لقد أجرينا اتصالاتٍ مع عائلة محمد الحاج علي أمس وساعدناهم في اتخاذ الترتيبات اللازمة لسفرهم إلى المملكة المتحدة في هذه الظروف المُحزِنة للغاية".
وكانت الشقق السكنية تضم ما يصل إلى 600 شخص، وقد تأكدت وفاة 30 شخصاً.
ولا تزال قائمة البحث عن المفقودين في زيادةٍ، إذ بلغ عدد القتلى 30 شخصاً ويُعتَقَد أنَّ عدد المفقودين يصل إلى أكثر من 70 شخصاً، بحسب ما جاء في تقريرٍ لشبكة سكاي نيوز، ويُخشى أنها من ضمن الوفيات.
وهناك 24 شخصاً مازالوا يتلقون العلاج، منهم 12 شخصاً في حالةٍ صحيةٍ حرِجة، وقد جُمِعَ مبلغ 2.8 مليون جنيه إسترليني (3.59 مليون دولار) كتبرعاتٍ للضحايا.