كيف أعرف أن طفلي تعرض للتحرش الجنسي؟ سؤال يطرحه كل أب وأم، خصوصاً أن أغلب الأطفال يخافون إذا حدث لهم شيء كهذا، وبالذات إذا كان الشخص الذي تحرش بهم من أفراد العائلة وله مكانة كبيرة، ولا يمكن الشك في سلوكه من وجهة نظر الأبوين.
وقد عرضنا للأساليب المختلفة التي يستخدمها المعتدي من حيل وترغيب وترهيب للطفل، وسوف نعرض لمزيد منها في حديثنا عن كيفية وقاية أبنائنا وما الذي يجب أن نقوله لهم.
والأخطر أنه في أغلب الأحيان يكون الطفل غير واع لما يحدث، ويحس بأن هذا الأمر شيء جديد يريد اكتشافه فيسكت بدافع الفضول ومعرفة ما سيحدث.
إن ذلك يعتمد على سن طفلك، فأعراض ما بعد التحرش الجنسي عند الأطفال تختلف حسب العمر، ويعد ظهورها من علامات وقوع التحرش، والأعراض التالية قد تتصاحب أو تأتي منفردة:
من سن ما قبل 3 سنوات تظهر الأعراض الآتية:
1. خوف شديد وبكاء بدون سبب واضح.
2. قد يتقيأ الطفل بدون ظهور أي سبب عضوي واضح ويتكرر ذلك.
3. قد تظهر عليه أعراض عدم التحكم في الإخراج، فيشعر بأنه مثلاً قد تحكم وعاد إلى عدم التحكم مرة أخرى.
4. قد تطرأ عليه مشكلة في النوم.
5. تطرأ عليه مشاكل بالنسبة للنمو وذلك بألا يزيد وزنه أو نموه الجسماني.
من عمر 3 سنوات حتى 9 سنوات تظهر أعراض أخرى:
1. خوف من بعض الأشخاص أو الأماكن أو الأنشطة بدون سبب واضح.
2. أن يتخلف الطفل عن مراحل النمو الطبيعي أو ينكص إلى مرحلة عمرية سابقة.
3. يبدأ في المعاناة من مشاكل خاصة بالنشاط تتعلق بالميول الجنسية مثل الاستمناء.
4. يعاني من كوابيس أثناء النوم.
5. يفشل في تكوين أي صداقات جديدة ويتجنب الأشخاص الكبار والصغار.
6. يعاني من مشاكل في التغذية والشهية.
من 9 سنوات إلى ما بعد البلوغ:
1. يعاني من اكتئاب.
2. يعاني من الأحلام المزعجة.
3. تأخر في التقدم الدراسي بصورة واضحة.
4. يعاني من تعاطي بعض الممنوعات (مثل المخدرات).
5. يتصرف بعنف مع من حوله بلا مبررات واضحة.
6. قد يترك المنزل.
7. يضاف إلى ذلك الأعراض نفسها التي تظهر في المراحل العمرية السابقة التي تم ذكرها.
وجدير بالذكر أن الطفل الذي يتعرض للتحرش بمعناه المشار إليه غالباً ما يحدث له، ونؤكد هنا على كلمة "غالباً" ما يسمى بــ "Sexual Arousence"، أي إفاقة جنسية مبكرة، وهو ما يؤدي إلى إصابته بـ "Hyper Sexual Activity" أي نشاط جنسي زائد، والطفل في هذه السن من الناحية العلمية لا يعرف الميول الجنسية بالمعنى المعروف لدى الكبار، لكن يمكن أن يندرج هذا النشاط الجنسي الزائد بما يتبعه من تصرفات تحت ما يسمى بالسلوك السيئ الذي يفعله الطفل مقلداً أو مجبراً دون غريزة حقيقية داخله، فتظهر لديه تصرفات جنسية وقد يتحول لمتحرش كما قد تظهر لديه العديد من الاضطرابات المشار إليها أعلاه.
وفي النهاية نشدد على نقطة في غاية الأهمية فيما يتعلق بكيفية اكتشاف تعرض أحد أطفالنا للتحرش، ويتمثل ذلك في أن يخبرك طفلك بنفسه بالأمر وهذا الإخبار قد يأخذ صورتين:
صورة مباشرة تماماً
وهي أن يصف لك الطفل أن فلاناً قد جرده من ملابسه أو طلب منه شيئاً عيباً أو… الخ من الألفاظ المباشرة التي يجب أن تقابل بالإصغاء الكامل ومعرفة التفاصيل دون لوم أو تأنيب أو صراخ أو انفعال يؤدي إلى تراجع الطفل عما قاله مع الاهتمام التام بطمأنة الطفل وتهدئته.
صورة غير مباشرة
مثل أن يخبرك الطفل أنه يكره فلاناً أو لا يريد الذهاب لزيارته أو لا يريد أن تتركه وحده معه أو لا يريد الذهاب لمكان معين، فلا يجب الضغط على الطفل في هذا الموقف أو الاستخفاف بما يقوله بل لا بد من إعطاء الاهتمام التام بذلك، لأنه يريد أن يقول شيئاً وبمنتهى الهدوء، كذلك يجب أن نسأل مرة ومرة ومرة، لا بمعنى أنه إذا لم يجب في المرة الأولى فلنحترم إرادته في عدم الكلام وعدم الذهاب، ثم نكرر السؤال بطريقة أخرى أو مناسبة أخرى حتى نحصل على الإجابة؛ أي فلنسمع لأطفالنا عندما يخبروننا أو نقلل من أهمية ما يحدث فلعلهم يخبروننا بأمر خطير.
5. آثار التحرش وأضراره
هناك جملة من الآثار والأضرار النفسية والجسمية والمعرفية التي يتعرض لها الطفل بعد وقوعه ضحية لأحد حوادث التحرش الجنسي بالأطفال.
وهذه التغييرات قد يتعرض لها الطفل مجتمعة أو لبعضها، أو يكون تأثير بعضها أقوى من البعض الآخر، كما يتباين تأثير الأضرار نفسها على الأطفال، بل على الطفل نفسه؛ نظراً للعوامل المتعددة، مثل شكل التحرش وعدد مرات تكراره ودرجة قرب المعتدي من الطفل، وكذلك عمره، أيضا مدى معرفة الطفل بهذه الجرائم أو جهله التام، وتأهيل الأهل له بالمعرفة والمهارة للتصدي لها أيضا قوة وشخصية الطفل وقوة علاقته بوالديه وغيرها من العوامل.
الأعراض الجسدية
إن الأعراض الجسدية تختلف حسب اختلاف الفئة العمرية، وتشمل صعوبة في المشي أو الجلوس وأمراضاً وأوجاعاً في الأعضاء التناسلية تتمثل في التهابات ناشئة عن الاعتداء لم تعالج في حينها نتيجة خوف الطفل أو خجله ومعاناته، أو إفرازات أو التعرض لنزيف أو تلوث متكرر في مجرى البول أو في المناطق التي تعرضت للاعتداء وكذلك قد تحدث أوجاع بالرأس أو الحوض.
الأعراض السلوكية
الانطواء والانعزال والانشغال الدائم بأحلام اليقظة واضطراب النوم وكثرة الكوابيس والأحلام المزعجة وتدني المستوى العلمي وعدم المشاركة في النشاطات المدرسية والرياضية والتسرب أو الهروب من المدرسة وتورط الطفل في مسالك انحرافية ضد أبناء صفه، وعدم الثقة بالنفس والآخرين والعدوانية وتشويه الأعضاء التناسلية وتعذيب النفس والرعب والقلق الدائم، وقد تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية استفزازية للآخرين.
الآثار النفسية
المشكلة تكمن في الشعور بالذنب الذي يسيطر على الطفل واتهامه لنفسه بعدم المقاومة، وهذا الشعور هو أبو المصائب النفسية جميعها والتي من الممكن أن تصيبه لاحقاً ما لم يتخلص منه بضرر بالغ.
والغريب أن المجتمع يساهم في تأصيل مثل هذا الشعور وتأكيده عن طريق نظرته إلى ما حدث للطفل المعتدى عليه بأنه فضيحة هو مسؤول عنها، ناهيك عن توبيخ الأسرة له والتي من المفترض أنها مصدر الأمان له ومطالبته بالسكوت خاصة إذا كان المعتدي من أفراد العائلة.
هذا كله يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه وفي أسرته وفي المجتمع بشكل عام الذي لم ينصفه وهو المظلوم المعتدى عليه.
ومرحلة الطفولة تكون من المراحل المبكرة للنمو النفسي لدى الإنسان، وأي اختلال فيها كهذا الموقف يؤدي إلى زيادة إمكانية تعرض هذا الطفل لشتى أنواع المرض النفسي، وقد يسلك الطفل سلوك الجاني نفسه بالاعتداء على آخرين ويمثل ذلك نوعاً من أنواع الانتقام.
6. التعامل مع صدمة الاكتشاف الأولى للتحرش
كيف أتصرف عندما أكتشف أن ابني أو ابنتي قد تعرض أي منهما للتحرش؟
1. عدم استسلام الأهل لتأنيب الذات واللوم، وهو ما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي يجب أن ينال عقابه، فالتكتم والتعتيم على تلك الجريمة يساعد المجرم لعلمه المسبق بتعاون الأهل معه في التعتيم على ما يرونه عاراً، وييسران له أن يعاود فعل هذه الكوارث مرات ومرات في أماكن جديدة مع ضحايا آخرين.
2. الهدوء وعدم الانفعال، لأن الانفعال يوجه في الغالب ضد الطفل المتحرش به (الضحية)، وهذا الانفعال يشعر الطفل بالذنب وأنه المتهم وأنه المخطئ؛ لأن مضمون الانفعال في الغالب ودون أن نشعر يكون فيه توجيه اللوم إلى من هو أمامنا؛ حيث إننا لا نملك الجاني في هذه اللحظة.
3. سيترتب على النقطة السابقة السماع التفصيلي الهادئ من الطفل لما تعرض له، ونقف على عدد مرات الإيذاء والتحرش وكيفيته ومكانه وسبب سكوت الطفل وتعبيره الحر عن مشاعره من خوف وفزع، حيث من الضروري جداً أن يخرج الطفل هذه المشاعر ويفرغ شحنتها التي تملأ نفسه.
4. استعمال لغة الطفل وعدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها؛ لأن راحة الطفل هي المهمة في هذه الأوقات.
5. تصديق الطفل، فقد لا يقول كل شيء، ليس لأنه يكذب؛ بل لأنه خائف، فكلما كانت الثقة قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث.
6. يجب ملاحظة الطفل ملاحظة دقيقة دون أن يشعر، وذلك لمنعه من التعرض لأي مثيرات وتسجيل أي أمر غريب في سلوكياته وتصرفاته مع صرف انتباهه دائماً عند ملاحظته شارداً أو سارحاً ومحاولة حثه على التواجد وسط الأسرة ومنعه من الانفراد ما أمكن.
7. عدم إلقاء المسؤولية على الطفل وإفهامه وإقناعه بمدى تفهمنا لما تعرض له وأنه كان ضحية وتقديرنا لمشاعره الخائفة والفزعة، ولعدم قدرته على إبلاغنا، وأنه هو من يهمنا، وأننا سنعاقب من تعرض له وسنعمل على حمايته بتعليمه كيف يحمي نفسه في المستقبل، وأننا نحبه ونقدره وأنه لا ذنب له فيما حدث، لأنه كان من المفترض أن نعلمه كيف يتصرف من البداية، فنحن مسؤولون معه عما حدث.
8. يجب أن يرى الطفل (الضحية) من قام بالاعتداء عليه (الجاني) وهو مقبوض عليه والإجراءات العقابية متخذة ضده مثل الحبس أو المحاكمة، ولا مانع من أن يسمح للطفل بمواجهة الجاني أو إظهار المشاعر ضده مثل الصراخ في وجهه وإعلان كراهيته له، بل السماح له بضربه إن كان هناك إمكانية لذلك، فهذا يشعره بالقوة ضد هذا الجاني ويتأكد من إيقاع العقاب عليه ويشعره أنه لم يكن مذنباً وأن المخطئ هو هذا الجاني، وأنه يستطيع أن يمارس حياته العادية وهذا جزء مهم من العلاج النفسي.
9. يتم تعليم الطفل كيف يتعامل مع هذه المواقف بشجاعة وبدون خوف ولا تتخذ إجراءات بجعله يشعر بالضعف مثل: منعه من الخروج أو وجود من يصحبه دائماً بل العكس، هو أنه بعد أن عرف كيف يتصرف فنحن نثق به وبقدرته على المواجهة في المرة القادمة.
10. الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير الأمان، فإذا لم يستطع الأهل العمل مع ابنهم الضحية فعليهم أن يطلبوا إشراك أحد من الخارج ولتكن مرشدة مثلاً.
7. إجراءات المعالجة: احتواء الطفل واحتواء المشكلة
ما أجملناه من تصرفات الأهل عند علمهم بما حدث لابنهم / ابنتهم، هو جزء من العلاج؛ لأن الخطأ في التصرف في لحظة الاكتشاف الأول ربما يفاقم الموقف ويجعل علاجه صعباً.
لا بد من عرض الطفل / الطفلة على الطبيب النفسي في هذه المرحلة للتعامل مع ما نسميه تفاعل ما بعد الصدمة، أو مشاعر الخوف والقلق التي تنتاب الطفل بعد مثل هذه المواقف، وعملية إعادة التأهيل النفسي للطفل لدى الطبيب النفسي ليست شيئاً يمكن الاستغناء عنه أو التعامل معه على أنه شيء إضافي، وذلك لأن الآثار النفسية المترتبة على التحرش لو تركت دون علاج نفسي علمي محترف فإنها تبقى مع الطفل طوال عمره تعذبه وتؤثر في حياته، في حين أنها لو عولجت في وقتها لزالت كل الآثار ولأصبح الأمر مجرد ذكرى مؤلمة يتذكرها الشخص دون أن يكون لها تأثير سلبي عليه والعلاج في هذه الحالة يشمل:
1. أن يحكي الطفل للطبيب الوقائع المؤلمة التي تعرض لها ويحدثه عن كل مشاعره ومخاوفه ويخرج كل ما لا يريد تذكره، وبذلك لا يحتفظ بها الطفل داخله ولا تظهر له على هيئة كوابيس في أحلامه ولا يستعيدها كصور بالنهار.
2. يقوم الطبيب بعمل برنامج سلوكي متدرج لإعادة الطفل إلى نشاطاته الطبيعية التي توقفت بسبب تجنبه للمواقف أو المواقع التي تعرض فيها للتحرش أو الاعتداء، ويكون ذلك بعمل سلم للمخاوف والمواقف يصعده الطفل تدريجياً بمساعدة ذويه والطبيب.
3. يتابع الطبيب بشكل دوري ما تبقى من آثار للحادث في نفس الطفل ويتعامل مع كل مشكلة على حدة، فلو كان هناك تبول لا إرادي يتم عمل البرنامج السلوكي لعلاج ذلك، ولو كان هناك " لزمات عصبية" مثل: قضم الأظافر يتم علاجها وأيضاً التدهور الدراسي وهو من أشهر الآثار النفسية، يتم عمل برنامج لرفع الكفاءة الدراسية للطفل بالتعاون مع المدرسة…. وهكذا حتى يستعد الطفل ثقته بنفسه وبمن حوله ويستعيد ثقته في المجتمع الذي يحميه.
8. ماذا لو كان المتحرش الأب أو أحد الأقارب؟
ما نحب أن نوضحه في هذا الموضوع هو أن مصلحة أطفالنا فوق كل الروابط والعلاقات، وأن لها الأولوية القصوى، فرابطة الزواج أو القرابة لا تصلح مسوغاً للسكوت على جريمة التحرش، فالأب الذي يتحرش بأطفاله أو الأم التي تتحرش بأطفالها لا بد أن توقف العلاقة الزوجية في الحال، فلا يمكن استمرار الحياة الزوجية في حالة وجود متحرش سواء أكان أباً أم أماً تحت أي حجة وذلك للأسباب الآتية:
يظل الطفل تحت شعور التهديد بالتحرش حتى لو انكشف الأمر؛ لأن عدم اتخاذ إجراء ضد المتحرش يغريه بتكرار فعله وقد يضغط على الطفل معنوياً بحرمانه من أمور أو حتى إظهار مدى قوته بأن الأم مثلا لم تستطع فعل شيء له، وهو ما يجعل الطفل يخضع في النهاية للمتحرش.
إن الطفل يشعر بالقهر وأنه لا يوجد من يحميه أو يدافع عنه، وأن الأم قد فضلت مصلحتها في استمرار العلاقة الزوجية على حمايته والدفاع عنه، وهذا يجعل هذا الطفل يحمل درجة عالية من الكراهية للطرفين الأب والأم، الأب لأنه اعتدى عليه، والأم لأنها لم تحمه، فيصبح طفلاً عدوانياً شديد الجنوح، أو طفلاً سلبياً شديد الانطواء وهو ما يوصله إلى المرض العقلي في أحيان كثيرة.
الخلاصة
إن التصرف في حالة كون المتحرش أحد الأبوين هو قطع العلاقة الزوجية وإنهاؤها على الفور دون تردد أو ادعاء أي حجة.
وفي حالة أن المتحرش كان أحد الأقارب مثل: العم، الخال، الجد، أولاد العم، العمة، الخالة، الجدة……. إلخ فالحل هو قطع العلاقة تماماً مع هذا الطرف وعدم إجبار الطفل على زيارته أو التواصل معه، وإفهام الطفل أننا قد قطعنا العلاقة عقاباً لهذا القريب على فعلته الشنيعة، وأننا في سبيل حمايته مستعدون لقطع أي علاقة مع أي أحد لأنه – أي الطفل- أهم عندنا من كل العلاقات ومن كل الناس، ويواجه هذا القريب بفعلته ويكون هذا أمام الطفل بحيث لا يكون هناك سبيل لهذا القريب لتكرار فعلته بأي صورة ومن أي طريق، ولا مانع عند تكرار الأمر وعدم ارتداع هذا القريب من إبلاغ الشرطة في حقه مثل أي غريب ارتكب هذه الجريمة، ولا مانع أيضاً من فضحه في العائلة حتى يحموا أولادهم منه؛ لأن من ينتهك حرمة القرابة لا يستحق أن نحميه تحت أي ادعاء.
إن أخطر ما يحدث للطفل عند وقوع التحرش من أحد الأقارب هو فقدانه التام للأمان؛ لأن الاعتداء يحدث ممن يفترض أن يحميه وأن يكون ملاذاً له.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.