أعلنت الرياض أنها رصدت مساء الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، صاروخاً باليستياً أُطلق من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة خميس مشيط (جنوب المملكة)، مؤكدة أن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضته ودمرته من دون أن يتسبب في أي خسائر، فيما قالت الأمم المتحدة إن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون إيرانية الصنع.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده الرياض ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، إن "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي رصدت انطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه مدينة خميس مشيط، وتم اعتراضه وتدميره دون وقوع أي خسائر".
وحذر المالكي من أن "السيطرة على الأسلحة الباليستية من قِبل المنظمات الإرهابية، ومنها الميليشيات الحوثية المسلحة، يمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي"، مشدداً على أن إطلاق هذه الصواريخ "باتجاه المدن الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني".
كما أكد أن "استمرار الميليشيات في استهداف المدن بالصواريخ الباليستية أكبر دليل على استمرار تهريب الأسلحة إلى الداخل اليمني بكل الطرق والوسائل المخالفة لقرار" مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
من جهتهم، قال الحوثيون إن الصاروخ الذي أطلقوه "أصاب هدفه العسكري"، ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عن "القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية"، أنها "أجرت تجربة ناجحة لصاروخ باليستي متوسط المدى على هدف عسكري في السعودية"، مضيفة أن الصاروخ "أصاب هدفه العسكري بدقة".
"خطوات حساسة"
وكان زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، حذر في وقت سابق من الخميس، السعودية من مواصلة إغلاق منافذ اليمن الغارق في الحرب، متوعداً بـ"خطوات حساسة" للرد.
وقال الحوثي في خطاب ألقاه عبر القناة نفسها: "نحذر قوى العدوان من الاستمرار في إغلاق المنافذ… نؤكد حقنا في الإقدام على خطوات حساسة، ونحن نعرف مكامن الوجع الشديد التي يمكن أن نستهدفها" في حال استمرار الحصار الذي يفرضه التحالف العسكري بقيادة السعودية على اليمن منذ مطلع الشهر الجاري.
وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية شدد حصاره على اليمن بعدما أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً، اعترضته القوات السعودية قرب مطار الرياض في 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ أُطلِق من اليمن إلى هذه المسافة القريبة من العاصمة السعودية.
لكنّ التحالف عاد وخفّف الحصار المفروض على اليمن جزئياً الأسبوع الماضي، بعد ضغوط دولية كبرى على السعودية، ما اعتبرته الأمم المتحدة غير كافٍ.
واتهم التحالفُ "النظام الإيراني بإنتاج الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية".
"الصواريخ إيرانية"
ويأتي ذلك، فيما أشار تقرير سري، أعده مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة، إلى أن بقايا 4 صواريخ باليستية، أطلقها الحوثيون اليمنيون على السعودية هذا العام، تبدو من تصميم وتصنيع إيران.
وقالت هيئة مراقبي الأمم المتحدة المستقلة، في تقرير مؤرخ بتاريخ 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، واطلعت عليه وكالة رويترز، إنه "ليس لديها حتى الآن دليل يؤكد هوية الوسيط أو المورد الذي وفر الصواريخ، المرجح أنها أُرسلت للحوثيين، في انتهاك لحظر مستهدف على السلاح فرضته المنظمة الدولية في أبريل/نيسان 2015".
وجاء بالتقرير أن المراقبين تفقدوا قاعدتين عسكريتين سعوديتين؛ لرؤية بقايا الصواريخ التي جمعتها السلطات بعد الهجمات على المملكة في 19 مايو/أيار و22 يونيو/ حزيران و26 يوليو/ تموز، والرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
كما تفقد المراقبون 4 "نقاط ارتطام" خلّفها هجوم الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، وتم رصد بقايا أخرى للصواريخ فيها.
وكتب المراقبون: "خصائص التصميم وأبعاد المكونات التي فحصتها الهيئة تتفق مع الخصائص والأبعاد التي تم الإبلاغ عنها بالنسبة للصاروخ (قيام-1) الإيراني التصميم والتصنيع".
ويبلغ مدى الصاروخ "قيام-1" نحو 500 ميل ويمكنه حمل رأس حربي زنة 1400 رطل، وفقاً لمنظمة "غلوبال سكيوريتي أورج".
ومنذ 2014، يشهد اليمن نزاعاً دامياً بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء بأيدي المتمردين في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
وخلّف النزاع اليمني أكثر من 8650 قتيلاً، وتسبّب في أزمة إنسانية حادة؛ إذ يعاني ملايين اليمنيين خطر المجاعة وانتشار وباء الكوليرا.