لمن لا يعرف مَن يقف وراء أسطورة "سانتا كلوز/ بابا نويل"، فهو القديس المسيحي نيكولاس، الذي من المحتمل أن يكون علماء الآثار قد عثروا مؤخراً على معبده وقبره، في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا.
وبحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، فإن المسوحات الاستكشافية التي أجراها علماء الآثار تحت كنيسة القديس نيكولاس، في مدينة ديمري بمحافظة أنطاليا، كشفت عن وجود معبد كامل، وقبر مدفون تحت أرضيتها، حيث يُعتقد أن القديس نيكولاس قد دُفن في هذا المكان.
وبهذا الاستكشاف، قضى علماء الآثار الأتراك على أحلام ملايين الأطفال، الذين يظنون أن الرجل (سانتا كلوز) حي يرزق.
وظهرت أسطورة القديس سانتا كلوز، الذي عاش في القرن الرابع تكريماً للعطايا والمساعدات، التي كان هذا القديس يقدمها للفقراء.
وتطورت أسطورة منح الهدايا من قبل هذا القديس إلى أسطورة القديس سنتركلاس في منح الهدايا في هولندا، والتي تحولت إلى الشكل المتعارف عليه لسانتا كلوز، ثم انتشرت في الولايات المتحدة على يد المهاجرين الهولنديين إلى المستعمرات.
ونقلت صحيفة حريت التركية عن جميل كارابيرام، مدير البحث والآثار في أنطاليا قوله: "نعتقد أن هذا الضريح لم يتضرر مطلقاً، ولكن من الصعب جداً الوصول إليه، حيث توجد الفسيفساء على الأرض".
واستخدم علماء الآثار مؤخراً مسوحاتٍ جديدة، باستخدام رادارات مسح عميقة، ما قاد إلى اكتشاف معبد تحت الكنيسة الجديدة.
وأضاف: "لقد حصلنا على نتائج جيدة جداً، ولكن العمل الحقيقي يبدأ الآن"، وتابع: "المعبد غير قابل للوصول حالياً، بسبب النقوش الحجرية التي تحجبه. وقال: "سنصل إلى الأرض، وربما سنجد الجسم الذي دُفن فيه القديس نيكولاس".
وسوف يتمكن العلماء من خلال أعمال الحفر من الوصول إلى أرضية المعبد، أسفل الكنيسة، للتأكد من احتواء القبر على جثة نيكولاس أم لا.
ورُمّمت الكنيسة الواقعة في مدينة ديمري بمحافظة أنطاليا التركية، خلال السنوات القليلة الماضية، وبدأت في جذب الكثير من الزوار.
وقد بُنيت مدينة ديمري على أنقاض مدينة ميرا، التي يُعتقد أن القديس نيكولاس -الذي تبجله كثير من الطوائف المسيحية- كان يعيش فيها.
إيطاليا أم تركيا
ويعتقد الباحثون الآن أنه في وقت وفاة القديس نيكولاس عام 34م، كان قد أدخل إلى الكنيسة في ديمري، حيث وضع جسده حتى القرن الحادي عشر، وكان يعتقد سابقاً أنه تمت سرقة بقايا القديس، البالغ عمرها 1674 عاماً، إلى مدينة باري الإيطالية على يد التجار عام 1087، بعد سقوط أجزاء من الإمبراطورية البيزنطية، في يد الفاتحين المسلمين في بدايات الدولة التركية، خلال فترة الحرب الصليبية الأولى.
أما اليوم، فيعتقد علماء الآثار الأتراك، أنه تمت إزالة العظام الخاطئة، وأن تلك التي ذهبت إلى إيطاليا تنتمي إلى كاهن محلي، وليس القديس.