في أول مقابلة تلفزيونية مع وسيلة إعلام إسرائيلية، قال الأمير تركي الفيصل، المدير السابق للمخابرات السعودية، أنه لو كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زعيماً يتحلّى ببُعد نظر لأعلن استعداده لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على أساس مبادرة السلام العربية.
وفي مقابلة خاصة ونادرة أدلى بها إلى صحيفة "هآرتس" الأربعاء، ومن المتوقع أن تُبث كاملة في "مؤتمر إسرائيل للسلام" الذي تنظمه الصحيفة وسيُعقد يوم 12 نوفمبر المقبل في تل أبيب، أكد الفيصل أيضاً أن "مثل هذا الاستعداد من جانب نتنياهو من شأنه أن يزيل الكثير من الشكوك والشبهات لدى العرب بشأن نيات إسرائيل".
الأمير السعودي قال أيضا إن العرب رفضوا في الماضي السلام مع إسرائيل لكن هذه الأخيرة هي التي تقول لا للسلام الآن.
نتنياهو لا يعتمد عليه
وقال الفيصل إن مبادرة السلام العربية التي طرحت سنة 2002 تضع الأسس التي يجب على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أن يجريا المفاوضات بموجبها، ونفى الأنباء عن وجود تعاون بين إسرائيل والسعودية وأكد أنه "طالما أن إسرائيل لم تنضم إلى مبادرة السلام العربية فلا أمل بأن تتعاون السعودية معها في أي شأن سواء علناً أم من وراء الكواليس".
وقبيل اللقاء الذي عقده الفيصل مع زعيم حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي يائير لبيد في نيويورك الأربعاء، قال إنه "لا يمكن الاعتماد على نتنياهو بأن يسير في اتجاه السلام"، وأضاف أنه في حال قيام الجمهور الإسرائيلي العريض بانتخاب شخص آخر لرئاسة الحكومة الإسرائيلية بدلاً منه فسيكون ذلك تطراً مرحبّـاً به على نطاق واسع.
كما أشار إلى أنه من الواضح للجميع أن الولايات المتحدة وحدها تستطيع أن تدفع إسرائيل نحو السلام، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لا توجد لديها نية لفعل ذلك.
وسبق للفيصل أن أجري لقاءات سابقة مع مسؤولين إسرائيليين، وفي السنوات الأخيرة التقى مسؤولين إسرائيليين كباراً بينهم الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" اللواء احتياط عاموس يدلين الذي يترأس الآن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، وفي العام الفائت نشر مقالاً خاصاً قبل "مؤتمر إسرائيل للسلام".
ولفتت "هآرتس" إلى أن تصريحات للفيصل قالت إنها "بشأن علاقة السعودية مع إيران ومواقفه من الاتفاق النووي الإيراني ومن تنظيم "داعش" ومن الادعاءات بأن السعودية تنشر الإسلام المتطرف في العالم، سوف تبث في "مؤتمر السلام" وتنشر في ملحق خاص" لاحقا.
اللقاء مع زعيم حزب "هناك مستقبل"
وقال موقع "يديعوت أحرونوت" الإخباري، في نبأ لمراسله في واشنطن اسحق بن حورين وللمراسل السياسي أطيلا شومفلبي، إلى أن "لبيد" زار واشنطن لإجراء سلسلة لقاءات مع عدد من السيناتورات وأعضاء مجلس النواب، من الديموقراطيين والجمهوريين، وأيضاً مع مسؤولين في الإدارة الأميركية لعرض خطته للسلام التي تقوم على أساس تفعيل المبادرة العربية للسلام، وقد تكون هذه الخطة بين أسباب ومبررات اللقاء مع تركي الفيصل.
وقد جرى لقاء ليبد – الفيصل بعد أيام قليلة من إعلان لبيد تأييده اعتبار المبادرة العربية للسلام أساساً لمفاوضات إقليمية لتحقيق السلام، وبعد أيام من رفض الأمير تركي فكرة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول تعاون إسرائيل مع الدول العربية السنية من دون تحقيق السلام مع الفلسطينيين.