عملت السعودية على دفع باكستان إلى اتخاذ موقف مؤيد للرياض، خلال الأزمة الخليجية التي بين الإمارات والبحرين والسعودية من جهة، وقطر من جهة أخرى، إلا أن إسلام آباد رفضت التخلي عن حيادها، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيوزويك" الأميركية الجمعة 16 يونيو/حزيران 2017.
وأشارت الصحيفة إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أجرى لقاءً مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في جدة الإثنين، 13 يونيو/حزيران، وذكرت أنَّ الملك سلمان قد قدَّم فيه تحذيراً نهائياً: أن تختار باكستان بين السعودية وقطر.
ومن جانبها، نقلت صحيفة "ذي إكسبريس تريبيون"، وهي الفرع الباكستاني لصحيفة "نيويورك تايمز الأميركية" الأربعاء، 14 يونيو/حزيران 2017، عن مصدرٍ دبلوماسي رفيع المستوى قوله أنَّ الملك سلمان قد سأل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قائلاً: "أنت معنا أم مع قطر؟".
مخاوف باكستان
وفي حين رفضت باكستان دعم السعودية بصورةٍ صريحة في الأزمة الحالية أفادت تقارير بأنَّ سياسة دونالد ترامب الخارجية الناشِئة ربما دفعت إسلام أباد للموافقة على استخدام نفوذها لحل الأزمة بين دول الخليج العربية.
وأثار عزل قطر المفاجئ مخاوف بالنسبة لباكستان، التي مثلها مثل السعودية، تُعَد حليفاً للولايات المتحدة يجري اتهامه بشكلٍ مُتكرِّر بتمويل الإرهاب. فالدولة الجنوب آسيوية متورِّطة بالفعل في خلافاتٍ مع جارتيها أفغانستان والهند اللتين تتهمانها بتقديم الدعم لمجموعاتٍ مسلحة.
وكانت الولايات المتحدة قد انقلبت على باكستان في السابق في أعقاب الكشف عن أنَّ زعيم القاعدة أسامة بن لادن كان يختبئ في مجمَّعٍ في مدينة أبوت أباد الباكستانية. وقد حُكِم على شاكيل أفريدي، الطبيب الباكستاني الذي ساعد الولايات المتحدة على تحديد موقع بن لادن، بالسجن مدة 33 عاماً بتهمة الخيانة.
ووفقاً لـ"نيوزويك" لم تستأنف الولايات المتحدة وباكستان التعاون العسكري سوى بعد سنوات. إذ أنه في عام 2016، اقترح الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما منح باكستان مليار دولار من المساعدات المدنية والعسكرية.
إلا أن إدارة خلفه دونالد ترامب الآن تبحث اقتطاعاتٍ كبيرة من تلك المساعدات. ووفقاً لشبكة NDTV التلفزيونية الهندية، فقد قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون: "لقد سأل الرئيس سؤالاً على وجه التحديد حول مستوى دعمنا وتمويلنا لباكستان"، مؤكِّداً على أنَّ أي اقتطاعاتٍ في المساعدات لم تُقرّ بعد.
فبعد فترةٍ قصيرة من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي، انضمَّت كلٌ من البحرين، والإمارات العربية المتحدة، ومصر إلى السعودية في قطع العلاقات مع قطر على خلفية اتهاماتٍ للدوحة بأنَّها ترعى الإرهاب في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، شنَّت السعودية جهوداً مُتضافِرة لعزل الدولة الصغيرة التي تعَد شبه جزيرة.
ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات.
وشدّدت الدوحة على أنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.