تجاهل نحو ألفي متظاهر يغلب عليهم السود هطول الأمطار، وقاموا بمسيرة قرب النصب التذكاري لمارتن لوثر كينغ في العاصمة الأميركية واشنطن، كبداية لأسبوع من الاحتجاجات قبيل تنصيب دونالد ترامب رئيساً لأميركا، متعهدين بمواصلة النضال من أجل المساواة والعدل في ظل الإدارة المقبلة.
وحثهم متحدثون على النضال من أجل حقوق الأقليات وقانون الرئيس باراك أوباما للرعاية الصحية الذي تعهد ترامب بإلغائه.
وقال القس آل شاربتون الذي نظم المسيرة، وهو أحد المدافعين المخضرمين عن الحقوق المدنية "نسير في هذه الأمطار الغزيرة لأننا نريد للأمة أن تفهم أن ما تم النضال من أجله واكتسب يحتاج إلى أكثر من انتخابات واحدة لتغييره"، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
واجتذبت المسيرة عدداً أقل مما توقع المنظمون في البداية لكن شاربتون قال بعد ذلك إنه راض عن نسبة المشاركة نظراً لهطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة لتقترب من التجمد، مضيفاً في مقابلة عبر الهاتف "لم أكن أتوقع حقاً هذه الأعداد".
ونجح ترامب وهو مطور عقاري من نيويورك ببرنامج شعبوي تضمن وعوداً ببناء جدار على امتداد الحدود المكسيكية وبفرض قيود على الهجرة من الدول الإسلامية.
ووعد أيضاً بشن حملة على الشركات التي تنقل وظائف إلى خارج الولايات المتحدة.
وأدت تصريحات ترامب التي تحط من قدر المهاجرين والنساء وموقفه ضد قانون الرعاية الصحية الذي تبناه أوباما إلى إثارة غضب كثيرين في اليسار والذين يعتزمون تنظيم سلسلة من الاحتجاجات.
"مسيرة للنساء"
وبالقرب من نصب مارتن لوثر كينغ، عبر المتظاهرون عن تشاؤمهم برئاسة ترامب التي تبدأ خلال أسبوع.
وقالت فاليري وليامز التي قدمت من نيويورك إنها "صدمت" بالتعيينات الأخيرة التي قام بها ترامب، معتبرة أنها تعكس سيطرة المال على حساب الطبقات الفقيرة من السكان، مضيفة "أشعر أنه في هذه السنوات الأربع المقبلة، لن يكون هناك أحد في الحكومة سيهتم بهمومنا"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ويستعد مئات الآلاف من الأميركيين لإبداء معارضتهم لوصول ترامب إلى البيت الأبيض بتنظيم تظاهرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولا سيما في واشنطن حيث سيشاركون في تجمع تاريخي.
وتأمل أقلية منهم لا تتعدى الآلاف في أن يتمكن المتظاهرون من إحداث بلبلة في حفل تنصيب الرئيس المنتخب الذي سيحضره حوالى 800 ألف من أنصار رجل الأعمال الثري في 20 كانون الثاني/يناير في واشنطن تحت مراقبة 28 ألف عنصر من قوات الأمن.
غير أن الملتقى الكبير للمحتجين على تنصيب ترامب سيكون في اليوم التالي، السبت 21 كانون الثاني/يناير، مع تنظيم "مسيرة نساء" حصلت على إذن من السلطات.
وانطلقت هذه المبادرة مع نشر محامية متقاعدة غير معروفة تدعى تيريزا شوك رسالة بسيطة على موقع فيسبوك عرفت لاحقاً انتشاراً هائلاً.
ترامب يستفز أنصار "كينغ"
وبدأت مسيرة أمس السبت بعد ساعات من مهاجمة ترامب نائب جورجيا الديمقراطي الأميركي والناشط في مجال الحقوق المدنية جون لويس بعد أن قال إنه لا يعتبر ترامب رئيساً شرعياً.
وقال لويس؛ وهو نائب أسود وكان من رفاق مارتن لوثر كينغ، لمحطة (إن.بي.سي) التلفزيونية إنه يعتقد أن الاختراق الإلكتروني المزعوم الذي قامت به روسيا واستهدف مساعدة ترامب وضع شرعيته محل تساؤل.
ورد ترامب على تويتر اليوم السبت قائلاً إنه يجب على لويس أن يركز بدلاً من ذلك على منطقته في أتلانتا. وأضاف "الكل يتكلم ويتكلم.. ليس هناك عمل أو نتائج. أمر محزن".
لم يستسغ قطب العقارات إعلان جون لويس الذي يشغل مقعداً في الكونغرس منذ ثلاثة عقود، أنه لن يحضر مراسم تنصيبه الجمعة.
وأثار الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة ردود فعل فورية، أولاً باسم مكانة منصب الرئاسة ثم بسبب الاحترام الذي يتمتع به جون لويس.
وكان جون لويس رفيق درب القس الأسود الشهير الذي اغتيل في 1968، وهو من رواد الدفاع عن الحقوق المدنية في أميركا، ويقع نصبه في قلب واشنطن.
ونشر برلماني آخر هو مارك تاكانو السبت 14 يناير/كانون الثاني 2017 على حسابه على تويتر صورة لمارتن لوثر كينغ وأعلن أنه هو أيضاً لن يحضر مراسم تنصيب دونالد ترامب.
وأعلن 16 بالإجمال من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين بمن فيهم لويس وتاكانو مقاطعتهم لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب.