أولاً: الله -جل جلاله- هو وحده بيده مفاتيح النجاح، فالصواب الالتزام بمعايير تحصيل النجاح بعد إرضاء الملك -سبحانه وتعالى- وليس قبل، "إليه يرجع الأمر كله" (هود: 123).
النجاح هو أنت، عندما تقرر أن تقفز، فوق أناك، وهو مجموع في حروف كلمة: "رفق"؛ الراء: رغبة، الفاء: فرصة، القاف: قدرة، فمن امتلك "الرغبة" بتحقيق إنجاز ما، ورزقه الله الكريم "فرصة" سانحة، ثم امتلك "القدرة" المادية والمعنوية، نال مراده إن شاء الله.
ثانياً: تحصيل ما يصبو إليه المرء ليس بهذه التلقائية، بل يجب أن تكون الهمة عالية فوارة، وأن تكون أولاً الوجهة صحيحة، فلن يصل إلى بيروت من اتجه إلى القاهرة، وهكذا، فالسعي مشروط بشروط ومحددات كثيرة، منها أيضاً خلوص هذا العمل لوجه الله جل جلاله، حتى لو كان العمل دنيوياً بحتاً، فيجب على المرء أن ينوي به نصرة أمته، ثم نصرة نفسه وأهله.
ثالثاً: ألا بالصبر تبلغ ما تريدُ وبالتقوى يلين لك الحديد
الصبر على المكاره، فطريق السؤدد طويل، وبحاجة إلى تؤدة وتمهل وتروٍّ، ولا تكون عادة هذه الانتصارات مباحة بسهولة، بل على السائر السالك أن يعي أن مبتغاه بحاجة إلى مكابدة ومجاهدة.
رابعاً: أعوان الطريق
طريق النجاح كطريق السفر، بحاجة إلى سمير مؤنس، وإلى أخ صادق صالح صابر، يخفف من وطأة ما يعانيه المسافر في سبيل الوصول.. ولا بد من شَكْوَى إلى ذي مُروءَةٍ يُوَاسِيكَ أو يُسْلِيكَ أو يَتَوَجَّع.
خامساً: يحتاج أيضاً طالب النجاح إلى تدريب متقن ودوري، متقن متخصص في مجال السعي الذي يسعاه المرء، ودوري لمجاراة ومواكبة مستجدات العلم والعمل الدورية (لولا المربي ما عرفت ربي).
سادساً: يحتاج مؤمل النصر إلى خيال وواقعية، خيال يريه نفسه وقد نالت المنى مما يحفزّه على المضي قدماً، وواقعية تكبح جماح تحليقه خارج السرب، وتقصقص أجنحة الأماني الزائفة، التي قد توحي له بأشياء لم ولن تحصل، فالفارق كبير جداً بين "الموهوب" بالباء، و"الموهوم" بالميم.
خيال يحلق به عبر التفاؤل بتحقيق الهدف، والرؤية المستقبلية لقابل الأيام والأحلام، وواقعية تعيده إلى الأرض؛ ليقف على منصة الثبات والوعي بمكانه الحقيقي لا المتخيل.
سابعا: من أسس النجاح أن يعرف المرء ما له وما عليه
ما له: ماله وطاقاته وخبراته وإمكانياته وموارده ومعارفه الحقيقية.
ما عليه: المطلوب منه مادياً ومعنوياً، حجم المسافة التي تفصله عن الوصول، متطلبات الوصول، آليات وكيفيات الوصول، الوقت، الجهد.
ثامناً:
بادر الفرصة واحذر فوتها فبلوغ العز في نيل الفرص
فابتدر مسعاك واعلم أن من بادر الصيد مع الفجر قنص
لا أعرف طريقة لاصطياد النجاح أسرع وأنجع وأنفع من الهمة العالية، هنيئاً لك أيها السريع، بارك الله لك بعمرك ووقتك أيها النشيط، اركضوا، اركضوا جميعاً نحو تحقيق أهدافكم، ألا ترى معي كيف أن القرآن العظيم يضخ في المسلمين المؤمنين المحسنين مبادئ الهمة العالية قائلاً: "وَسَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ" (آل عمران: 133)، و"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ" (الحديد: 21).
تاسعاً: "كل سر جاوز الأسنان شاع"، "كل سر جاوز الاثنين شاع"
أبعد شمعتك عن الهواء كي تشتعل، تقدمك الملحوظ في مشروعك يجب أن يكون ملحوظاً فقط لمحبيك، احذر الحذر كله، من "أعداء النجاح"، فلربما حفر لك أحدهم حفراً في طريقك، لا لشيء، إلا لأنك أفضل منه، فلا تبُح عزيزي الناجح بما حباك الله إياه، وتذكر معي:"من باح ناح" و"من كتم تم" وقبلهما "من جاهد شاهد".
ثم تذكر معي: "لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ" (يوسف: 5)..سبحان الله العظيم! جاء التحذير من كيد الإخوة فما بالك بالأباعد؟
عاشراً: الفرق الذي يكاد يكون أساسياً جداً بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل هو ثلاثة أحرف فقط هي: "س، و، ف".. سبحان الله! جرب فقط أخي الكريم لمدة سنة واحدة، أو شهر واحد، أن تقلم أظافر التسويف من حياتك، لعمري إنه سيكون أفضل شهر في حياتك، والأكثر نجاحاً وسعادة بإذن الله.
الناجح يقدم، يندفع، يقرر وينفذ فوراً.
الفاشل يقول: "إن غداً لناظره قريب"
وبالمناسبة، فشعار "الأيام قادمة" هو شعار الكسالى والمخطئين بحقوق أنفسهم، لا يا سيدي، نهائياً، الأيام ليست قادمة، بل "الأيام ذاهبة"، انظر إلى صورتك الشخصية قبل خمسة أعوام مثلاً، وستعرف أن الأيام ذاهبة، وذاهب أهلها، قال الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام: "اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وصحتك قبل سقمك، وحياتك قبل موتك" رواه الحاكم.
ثِق بالله الكريم، واتبع سنة سيد الناجحين عليه الصلاة والسلام، وأكثِر من الأفعال، وأقلل من الكلام، وكن أخلاقياً، واستيقظ باكراً، وشمر عن سواعد الجد والاجتهاد، تمتلك إن شاء الله نجاح النجاح.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.