رحلة البحث عن أنفسنا

الكثيرون يعيشون عمراً بأكمله وهم يقومون بتأدية شخصيات لا تشبههم، يعيشون بصراع دائم ما بين ما يقومون بتقديمه وما يملكونه في داخلهم، فعلينا بذل مجهود والبحث على حقيقتنا؛ لنقدم للعالم حقيقتنا وما نملكه نحن.

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/06 الساعة 02:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/06 الساعة 02:20 بتوقيت غرينتش

في داخلنا عالم كبير، فهل فكرنا بالدخول إلى أعماقنا من قبل؟ لنعرف من نحن وماذا يوجد في داخلنا؛ لنقوم نحن برسم أنفسنا كما نريد، ونعيش أنفسنا كما نتمنى، لننظر إلى أرواحنا، لنشعر بها ونلمسها، ونبتعد من أن نكون نتيجة الآخرين ونتيجة قوالب المجتمع، وأن نسعى لنكون نتيجة أنفسنا نحن.

الكثيرون يعيشون عمراً بأكمله وهم يقومون بتأدية شخصيات لا تشبههم، يعيشون بصراع دائم ما بين ما يقومون بتقديمه وما يملكونه في داخلهم، فعلينا بذل مجهود والبحث على حقيقتنا؛ لنقدم للعالم حقيقتنا وما نملكه نحن.

نحن أكثر من مجرد جسد يمشي على الأرض، يوجد بداخلنا عالم آخر، عالم أكبر مما نتوقعه، مشاعر أكثر بكثير مما نعيش منها، يوجد بداخلنا كيان كامل يجعلنا نحن، وروح أعمق مما نظن.

مرايا الروح

لنبتعد عن المرايا التي ننظر إليها كل صباح ومساء، المرايا التي تظهرنا بأحسن حالاتنا وتخفي عيوبنا، ولننظر إلى المرايا التي في داخلنا، مرايا الروح، المرايا التي تكون صريحة معنا، لننظر إلى أرواحنا وهي عارية، ونرى حقيقة أنفسنا، ونتمعن فيمن نكون، لنرى سيئاتنا قبل حسناتنا، لنعرف ما هو أسوأ ما فينا، وأفضل ما فينا، ونعرف نقاط ضعفنا، ونقاط قوتنا، لنرى بشاعتنا وجمالنا، لنرى ما في أعماقنا ويكون كل شيء مكشوفاً أمامنا دون إخفاء.

التصالح مع النفس

لنأخذ كل سيئاتنا ونضعها أمامنا، نحتفظ بما نريده منها ونتعايش معه، ونتخلص مما نكرهه فينا ونحاول صنع شيء أحسن منه؛ لنطور من أنفسنا ولا نقف عند مرحلة معينة، وأن لا نظن أبداً بأننا مثاليون، وأن نبتعد عن الأوهام ونواجه الواقع، وأن لا نقوم بالإنكار فلنتقبل الحقائق الموجودة فينا رغم بشاعة بعضها، أن نتصالح مع أنفسنا هو أن نعيش براحة دون الشعور بالخوف من نظرات الآخرين.

لنقضِ وقتاً مع أنفسنا

نحن بحاجة لإعطاء أنفسنا وقتاً، نهتم فيه بأنفسنا، نتعرف فيه على أنفسنا، ونتقرب فيه من أنفسنا، ويصبح هناك علاقة بيننا وبين أنفسنا، فنحن أكثر من نحتاج لأنفسنا في معظم الأوقات، وأن نكون صريحين مع أنفسنا وعلى طبيعتنا، فنحن أكثر من سيفهم أنفسنا، وسنفهم من نكون دون الحاجة لإعطاء أي تبرير أو توضيح.

تجربة كل أنواع المشاعر

المشاعر كثيرة، منها الجيد ومنها السيئ، ووجود المشاعر السيئة لا يعني تجنب عيشها وعيش المشاعر الجيدة فقط، فكل نوع من أنواع المشاعر سيعلمنا شيئاً جديداً وسيُظهر جانباً جديداً من شخصيتنا، فعندما نتعرض لنوع معين من المشاعر علينا تجربته وعدم كَبته، حتى لو كانت مشاعر سيئة، فالمشاعر السيئة هي التي تجعلنا نعيش المشاعر الجيدة كما ينبغي، فالمشاعر تجعلنا نقدر أنفسنا أكثر.

لتكون علاقتنا مع العالم نابعة من أعماقنا وليس من خارجنا؛ لنستخدم أرواحنا وليس أجسادنا فقط، ولنكون نحن من نحكم على أنفسنا ولا نقدم فرصاً للآخرين بالحكم علينا، ونكون أكثر معرفةً بأنفسنا كي لا نسمح للآخرين بامتلاك مفاتيحنا والتصرف بأبوابها، ولنطلع على عالمنا الداخلي ونقوم ببنائه نحن كما نريد.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد