اعتقلت السلطات المغربية الثلاثاء 29 سبتمبر/ أيلول 2015 9 أشخاص، في مدينة الداخلة أقصى جنوب الصحراء الغربية، وقالت إنهم حرضوا على مهاجمة قوات الأمن بالعصي والحجارة فجر الثلاثاء، وذلك عقب تنظيمهم تظاهرة للمطالبة بتقرير مصير الصحراء الغربية.
وبحسب بيان صادر عن ولاية مدينة الداخلة فإن "مجموعة تتكون من 40 شخصاً، أغلبهم من القاصرين، قامت اليوم الثلاثاء حوالى الساعة 3 صباحاً في ثلاثة أحياء بوسط مدينة الداخلة، بمهاجمة القوات العمومية بصفة مباغتة، باستعمال الحجارة والعصي والزجاجات الحارقة"
إصابة قوات الأمن
وأضاف البيان أن الهجوم "أدى إلى إصابة عدد من عناصر هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة".
وقامت قوات الأمن حسب المصدر نفسه بـ"مطاردة وتفريق العناصر المشاغبة واعتقلت 9 عناصر محرضة على هذه الأعمال بمكان الحادث، وفتح تحقيق مع هؤلاء تحت إشراف النيابة العامة مع إشعار عائلاتهم".
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس مساء الثلاثاء قال كمال طريح عضو "الجمعية الصحراوية لضحايا التعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" إن "مجموعة من الشباب نظموا ليلاً تظاهرة طالبوا فيها بتقرير المصير، لكن قوات الأمن تدخلت بعنف لتفريقها".
إصابات في صفوف المحتجين
وبحسب المصدر نفسه فإنه "إضافة إلى إصابة قوات الأمن في المواجهات التي اندلعت إثر التدخل، فإن هناك 4 إصابات خطيرة سجلت بين المتظاهرين وهم في المستشفى بحسب ما وردنا من معلومات".
وأضاف أن "أمهات وعائلات المعتقلين نظموا وقفة للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم لكن قوات الأمن فرقتهم بطريقة عنيفة".
ومن بين المعتقلين "ناشط حقوقي ومعتقل سياسي سابق يدعى عزيز براي" بحسب كمال طريح.
وتخضع الصحراء الغربية للإدارة المغربية، حيث ضمتها الرباط إلى أراضي المملكة سنة 1975 بعد رحيل المستعمر الإسباني، وتطالب الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) مدعومة من الجزائر بتقرير مصير هذه المنطقة، فيما تقترح الرباط "حكماً ذاتياً واسعاً" تحت سيادتها
جولة مفاوضات
وتحدثت الصحافة المغربية الاثنين عن انتهاء جولة جديدة نهاية الأسبوع، قام بها كريستوفر روس المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية إلى كل من الجزائر وموريتانيا والمغرب ومخيمات تندوف، وعواصم أوروبية هي باريس وجنيف ولندن ومدريد.
ووصفت الصحافة هذه الجولة بأنها جاءت "في ظل مؤشرات فشل وساطة جديدة" تميزت بـ"ضعف مستوى مستقبلي" كريستوفر روس من ممثلي طرفي النزاع بسبب "عدم اقتناعهم بمقترحه الجديد الذي لم يتم الكشف عنه حتى الآن".
ولم تعلن الرباط عن زيارة كريستوفر روس ولم يستقبله أي مسؤول حكومي أو رفيع المستوى بحسب الصحافة المغربية، فيما استقبله الوزير الأول الموريتاني ووزير خارجية الجزائر ووزير خارجية إسبانيا.
ومن المقرر أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة تقريراً مرحلياً عن الوضع في الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين.