لماذا تعتقد أنها ظالمة؟

تحدثت إليّ صديق أشكو له حالنا، ولكنه كان أكثر قوة في تلك اللحظات ليرد: إنها عادلة، ولكن عليك أن تنتظر حتى النهاية.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/13 الساعة 02:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/13 الساعة 02:27 بتوقيت غرينتش

كنت في حالة تتراوح بين الأمل واليأس مصاباً بشعورين متناقضين؛ الإحساس بالنجاح، والفشل في نفس الوقت!

لا أدري كيف؟ ولكن هذا ما كان، فتحدثت إليّ صديق أشكو له حالنا، ولكنه كان أكثر قوة في تلك اللحظات ليرد: إنها عادلة، ولكن عليك أن تنتظر حتى النهاية.

هنا توقفت عن الكتابة له، وفصلت الإنترنت، وانفصلت عن العالم؛ لأتصل بنفسي فقط لمحاولة فهم الحكمة التي رد عليّ بها صديقي، إنها قد تساعدك أيضاً؛ لذلك تعالَ نتذكر معاً المواقف التي تعجلت وحكمت عليها من الوهلة الأولى بأنها ظالمة ومؤلمة، عندما خانك التنسيق في الثانوية العامة؛ لتلتحق بكلية لا تحبها، ثم تكتشف أنها كلية عظيمة، وتجتهد لتصبح معيداً، أو تحصل على تقدير امتياز أو جيد جداً، وتعمل في شركة عملاقة.

أو عندما تم نقلك من عملك لمكان آخر، وكنت حزيناً، ثم تكتشف أنها كانت الخطوة الأولى لتغيير حياتك للأفضل، أو عندما تمت إقالتك من عملك لتحصل على عمل أفضل وزملاء أكثر احتراماً، أو عندما تقدمت لفتاة لتتزوجها فترفضك، ثم تصبر وتحصل على زوجة عظيمة، تعيش معك في سعادة في السعة والضيق.

والأمثلة لا تنتهي، وأنت ما زلت تحمل الكثير من التجارب، تذكرها مع نفسك ولا تنساها؛ لأنها هي المنقذ لك في التجارب الجديدة.

الحياة تقريباً تأخذك يومياً لتجارب من الأنواع السابقة، وفِي كل مرة تحكم على نفسك بالفشل! والسبب في ذلك أنك بشر ضعيف تضع أسوأ الاحتمالات، ولا تتعلم من تجاربك السابقة، ولا تنتظر حتى النهاية لترى الحكمة في مشاكلك، وتحمد الله عليها في النهاية، فالحكم على الأشياء في البداية غير منطقي، فيجعلك ترى الحياة غير عادلة، وتقف لك بالمرصاد، فتصبح فريسة سهلة للفشل، والعيش في دور الضحية الذي لن يقبله أحد، وفِي النهاية سوف ترفضه أنت، وتحتقر نفسك؛ لأنك ذهبت إلى هذا الوضع السيئ بنفسك ولَم يدفعك أحد إليه.

أولاً: لماذا نضع أسوأ الاحتمالات؟
لأنها طبيعة بشرية، تخيل معنى أنك مصاب بصداع شديد، فبحثت على النت عن أسباب الصداع، فوجدت من ضمن الأسباب ورماً في المخ، سوف تترك كل الأسباب الأخرى التي تتراوح بين الإرهاق والجيوب الأنفية، أو ضعف النظر، وتتجه فقط لورم المخ!

هكذا نتعامل مع مشاكلنا، نضع الاحتمال الأسوأ، ولا نسعة لتجنب وقوعه، فإذا أردت اللعب بخطة الاحتمال الأسوأ، يجب السعي لتجنب هذا الاحتمال، ولا تستسلم حتى تقع الكارثة.

ثانياً: لماذا لا نتعلم من التجارب السابقة؟
على الرغم من أننا نقضي أوقاتاً طويلة نذكر الماضي، ونشعر أحياناً بألمه أو فرحه، فإننا لا نستفيد منه بالشكل الصحيح.

وعلى العكس تسير الأمور؛ حيث تسيطر علينا المشاعر السلبية فقط دون التعمق في التجربة لاستخلاص الدروس المطلوبة، وعدم تكرار الأخطاء مرة أخرى.

وأيضاً تجد الكثير من الناس يحاولون تجنب الماضي تماماً، بحجة أنهم يريدون الاستمتاع فقط بالحاضر، وهذا غير صحيح؛ لأنك لن تستطيع الوصول للسعادة والقوة في مواجهة ما تمر به من أزمات، إلا من خلال عبور طريق المعاناة والتعلم من تجاربك السابقة؛ لذلك إذا كنت تملك تجارب سابقة لا بد أن تعود إليها؛ لأنها مصدر مهم يمنحك الصبر والرضا والقدرة على المواجهة، والخروج بأقل الخسائر، وإن لم يكن لك تجارب سابقة، فعليك بالقدوة شخص تأخذه قدوةً يعوض نقص خبراتك، وتتعلم منه كيف تتصرف في وقت الشدة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد