الانتحار.. كابوس مرعب

لطالما كان بعد العسر يسر، وبعد الشدة رخاء، فمهما طال المصاب سيحل الهناء؛ لتبصر نور الأمل بقلب يملؤه الإيمان متشبعاً بالثقة بالله أن بعد الليل صبحاً مشرقاً ينير الأرجاء ويبعث في النفس مشاعر الهناء، فيكفي الصبر، فقد عهدنا أن دوام الحال من المحال.. لكل هذه الأسباب، أرجوك لا تفكر في الانتحار.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/06 الساعة 01:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/06 الساعة 01:16 بتوقيت غرينتش

الحياة منعطفات تملؤها الحواجز وتزينها الصعاب، كما أنها تزخر بالكثير من التحديات، فقد تواجه منعطفاً لين الزوايا، وصعاباً عابرة الثنايا؛ لتخرج بتجارب هامة ودروس كثيرة متفوقاً على نفسك، ومتجاوزاً خيبات أملك، لكن قد تقودك الأقدار لتكون وجهاً لوجه مع المجهول تصارع لأجل البقاء وإثبات الذات بين الأنام.

فشل دراسي، تفكك أسري أو مرض قوي مستعصٍ.. إلخ، هي صور مختلفة لانكسارات تتوالى مرة تلو أخرى، فإما أن نتخطاها بنجاح ونخرج بأقل أضرار ممكنة، أو نفضل الاستسلام والانسحاب في صمت، بل إن البعض استولى عليه الاكتئاب وبات ينظر للحياة من زاوية قاتمة سوداء، فقاده الأمر للتفكير في الانتحار.

يعتقد البعض أن الانتحار وسيلة للاستيقاظ من كابوس واقع مزرٍ، سبيل للخلاص من معاناة الحياة القاسية، بل آخر اختيار متبقٍّ بعد أن بلغ السيل الزبى.

لكن متى كان وضع حد للحياة حلاً وجيهاً لمواجهة الصعاب، ومفتاحاً للتخلص من الضغوط والعناء؟ كيف يعقل أن نغلق كل السبل ونتجاوز كل الحدود المعقولة فنسلك طريقاً مأساويَ المعالم؟ أيمكن للكائن الذي وصف عاقلاً واعياً ومدركاً لما حوله أن يقدم على الخلاص من نفسه بنفسه؟

صحيح قد تسوء الأحوال وتتشابك الظروف، فندخل في دوامة لا تكاد تفك طلاسمها حتى يتهيأ لنا أنها النهاية، لا نكاد نبصر شيئاً سوى الظلام، سواد قاتم يعكر الأجواء ويستنزف ما تبقى من الطاقات حتى تعتقد للوهلة الأولى أن الأمر حسم ضدك.. لكن الحياة لا تتوقف عند أول حاجز يعيق أحلامنا، ولا تنتهي برحيل أحد عن دنيانا، بل هي دائمة مستمرة شئنا أو أبينا، فكما قيل الحياة شركة.

يعد التفكير السلبي في أمور الحياة والتركيز على محطات الفشل والإحباط، إلى جانب تكرار ألفاظ الازدراء والتقليل من شأن الذات، من أهم العوامل التي تؤثر على نفسية الإنسان فتجعله طعماً سهلاً؛ إذ لا يجد سبيلاً لفك قيوده وتحرر نفسه سوى الانتحار.

إن الإقدام على الانتحار دليل على ضعف إرادة الإنسان وجموده تجاه عواصف الحياة، بل وأكثر من ذلك فهو سمة تحيل إلى ضعف الإيمان وعدم الرضا بتفاوت الأقدار، وقلة الحيلة والصبر حتى تجاوز ما عظم من بلاء.

خلاصة القول:

لطالما كان بعد العسر يسر، وبعد الشدة رخاء، فمهما طال المصاب سيحل الهناء؛ لتبصر نور الأمل بقلب يملؤه الإيمان متشبعاً بالثقة بالله أن بعد الليل صبحاً مشرقاً ينير الأرجاء ويبعث في النفس مشاعر الهناء، فيكفي الصبر، فقد عهدنا أن دوام الحال من المحال.. لكل هذه الأسباب، أرجوك لا تفكر في الانتحار.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد