قال متحدث عسكري أمريكي الجمعة 25 سبتمبر/ أيلول2015، إن قوات المعارضة السورية التي دربتها واشنطن سلمت بعضا من سلاحها لجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة مقابل المرور الآمن في أحدث ضربة لجهود أمريكية مضطربة لتدريب شركاء محليين لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
الكولونيل باتريك ريدر المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية قال إن قوات المعارضة سلمت ست شاحنات صغيرة وبعض الذخيرة أي ما يعادل نحو ربع ما تسلمته من معدات لوسيط يُشتبه بأنه من جبهة النصرة يومي 21 و22 سبتمبر/ أيلول مقابل المرور الآمن.
خرقا لبرنامج التدريب
وأضاف "إذا كان صحيحا فإن التقرير المتعلق بتسليم أفراد القوات السورية الجديدة معدات لجبهة النصرة مقلق للغاية ويمثل خرقا للخطوط الرئيسية لبرنامج التدريب والتجهيز الخاص بسوريا." ويُطلق على قوات المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة اسم "القوات السورية الجديدة."
وقال ريدر إنه تم إبلاغ القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط بمسألة تسليم المعدات في نحو الساعة الواحدة مساء الجمعة.
وذكر ريدر في وقت سابق الجمعة أن كل الأسلحة والمعدات التي سُلمت لقوات المعارضة مازالت تحت سيطرتها.
فيما اعتبرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن ما حدث يعتير خيانة للأميركا من قبل "القوات السورية الجديدة".
وقالت الصحيفة أن عناصر "المعارضة المعتدلة" التي دربها "البنتاغون" في سوريا قد خانوا مؤيديهم الأميركيين وسلموا أسلحتهم لتنظيم القاعدة في سوريا فور عودتهم إلى البلاد.
وأضافت إن رجل يطلق على نفسه ابو فهد التونسي، وهو عضو في جبهة النصرة الجناح المحلي لتنظيم القاعدة ، نشرعلى حسابه في "تويتر" قائلا : "صفعة قوية لأمريكا … مجموعة جديدة من الفرقة 30 التي دخلت أمس لسوريا سلمت جميع أسلحتها إلى لجبهة النصرة للحصول على ممر آمن، مضيفا "انهم سلموا على كمية كبيرة جدا من الذخيرة والأسلحة المتوسطة وعدد من سيارات "البيك آب"
فيما نشر تشارلز ليستر الباحث الأميركي في الجماعات الإسلامية على "تويتر" صورة القيادى في النصرة أبو الخطاب المقدسي مدوننا أن ما حدث يمثل خيانة لأميركا.
Reports since yesterday claim US-backed leader Anas Obaid has betrayed US & handed weapons to Jabhat al-Nusra #Syria pic.twitter.com/yTZqVT3CI0
— Charles Lister (@Charles_Lister) September 22, 2015
وتمثل هذه الأنباء أحدث علامة على اضطراب جهد عسكري ناشئ لتدريب المقاتلين على مواجهة تنظيم "داعش" في سوريا حيث أدت حرب أهلية دائرة منذ 4 أعوام ونصف إلى قتل نحو 250 ألف شخص ودفعت نحو نصف عدد سكان سوريا الذين كان يبلغ عددهم قبل الحرب 23 مليون نسمة إلى الهروب.
وكان جنرال أمريكي كبير قد قال للكونجرس الأسبوع الماضي إن بعضا من قوات المعارضة مازال يقاتل في سوريا على الرغم من قول مسؤولين عسكريين أمريكيين الأسبوع الماضي إن عشرات آخرين انضموا لقوات المعارضة بعد ذلك.
إعادة ترتيب البرنامج
وقال مسؤولون أمريكيون إن مراجعة تجري وقد تسفر عن تقليص وإعادة ترتيب البرنامج.
وكانت المجموعة التي تضم 54 مقاتلا قد عادت الى سوريا في يوليو/ تموز ولكن فقط 10 منهم كانوا فعلا على الأرض الاسبوع الماضي، بحسب وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون".
ودخلت المجموعة الثانية إلى سوريا الأسبوع الماضي. وكان "البنتاغون" قد اضطر إلى إصدار نفي هذا الأسبوع عن إن قسما منهم قد انضم إلى جبهة النصرة كما أكدت المعلومات التي تناقلتها الشبكات الإجتماعية.