لماذا يجب عليك تناول الطعام مع أطفالك؟

اجتماع الأسرة جميعاً لتناول الطعام يعزز من إيصال بعض الرسائل الرئيسية المهمة التي تساعد الأطفال على خلق علاقة إيجابية نحو الغذاء وأجسادهم.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/27 الساعة 07:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/27 الساعة 07:21 بتوقيت غرينتش

معظم الآباء والأمهات يتفقون على أهمية تقديم وجبات الطعام المغذية لأطفالهم بانتظام، ولكن ماذا عن أوقات تناول الطعام كأسرة؟

وفقاً لدراسةٍ نُشرت من خلال مركز الطب الحيوي والصحة العامة بي إم سي، فإن 59٪ فقط من الآباء الأستراليين الذين لديهم أطفال تتراوح أعمارهم من ستة أشهر حتى ست سنوات ذكروا أنهم يتناولون العشاء مع أطفالهم كل مساء.

ونحن نعلم أنه ليس من السهل دائماً أن تجد الوقت الكافي للجلوس كأسرة واحدة وتناول وجبة الطعام معاً، ولكن من المهم أن تحاول وأن تجعلها إحدى أولوياتك بقدر ما تستطيع.

الجلوس لتناول الطعام معاً هو وسيلة رائعة لقضاء وقت ممتع وجميل كعائلة، يشجع هذا الوقت على المحادثة ويتيح الفرصة لفتح قناة اتصال بين أفراد الأسرة معاً، مما قد يشجع الأطفال على تبادل الخبرات الإيجابية حول يومهم، فضلاً عن توفير بيئة مريحة لمناقشة أي من القضايا التي تشغل فرداً أو جميع أفراد الأسرة.

يمكن للوجبات العائلية، بالإضافة إلى إنشاء منصة للتواصل المفتوح داخل الأسرة المعيشية، أن تعزز أنماط الأكل الصحي والصحة الجسمانية، وهو أمر مهم لتشجيع الأطفال على تطوير علاقة إيجابية مع الطعام ومع أجسامهم.

إن وضع أنماط ومواقف غذائية صحية في السنوات الأولى يمكن أن يحمي الطفل من مشاكل في تناول الطعام وأوقات تناول الطعام في وقت لاحق في حياتهم، وحيث إن الغذاء هو الوقود لأجسادنا، فمن المهم أن نجعل علاقتنا مع الغذاء إيجابية.

وينبغي أن يكون التركيز الرئيسي خلال تناول الوجبات على إنشاء منصة جيدة وقيّمة للتواصل، بدلاً من التعليق على ما ماهية أو كم ما يأكل طفلك.

والآن كيف يمكن لأوقات تناول الوجبات كأسرة أن تساعد حقاً في ذلك؟
إنها المحادثات والمواقف والسلوكيات عند تناول الطعام معاً كأسرة، هي التي يمكن أن تكون مؤثرة بشكل كبير نحو تشكيل علاقة طفلك مع الطعام.

ونحن نعلم جميعاً أن الآباء والأمهات هم النماذج التي يحتذي بها الأطفال، كما أن الأطفال يمتصون ما يرونه وما يسمعونه كما يمتص الإسفنج الماء؛ لذلك من المهم أن نتذكر أن المعرفة والعادات التي يحصل عليها الأطفال من خلال طاولة الطعام الواحدة من المرجح أن تبقى معهم طوال حياتهم، وهناك أيضاً أدلة على أن الوجبات العائلية يمكن أن تكون وقائية ضد مجموعة من قضايا الصحة العقلية.

كما أن اجتماع الأسرة جميعاً لتناول الطعام يعزز من إيصال بعض الرسائل الرئيسية المهمة التي تساعد الأطفال على خلق علاقة إيجابية نحو الغذاء وأجسادهم.

دليلنا لـشكل الجسم للآباء، نشجع الآباء على التواصل مع أطفالهم لتوضيح أن الصحة أكثر أهمية من الشكل، وهذا يشمل تشجيع الأطفال على تناول نظام غذائي متوازن حتى يكونوا في صحة جيدة، وأن يشعر بحالة ومزاجٍ جيد، بالإضافة لحصولهم على الطاقة التي يحتاجون إليها، بدلاً من الاهتمام فقط بفقدان الوزن أو تجنّب الحصول على الدهون.

كما يُوصى أيضاً بتجنب وضع العلامات على الأطعمة بأنها "سيئة"، أو "غير صحية" أو "أطعمة من شأنها زيادة الدهون"؛ لأن هذا يمكن أن يخلق شعوراً بالذنب للأطفال حول بعض الأطعمة.

كما أنه لا يُنصح باستخدام مصطلحات مثل "جيدة" أو "نظيفة" لوصف الطعام. ولكن بدلاً من ذلك، يُقترح أن يُشرح للأطفال الفرق بين "الأطعمة اليومية" و"الأطعمة التي تُتناول في بعض الأحيان".

وينبغي أن يكون التركيز الرئيسي خلال وقت تناول الوجبات على إنشاء منصة جيدة وقيّمة للتواصل، بدلاً من التعليق على ما ماهية أو كم ما يأكل طفلك.

في حين أن ما نقوله أمام الأطفال يُعد هاماً، إلا أنه بالتأكيد ليس الشيء الوحيد الذي يؤثر عليهم. فسلوك الآباء والأمهات أيضاً أمر بالغ الأهمية.

على سبيل المثال، إذا كان أحد الوالدين لا يأكل البطاطا بسبب تجنّب نظام غذائي يحتوي على الكثير من الكربوهيدرات، قد يفسر الطفل الصغير هذا الفعل على نحو مختلف تماماً وهو أن: البطاطا سيئة ويجب تجنبها.

وإذا لاحظ الأطفال أن آباءهم يأكلون بانتظام نظاماً غذائياً متوازناً، فضلاً عن إبلاغهم بأن الأطعمة الصحية توفر الوقود لأجسادهم، فمن المرجح أن يتبع الأطفال خُطى والديهم في التمتع بمجموعة متنوعة من الأطعمة وبناء علاقة صحية مع الطعام.

ومن المهم أيضاً أن نلاحظ أن اتباع نظام غذائي متوازن يشتمل أيضاً على الاعتدال في الأطعمة، وذلك في محاولة لتعليم طفلك ماذا يعني ذلك.

وتقترح دراسة أجرتها جامعة لا تروب ملبورن أن تُغلق أو يتم استبعاد جميع الأجهزة الإلكترونية خلال أوقات تناول الطعام وذلك لتجنب أنماط الأكل غير الصحية لدى الأطفال، بما في ذلك أجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة.

هذا هو وسيلة فعالة للحد من التعرض للرسائل التي يمكن أن تسهم في بناء صورة سلبية للجسم وأيضاً تقليل الأسباب التي تدفع للتشتيت أثناء تناول وجبة الطعام.

ونحن نفهم بالتأكيد أن الاجتماع كل يوم في أوقات الطعام حتى تتمكن الأسرة كلها من تناول وجبة طعام معاً قد لا يكون ممكناً؛ لذلك نحن نشجع الآباء والأمهات على محاولة تناول وجبات الطعام كأسرة بقدر المستطاع، حتى لو كان مجرد عشاء واحد في الأسبوع.

وأخيراً نود أن نخبركم أنه كلما استطاعت الأسرة أن تجتمع معاً لتناول الطعام معاً، كان ذلك أفضل لأطفالك، مما يكسبهم أنماط أكل صحية، ويساعد على حمايتهم من التعرض لأي صورة من صور الاضطراب والخلل في الأكل، وكذا حمايتهم من التعرض لمفهوم الصورة السلبية لشكل الجسم.

هذه التدوينة مترجمة عن مدونة "هاف بوست النسخة الأسترالية"، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد