اهربي يا فايا.. “هلئ كلهن بيجوا”

بغض النظر عن كون السلبي الوحيد في مهاجمة فايا هو منحها أكثر مما تستحق، وهي لم تتعد حتى الآن مستوى فنانة صاعدة في أحد كازينوهات دمشق المحترمة، إلا أن القدر سخر لها ريان الهبر ووالده مطرب المنجل والمطرقة الأول خالد الهبر، ما أبعدها عن احتمالية أن تغني "بس اسمع مني"، مع وجوب التنبيه هنا إلى أن صوت سارية السواس برأيي الشخصي أجمل من صوت فايا يونان.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/02 الساعة 06:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/02 الساعة 06:14 بتوقيت غرينتش

– لقد اجتمع الكثير من الناس على فكرة أن لا نبالغ بمهاجمة "المغنية" السورية فايا يونان، وأن ما حدث عادي وليس بالمهين، حتى الشاب الذي أشاحت فايا بوجهها عنه، وقالت له: "هلئ كلن بيجوا"، كان مع هذا الرأي.

– هل ما فعلته فايا ليس عيبا؟ ربما كان الأمر كذلك لو كان الموقف يحدث للمرة العاشرة، أو أن "النجمة" أرهقت من أخذ الصور مع محبيها، أو لو أنها تحيي الحفلات في دمشق باستمرار، ربما كان من الممكن أن يصبح فكاهياً لو عانقت فايا الشاب أو صافحته على الأقل، أو أخرجت هاتفها وقالت للجمهور: لنلتقط "سيلفي" جماعياً، ثم شاركته مع كل عشاقها على الانستغرام محبي الياسمين الدمشقي وفناجين القهوة، وقالت لهم: "سيلفي وأعظم جمهور خلفي"، كم كان عظيماً لو فعلت.

– بغض النظر عن كون السلبي الوحيد في مهاجمة فايا هو منحها أكثر مما تستحق، وهي لم تتعد حتى الآن مستوى فنانة صاعدة في أحد كازينوهات دمشق المحترمة، إلا أن القدر سخر لها ريان الهبر ووالده مطرب المنجل والمطرقة الأول خالد الهبر، ما أبعدها عن احتمالية أن تغني "بس اسمع مني"، مع وجوب التنبيه هنا إلى أن صوت سارية السواس برأيي الشخصي أجمل من صوت فايا يونان.

– كان من الضروري أن يحدث ما حدث على التواصل الاجتماعي، وكان حرياً بـ" المغنية" أن تعتذر عن مياعتها ، بدل أن تقول إنها حاولت أن توصل فكرة احترام المسرح والعرض الفني والجمهور بطريقة "غنج طفولي واضح".

– ربما كان على طفولة فايا أن تقول لها إنها تغني للمرة الأولى بعد أن أعلن رئيسها بشار الأسد "نصره"، وأنها جزء من حملات تسويق "النصر" على حساب عذابات الملايين من السوريين.

– كان أيضاً على طفولة فايا أن تقول لها إنها تغني أمام جمهور عرفت شهرتها على أكتافه عن طريق عمل "عواطف وطنية مشلخة" قدمته رفقة أختها، وعليها أن تعرف أن حضورها كان استثنائياً بالنسبة له، وأنه بالأصل لا يحضر عرضاً لويليام شكسبير أو أمسية لبيتهوفن ولا حتى حفلاً لسلطان الطرب جورج وسوف، بل هو أمام طفلة غنوجة خائفة من أنو "يجوا كلهن"؛ لذلك كان عليها أن لا تأتي أو كان من الممكن اصطحاب "السيد الوالد" ليقف مع طفلته الخجولة.

– كان من الضروري أن يحدث ما حدث مع فايا وأكثر؛ لأن هذا الجمهور اعتاد الجميع إهانته، لقد قال له علي الديك في معرض دمشق الدولي: "هنتو بقر"، أي أنتم بقر، بلهجة المخابرات السورية، ثم تعامل ناصيف زيتون مع الصحفيين عنده باستعلاء، ولا أحد يعلم من القادم، كما لا يعلم أحد إلى أي درجة يمكن بعد أن يهان جمهور النظام السوري من أجل "الوطن".

– ما فعلته فايا والديك وناصيف وما سيفعله آخرون في الأيام القادمة "قلة أدب"، لكنها ليست غريبة، فعندما يكون الفنان خريج فرع أمن، ولساناً لجهاز مخابرات، يتحول المسرح إلى زنزانة جماعية، أو قاعة تعذيب.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد